تحقيق إخباري: رحلة شاقة ولكن حلوة...شباب من أفغانستان يعبرون عن فخرهم بدراسة اللغة الصينية
رغم صعوبة تعلم اللغة الصينية بالنسبة للكثيرين في أماكن مختلفة من العالم، إلا أن تعلم هذه اللغة الآسيوية التي تتصف بالصعوبة ولا تتألف من حروف هجائية أصبح أكثر شيوعا بين الشباب الأفغاني مؤخرا.
فعلى عكس اللغات الأخرى ، يحتاج المتعلم أثناء تعلم الصينية إلى رسم المقاطع وليس كتابة حروف هجائية، حيث ذكرت المعلمة الأفغانية فرزانة خاشي أنه رغم صعوبة تعلمها، إلا أنها وجدت حلاوة كبيرة في تحدثها والآن سهولة شديدة في تعلمها.
وحكت فرزانة خاشي، التي تقوم بتدريس اللغة الصينية في جامعة ابن سينا الخاصة وتشعر بالفخر لتدريسها هذه اللغة، حكت خلال مقابلة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا كيف تعلمت هذه اللغة المعقدة بشكل محير للغاية وكيف صار بإمكانها تدريسها بسهولة الآن .
وهمست قائلة "لقد وجدت اللغة الصينية لغة ممتعة للغاية"، مضيفة "بعد أن بدأت تعلم الصينية في الجامعة، لم أكن مهتمة بها ولكن تعلمها أصبح تدريجيا عادتي اليومية حتى أن دراستها كلفتني عملية جراحية في عيني".
ولدى أشارتها إلى دراستها بجد، قالت إن مشكلة ظهرت في إحدى عينيها نتيجة دراسة اللغة باجتهاد واضطرت إلى إجراء جراحة فيها.
وهذه المشكلة غير المتوقعة جعلت فرزانة تستغرق شهرا على الأقل في التفكير فيما إذا كانت تواصل الدراسة في قسم اللغة الصينية أم لا ، ولكنها قررت في النهاية المواصلة.
وشعرت فرزانة بالفخر ليس فقط لكونها فتاة تتعلم اللغة الصينية، وإنما أيضا لكونها معلمة في الجامعة.
فقد نجح ثلاثة من طلابها في الحصول على منحة دراسية بعدما اجتازوا بنجاح اختبارا أجرى في جامعة كابول.
وقالت "إنني فخورة لكوني معلمة لغة صينية حيث تمكن ثلاثة من طلابي -- أحدهم في تخصص الاقتصاد والآخران في تخصص اللغة الصينية -- تمكنوا من الحصول على المنحة الدراسية التي يقدمها معهد كونفوشيوس".
لم تقم فرزانة بزيارة الصين بعد، لكنها سعيدة برؤية وطنها وقد أصبح تعلم الصينية فيه منتشرا مع تقارب العلاقات بين البلدين.
وذكرت أن "عولمة الاقتصاد الصيني ليست فقط ما يأمله الشعب الصيني، بل إنها تحولت أيضا إلى حقيقة لا يمكن إنكارها في جميع أنحاء العالم". كما أعربت عن اعتقادها بأن تعلم الصينية سيصبح أكثر شيوعا في المستقبل القريب في بلادها والعالم أجمع.
"كما أعلم ، فإن القرن الـ21 هو عصر الصين والصين ستصبح أكبر قوة اقتصادية في العالم، لهذا يعد تعلم الصينية أمرا مهما جدا في الوقت الحاضر"، هكذا قالت فرزانة.
ومن خلال التوسع السريع في العلاقات التجارية والثقافية بين أفغانستان والصين، يرى الكثير من الشباب الأفغاني أن تعلم الصينية مسألة مهمة جدا.
وعلى عكس فرزانة التي تعتقد أن تعلم هذه اللغة صعب بعض الشيء ، قال محمد رضا الطالب في قسم اللغة الصينية بجامعة كابول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه من السهل جدا تعلم هذه اللغة.
وقال رضا "اعتقد أن اللغة الصينية حلوة للغاية عند دراستها وسهلة للغاية عند تعلمها وإنني مهتم فعلا بتعلمها".
ويرى الشاب الذي امضى الآن سبعة أشهر في الجامعة لتعلم الصينية أن بإمكانه مواصلة تعليمه العالي في الصين ويمكنه حل مشكلاته الاقتصادية فضلا عن خدمة بلاده من خلال تعلم اللغة.
وتقوم الصين حاليا بتدريب حوالي ألف من المهنيين وتقدم 150 منحة دراسية لأفغانستان سنويا بهدف تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة بين البلدين.