مصري مقيم بنينغشيا: "الصين بلدي أيضا"
"أحب ينتشوان، هنا الماء الصافي والسماء زرقاء، النهر الأصفر والصحراء.......وطبعا، أحب الصين." يقول الشاب أحمد سعيد بلغة صينية فصحى تحمل نطق البكينيين.
لدى أحمد سعيد البالغ من العمر 32 سنة، إسم صيني بسيط، هو باي سين. بعد تخرجه في جامعة الأزهر ونيله درجة الماجستير في اللغة الصينية، عمل أحمد سعيد مترجما في اللغة الصينية لدى وزارة الدفاع المصرية. وفي سنة 2010، وعلى هامش الدورة الأولى من المنتدى التجاري والإقتصادي العربي الصيني الذي عقد في نينغشيا، جاء إلى مدينة يينتشوان بدعوة من بعض الزائرين من نينغشيا، ومنذ ذلك الوقت بدأت قصته مع نينغشيا.
"عندما جئت إلى نينغشيا، لم أفكر كثيرا. وعندما رأيت أن 90% من المطاعم هنا حلال، والمساجد في كل مكان، لم تعد ظروف الطقس أو الإختلافات الثقافية مشكلة كبيرة. في كل مكان من يينتشوان أجد رائحة بلدي، ولأنني أحببت هذا المكان، قررت البقاء في نينغشيا، وأنا الآن لدي 4 سنوات هنا."
شغل أحمد سعيد في يوليو 2010، مستشارا ثقافيا خلال المنتدى الإقتصادي والتجاري العربي الصيني. وفي سنة 2011، أطلق الجانبان الصيني والعربي "مشروع ترجمة ونشر ألف كتاب عربي خلال 10 سنوات" و"ومشروع ترجمة متبادلة لـ 100 كتاب صيني وعربي". بعد أن رأي فضاء التطور الكبير للتبادل الثقافي الصيني العربي، قام أحمد سعيد بتسجيل شركة بيت الحكمة للثقافة والنشر، وحصل على هذا المشروع. وفي سنة 2012، قام أحمد سعيد وفريقه المتكون من 17 شخصا بإهداء النسخة العربية من كتاب "المواقع الإسلامية في الصين" للدورة الأولى من المعرض الصيني العربي. وخلال العامين اللاحقين، قام بترجمة 17 كتابا صينيا إلى اللغة العربية، من بينهم 11 كتابا تم نشرهم في الدول العربية.
"إسم الشركة يعود إلى بيت الحكمة التي تأسس في العراق قبل 1200 سنة لتعريف الثقافة الغربية. وأريد أن أفعل نفس ما فعله بيت الحكمة، آملا أن أمهد الطريق للتعارف بين الصين والعالم العربي، وأنقل الثقافة الصينية في الدول العربية والمناطق الإسلامية، وأنقل الثقافة العربية وثقافة المناطق الإسلامية إلى الصين. " يقول أحمد سعيد.
إلى جانب ترجمة ونشر الكتب الصينية والعربية، افتتح أحمد سعيد في ينتشوان دروسا لتعليم اللغة العربية للمبتدئين. "دروس اللغة العربية ليست موجهة للأطفال فحسب، بل كذلك للأوساط الإجتماعية والحكومية، لتعليم العربية و المراسم العربية، وتعليمهم كيفية التعامل مع العرب." يقول أحمد سعيد.
يخطط أحمد سعيد وفريقه لترجمة 200 كتاب خلال 10 سنوات القادمة. وقد إنطلق في الإعداد لهذه العمل، حيث بدأ دراسة الدكتوراه في الدراسات القومية، تخصص (قومية هوي)، واختار موضوع رسالته حول "تاريخ ترجمة القرآن في الصين". ويقول أحمد سعيد: "هناك 14 ترجمة صينية للقرآن إلى حد الآن. وهذا الموضوع الذي أبحث فيه لم يبحث فيه إلى الآن في الدول العربية."
وعند الحديث على مستقبل التطور، أشار أحمد سعيد إلى أنه ينوي التطور نحو الأفلام والمسلسلات الصينية، وترجمة بعض الأفلام والمسلسلات الصينية المشهورة إلى العربية، وتوزيعها في العالم العربي."في السنة الماضية، وجدت سلسلة الصور المتحركة الصينية"الخروف شي والذئب هويتاي" ترحيبا كبيرا في مصر. وبعد أن طرحت الصين إستراتيجية طريق الحرير الجديد، شرعنا في تقديم خدمات الترجمة باللغة الفارسية، والآن نحن بصدد ترجمة سلسلة فارسية من 27 كتاب، ستنشر من قبل دار ووتشو للنشر. وفي السنة القادمة سنترجم كتب باللغة التركية. "
بعد إقامته في الصين، تزوج أحمد سعيد زوجة صينية، ولديه الكثير من الأصدقاء الصينيين. ويسافر بين بكين وينتشوان مرات كل شهر لإتمام أعمال التجارية، كما يذهب للشنغهاي لزيارة صهره، وأصبح عدد مرات عودته إلى مصر قليلة. "لا مشكلة، فالصين بلدي أيضا." يقول أحمد سعيد.