مقالة خاصة: الصين تعزز التعاون في مجالي النفط والغاز الطبيعي ضمن مبادرة الحزام والطريق
تمتلك الدول والمناطق الواقعة على الحزام والطريق موارد كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، حيث يشكل احتياطي النفط المكتشف 57 بالمائة من الإجمالي العالمي ويشكل احتياطي الغاز الطبيعي المكتشف 78 بالمائة من الإجمالي العالمي.
لذا سلطت الدورة السادسة لمؤتمر الصين الدولي لتجارة النفط التي عقد في بلدية شانغهاي شرقي الصين الأسبوع الماضي، الضوء على التعاون في مجالي النفط والغاز الطبيعي في المناطق الواقعة على طول الحزام والطريق، حيث يرى الخبراء أن تعزيز التعاون في هذين المجالين لا شك أن يكون له تأثير إيجابي في التنمية الاقتصادية وأمن الطاقة العالميين.
وشهد السوق العالمي للنفط والغاز الطبيعي تغيرات عميقة في السنوات الأخيرة، حيث تحولت اتجاهات التجارة وعومت أسعار النفط والغاز على نحو كبير. وأصبحت منطقة آسيا - الباسيفيك مركزا عالميا لاستهلاك النفط والغاز الطبيعي، بينما تحولت الولايات المتحدة من دولة مستوردة كبيرة إلى دولة تصدير كبيرة مع تقدمها في تكنولوجيا استخراج الغاز الصخري.
وفي خضام التغيرات في موازين الطاقة، أصبحت الصين لاعبا هاما يضمن استقرار سوق النفط الدولي. حيث تجاوزت الصين في النصف الأول من العام الجاري الولايات المتحدة لتصبح أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم، في الوقت الذي تربعت فيه الصين بالمرتبة الثانية لاستهلاك النفط.
قال مسؤول من شركة أرامكو آسيا إن 70 بالمائة من إجمالي حجم الصادرات السعودية من النفط الخام اتجهت إلى آسيا في العام الجاري، وإن الصين أكبر دولة لاستيراد المنتجات السعودية، مؤكدا أن مبادرة الحزام والطريق ستدفع تقدم التعاون بين السعودية والصين إلى الأمام .
ونظرا لدورها المتزايد في سوق الطاقة العالمية، بادرت الصين للمشاركة في الآليات العالمية لتسعير النفط والغاز الطبيعي وقدمت مساهماتها في الحفاظ على الاستقرار وتشكيل الترتيب في السوق الدولي.
أما بالنسبة للدول الواقعة على الحزام والطريق، فإن تعزيز التعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي وبناء تكتل تعاوني يتمتع بمنافع مشتركة في هذا المجال سيؤدي إلى الازدهار الاقتصادي وأمن الطاقة للدول والمناطق الواقعة على الحزام والطريق.
واستثمرت مجموعة بترو تشاينا الصينية ما يزيد عن 51 مليار دولار أمريكي في الدول والمناطق الواقعة على الحزام والطريق حتى نهاية 2016، ما يوفر أكثر من 80 ألف فرصة عمل للمواطنين المحليين في تلك الدول والمناطق، كما ساهمت المجموعة في دعم وتمويل القضايا العامة ضمن مسؤوليتها الاجتماعية ، ما أفاد أكثر من مليوني شخص.
كما قامت شركة شمال الصين الصناعية بالتعاون مع شركات نفطية أخرى لإدارة 6 مشاريع في الدول الواقعة على الحزام والطريق، بما فيها العراق ومصر وقازاقستان وميانمار، حيث يبلغ احتياطي هذه المشاريع قرابة 1.3 مليار طن، ويتجاوز حجم التجارة 60 مليون طن سنويا.
وبجانب الشركات الصينية المملوكة للدولة، دخلت المزيد من الشركات الخاصة إلى سوق تجارة النفط الدولي، إذ حصلت 17 شركة خاصة محلية على ترخيص للتجارة غير الحكومية لاستيراد النفط الخام، لتصبح قوة مشاركة نشيطة وهامة في تجارة النفط الدولية.
في العام الحالي، اشترى اتحاد الصين لاستيراد النفط ومقره في مقاطعة شاندونغ بشرقي الصين ما يزيد عن 80 مليون طن من النفط الخام من السوق الدولي، وأشار رئيس الاتحاد تشانغ ليو تشنغ إلى أن الشراء المجمع يمكن أن يقلل المنافسات العشوائية.
بهذا الصدد أشار نائب وزير التجارة الصيني وانغ شو ون إلى أن الصين تعتزم دفع التعاون في مجال الطاقة مع الدول والمناطق الواقعة على الحزام والطريق، لأجل الحفاظ على استقرار السوق العالمي.