مقالة خاصة: شركات السيارات الصينية تعزز التعاون مع الشرق الأوسط في ظل تصدير 4 ملايين سيارة إلى الخارج في 8 أشهر
شنتشن 11 أكتوبر 2024 (شينخوا) تصبح سيارات الطاقة الجديدة تدريجيا مسارا جديدا للسيارات ذات العلامات التجارية الصينية للذهاب إلى الخارج مع التخطيط النشط للاقتصاد الأخضر واستراتيجية التحول للطاقة الجديدة في الشرق الأوسط.
وأعلنت شركة "نيو" الصينية الرائدة لصناعة السيارات الكهربائية يوم 10 أكتوبر الجاري عن تأسيس شركة مشتركة لاستكشاف سوق الشرق الأوسط، حيث ستُنشئ مركزا للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا المتقدمة في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة.
وبدورها، دخلت شركة "جي إيه سي أيون" السوق القطري بإطلاق سيارة "أيون واي بلس" الكهربائية.
ووفقا لبيانات رسمية أصدرتها الهيئة العامة للجمارك في الصين، صدّرت الصين خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 إجمالي 4.094 مليون سيارة (بما في ذلك الهيكل)، بقيمة تصدير بلغت 76.079 مليار دولار أمريكي، ما سجل زيادة سنوية بنسبتي 27.5 في المائة و20 في المائة على التوالي.
وبالنظر إلى الأرقام المسجلة، توفّر السوق الخارجية الشاسعة لشركات صناعة السيارات الصينية فرصا تنموية مهمة، حيث غطّت السوق الخارجية لشركة "غريت وول موتور" أكثر من 170 دولة ومنطقة، فيما بلغ صافي الربح المنسوب إلى الشركة الأم في النصف الأول من العام الجاري نحو 7.079 مليار يوان (دولار أمريكي واحد يساوي نحو 7.07 يوان)، بزيادة سنوية بلغت 419.99 في المائة.
وكانت الزيادة في المبيعات الخارجية أحد الأسباب الرئيسية للزيادة الكبيرة المسجلة في الأرباح، حيث تظهر بيانات المبيعات بيع شركة "غريت وول موتور" 199847 وحدة في الخارج خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة سنوية 62.09 في المائة. كما يُظهر التقرير نصف السنوي لعام 2024 لشركة "بي واي دي" دخول سيارات الركاب التي تعمل بالطاقة الجديدة التابعة للشركة أكثر من 80 دولة ومنطقة، لتسجل إيرادات خارجية للنصف الأول من العام الجاري بلغت 89.946 مليار يوان، بزيادة سنوية 39.65 في المائة، ما يمثل 29.87 في المائة من إجمالي الإيرادات.
تعد سوق الشرق الأوسط أحد الأسواق المهمة لشركات صناعة السيارات الصينية "لتوجهها إلى الخارج". ووفقا لبيانات أصدرتها غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الآلات والمنتجات الإلكترونية، كانت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من بين أفضل 10 دول لصادرات الصين من السيارات في النصف الأول من عام 2024 بتسجيلهما 141909 و119453 مركبة على التوالي، ما حقق قيمة تصدير بلغت 2.32 مليار دولار أمريكي و2.258 مليار دولار أمريكي على التوالي، وسجل زيادة سنوية بلغت 88.54 في المائة و29.68 في المائة.
وفي السياق ذاته، أقامت شركة "تشانغآن" للسيارات في شهر أغسطس الماضي فعالية في الرياض بالمملكة العربية السعودية لإطلاق علامتها التجارية لسوق الشرق الأوسط، حيث أطلقت مجموعة متنوعة من الطرازات الجديدة. وقال وانغ جيون رئيس الشركة إن المبيعات التراكمية لـ"تشانغآن" تجاوزت الـ400 ألف وحدة منذ دخولها أسواق الشرق الأوسط في عام 1994.
ومع التخطيط النشط للتحول في الاقتصاد والطاقة بالشرق الأوسط ودول أفريقيا، أصبحت سيارات الطاقة الجديدة جزءا مهما من التحول، الأمر الذي وفّر فرصة استفادت منها شركات السيارات الصينية التي تسارع حاليا إلى دخول هذه الأسواق الجديدة.
وقال لي بين رئيس مجلس إدارة شركة "نيو": "إننا متفائلون بشأن آفاق تطوير السيارات الكهربائية الذكية في سوق الشرق الأوسط".
كما أقامت شركة "بي واي دي" التي دخلت السوق العربية في مارس 2023، تعاونا وثيقا مع التجار والشركاء المحليين في العديد من الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين وتونس بعد انطلاقتها من الأردن.
وقال المسؤول المعني لشركة "بي واي دي" إن مبيعات الشركة من سيارات الطاقة الجديدة شهدت ارتفاعا في الأسواق المذكورة بفضل الطلب المتزايد على حلول المواصلات المستدامة في المنطقة.
وفيما تواجه شركات صناعة السيارات الصينية فرصا وتحديات في استكشاف سوق الشرق الأوسط وأفريقيا، يرى المسؤول المعني لشركة "بي واي دي" أن هناك أربعة تحديات رئيسية هي: أولا، لدى البلدان المختلفة متطلبات متنوعة من حيث اللوائح التنظيمية والوصول إلى الأسواق، الأمر الذي يفرض على الشركات الصينية تحقيق فهم متعمق وصياغة استراتيجيات مقابلة للوفاء بهذه اللوائح. وثانيا، في مواجهة المنافسين الدوليين الراسخين في المنطقة، هناك اختبار هام يتمثل ببناء الاعتراف بالعلامة التجارية والثقة بها. ثالثا، تفرض الظروف المناخية المحلية الخاصة متطلبات أعلى لأداء المركبات، ما يفرض ضرورة تصميم المنتجات وتحسينها وفقا للظروف المحلية. رابعا، لا تزال البنية التحتية المحلية للطاقة الجديدة ووعي المستهلكين بمركبات الطاقة الجديدة وتكنولوجياتها بحاجة إلى مزيد من التحسين، الأمر الذي يوجب التغلب على هذه التحديات حتى تتمكن الشركات من تحقيق التنمية على المدى الطويل.