مقالة خاصة: تربية دودة القز تغير حياة سكان قرية شمالي مصر
في الصور الملتقطة يوم 7 سبتمبر 2024، تربية شرانق دودة القز ونسج السجاد الحريري في قرية نجع عوني الواقعة في محافظة البحيرة في مصر. (شينخوا)
البحيرة، مصر 17 سبتمبر 2024 (شينخوا) قبل عدة أعوام اعتاد سكان قرية نجع عوني، الواقعة في محافظة البحيرة شمالي مصر، على بناء منازلهم من الطوب اللبن وتسقيف الأسطح بالقش، والاعتماد على المساعدات الخارجية في توفير الغذاء والبطانيات.
والآن، وبفضل جهود سكانها على مدار ثماني سنوات، تحولت القرية إلى منطقة مكتفية ذاتياً من خلال مشاريع التنمية المختلفة والتي من أهمها مبادرة دودة القز التي بدأها رجب عوض، وهو رجل في الأربعينيات من عمره كان يعمل صياداً قبل بداية مشروعه.
في العام 2016، فكر عوض في الاستفادة من الرقعة الزراعية الممتازة في نجع عوني لزراعة أشجار التوت لتغذية ديدان القز، وإنتاج الحرير، وصنع السجاد.
"نحن لا نريد أن نكون عبأً على المجتمع، أردنا بناء مجتمعنا وخلق فرص عمل للشباب للحد من معدلات البطالة والفقر"، قال عوض لوكالة أنباء ((شينخوا)) مضيفاً " أعط رجلاً سمكة، تطعمه ليوم واحد؛ علم رجلاً كيف يصطاد السمك، تطعمه مدى الحياة".
وقام عوض على الفور بشراء صندوق يحتوي على 18 ألف بيضة لدودة القز وبنى ورشة على قطعة أرض مملوكة لأسرته وأحاطها بأشجار التوت، ثم قسم الورشة إلى عدة غرف لرعاية الديدان وحل الشرانق للحرير وصناعة السجاد والإكسسوارات.
في البداية، خسر عوض في أول عامين من المشروع بسبب افتقاره للخبرة، قائلا "كانت عملية تعلم".
وأوضح أنه بعد مشاهدة مقاطع فيديو على الإنترنت لمزارعين صينيين يطعمون الديدان وينظفونها، بدأت الأمور تتحسن، والآن تنتج ورشة عوض 720 كجم من الحرير سنويًا، مما يزيد دخله بشكل كبير.
وفي الفترة من مارس إلى يوليو من هذا العام، قام عوض بتربية 125 ألف دودة وتبرع بعدة مئات منها لربات البيوت في القرية، ثم قام بشراء الشرانق منهم لاحقاً بأسعار معقولة، مما شجعهن على إيجاد مصادر للدخل.
وعلى مدار الأعوام، انضم سكان آخرون من القرية إلى المشروع في مراحل مختلفة، وبحسب عوض، تضم قرية نجع عوني الآن ما يصل إلى 3700 شجرة توت.
وصلت قصة نجاح تحول نجع عوني إلى الحكومة المصرية التي قدمت في إطار مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير 2019، دعماً إضافياً للقرية من خلال بناء الطرق ومدرسة وعيادة طبية، ومد خطوط المياه والكهرباء والصرف الصحي.
ويشير إسماعيل إبراهيم (32 عاماً) إلى المنازل الحديثة المبنية من الطوب والأسقف الأسمنتية وهو يشعر بالفخر بالتغيرات الإيجابية التي شهدتها نجع عوني على مر السنين.
وقال إبراهيم لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد عشنا في فقر مدقع لسنوات عديدة، وحتى وقت قريب كان من الصعب توفير ما يكفي من الطعام أو دفع تكاليف تعليم أطفالي".
وأضاف أن "العناية بالديدان بسيطة وسهلة، والإنتاج وفير"، منوها بأنه راضِ عن دخله في الوقت الحاضر.
وفرح عبد الملك، 19 عاماَ، واحدة من النماذج الأخرى المستفيدة من المشروع حيث لم تتمكن من مواصلة تعليمها بسبب الظروف المعيشية الصعبة لأسرتها، لكنها الآن تستطيع كسب ما يصل إلى 1500 جنيه مصري شهرياً (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 48.4 جنيه) من خلال تدريب العمال في ورشة عوض على حياكة الحرير.
وقالت فرح لـ((شينخوا)) مبتسمة إن "رؤية السجادة كمنتج نهائي هي لحظة سعادة بالنسبة لي"، مضيفة أنها تأمل أن تعرض منتجاتها يوما ما في المعارض الدولية.