تحليل إخباري: قمة فوكاك تضخ زخما قويا في العلاقات الصينية-الأفريقية
في الصورة الملتقطة يوم 5 سبتمبر 2024، مشهد لمراسم افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) لعام 2024 في قاعة الشعب الكبرى ببكين. (شينخوا)
شانغهاي 9 سبتمبر 2024 (شينخوا) تمثل قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) لعام 2024، التي اختتمت يوم الجمعة الماضي في بكين، ترقية كبيرة للعلاقات ودفعة قوية للتعاون العملي بين الصين وأفريقيا في مختلف المجالات.
وخلال القمة، أقامت الصين أو رفعت مستوى الشراكة الاستراتيجية مع 30 دولة. وحتى الآن، أقامت الصين شراكات استراتيجية مع جميع الدول الأفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع بكين. وفي الوقت نفسه، تم الارتقاء بالمستوى الشامل للعلاقات الصينية-الأفريقية إلى مجتمع المستقبل المشترك للصين وأفريقيا في جميع الأحوال خلال العصر الجديد.
وصاغت الصين وأفريقيا خطة عمل للتعاون المستقبلي. ومن أجل دفع التحديث خلال السنوات الثلاث القادمة، أعلنت الصين عن 10 خطط عمل للشراكة في مجالات مثل التعلم المتبادل بين الحضارات والازدهار التجاري والتعاون في السلسلة الصناعية والترابط والتواصل. وتعهدت الصين بتقديم دعم مالي بقيمة 360 مليار يوان (حوالي 51 مليار دولار أمريكي) لتنفيذ هذه خطط العمل.
ويتماشى المستوى الجديد للعلاقات الصينية-الأفريقية مع المشهد العالمي المتطور والحاجة الواقعية لتعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا، إلى جانب التطلعات المشتركة من جانب القادة والشعوب المعنيين. وبفضل عقود من الجهود التي بذلتها الصين ودول أفريقيا، تمر العلاقة بين الجانبين الآن بأفضل مراحلها على مدى التاريخ.
وتسلط النتائج المثمرة، التي تم تحقيقها منذ إطلاق منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في عام 2000، الضوء على مرونة وديناميكية التعاون الصيني-الأفريقي. وفي الفترة ما بين عام 2000 وعام 2023، ارتفع حجم التجارة الثنائية من 10.5 مليار دولار أمريكي إلى 282.1 مليار دولار أمريكي، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا على مدار الـ15 عاما الماضية. وقامت الشركات الصينية ببناء خطوط سكك حديدية وطرق سريعة وجسور وموانئ ومدارس ومستشفيات في أفريقيا.
وقال وانغ هنغ، نائب مدير معهد الدراسات الأفريقية بجامعة تشجيانغ للمعلمين، إن دور الصين في تعزيز التنمية في أفريقيا ظل ثابتا وشاملا وعمليا.
وأوضح وانغ أن السعي المشترك نحو التحديث في الصين وأفريقيا، اللتين يقطنهما ثلث إجمالي سكان العالم، له أهمية كبيرة لدفع تحديث الجنوب العالمي والعالم بأسره، مضيفا أن الارتقاء بمستوى العلاقات الصينية-الأفريقية يوفر أساسا سياسيا متينا وضمانا مؤسسيا لعملية التحديث.
وبعد القضاء على الفقر المدقع وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في جميع النواحي، يسعى الشعب الصيني إلى إحياء النهضة الوطنية من خلال التحديث الصيني النمط. وتسير أفريقيا بخطوات ثابتة نحو أهداف التحديث المنصوص عليها في أجندة الاتحاد الأفريقي 2063. ويقول المراقبون إن المساعي المشتركة نحو التحديث في الصين وأفريقيا ستولد أيضا فرصا هائلة للتعاون فيما بينهما ومع الجنوب العالمي والعالم أجمع.