تحقيق إخباري: أطيب التمنيات بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد... شهادة على الصداقة بين الصين وغينيا الاستوائية
طلاب في فصل دراسي في مدرسة الصين-غينيا الاستوائية الابتدائية للصداقة في محافظة جينبينغ بمقاطعة يوننان بجنوب غرب الصين في 27 مايو 2024. (شينخوا)
بدأ فصل دراسي جديد كما هو مقرر، وكانت مفاجأة سارة للتلاميذ في مدرسة الصين-غينيا الاستوائية الابتدائية للصداقة حينما تلقوا رسائل مصورة بالفيديو من نظرائهم الأفارقة في بداية العام الدراسي الجديد يوم الاثنين في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين.
"مرحبا بكم في غينيا الاستوائية! عاشت الصداقة بين الصين وغينيا الاستوائية!" هكذا وجه ثلاثة طلاب من معهد كونفوشيوس في الجامعة الوطنية لغينيا الاستوائية تحياتهم باللغة الصينية عبر فيديو مسجل مسبقا، مشجعين أصدقاءهم الصغار الأعزاء على "المساهمة في العلاقات الودية بين الصين وغينيا الاستوائية".
-- صداقة طويلة الأمد كنهر متدفق
"أود أن أطلعكم جميعا على قصة خاصة حول العلاقات الوثيقة بين مدرستنا وغينيا الاستوائية"، هكذا قالت ران هونغ يان، مدير مدرسة الصين-غينيا الاستوائية الابتدائية للصداقة، الذي رحب بطلابه بدرس بعنوان "كونوا سفراء للصداقة بين الصين وغينيا الاستوائية: دفع علاقاتنا إلى الأمام".
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من نصف قرن، ساعدت الصين وغينيا الاستوائية بعضهما البعض في السراء والضراء وحافظتا على تعاون عملي وتبادلات في شتى المجالات، ما ساهم في تحقيق نتائج ملحوظة.
في أبريل 2015، أعلن تيودورو أوبيانغ نغويما مباسوغو، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، أن بلاده ستتبرع بمدرسة في محافظة جينبينغ. وتم الانتهاء من بناء مدرسة الصين-غينيا الاستوائية الابتدائية للصداقة في العام التالي، ومنذ ذلك الحين أصبحت شاهدا على الصداقة الثنائية الدائمة.
في 27 مايو 2024، انضم الرئيس أوبيانغ إلى مكالمة بالفيديو مع طلاب المدرسة خلال زيارته للصين، ألقى خلالها الأطفال قصيدة تعود إلى عهد أسرة تانغ وقاموا بأدوء أغانٍ شعبية.
في اليوم التالي، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بذكر المدرسة الابتدائية التي تمولها غينيا الاستوائية خلال اجتماعه مع الرئيس أوبيانغ. وأعلن الرئيسان عن الارتقاء بالعلاقات إلى شراكة تعاون إستراتيجية شاملة.
وفي الوقت الحاضر، يواصل أكثر من ألفي طالب من 16 مجموعة عرقية دراستهم في المدرسة الابتدائية، التي تبرز فيها رموز الصداقة بين الصين وغينيا الاستوائية. فالديكور يسلط الضوء على جغرافية غينيا الاستوائية وعاداتها وسلعها، فيما تعرض حجرة المعارض أعمالا فنية للطلاب احتفالا بالرباط الذي يجمع بين البلدين.
وفي فصل من فصول فن الخط، كتب خه تشن شي، وهو صبي يبلغ من العمر 11 عاما وينتمي إلى مجموعة داي العرقية، عبارة تقول إن "الصداقة بين بلدينا عميقة كنهر دافق"، معربا عن أمله في أن تمضي هذه العلاقات قدما بنفس قوة نهر جينتسي.
يتدفق نهر جينتسي عبر محافظة جينبينغ ويعد معلما محبوبا للأطفال المحليين ويرتادونه كثيرا. وفي فصل دراسي متعدد الوظائف، قام بعض الأطفال وهم يرتدون أزياء عرقية تقليدية بأداء أغنية لحنها شجي عن نهر جينتسي لأقرانهم في غينيا الاستوائية.
قال عضو بالجوقة يدعى تشانغ روي يانغ "نأمل أن يتمكن أصدقاؤنا في غينيا الاستوائية من معرفة المزيد عنا".
في رسالة الفيديو الموجهة إلى التلاميذ، أعرب ثلاثة طلاب عن رغبتهم في زيارة الصين ورؤية المدرسة الكائنة في محافظة جينبينغ.
وردا على ذلك، وجه الأطفال في يوننان دعوة صادقة إلى أقرانهم، الذين يعيشون في بلد بعيد عنهم، للمجيئ في زيارة حيث قالوا "مرحبا بكم في ولاية هونغخه ذاتية الحكم لقوميتي هاني ويي".
-- رباط أوثق عبر القارات
لتسجيل مقاطع فيديو للفصل الأول من هذا العام، قطع ثلاثة طلاب جامعيين من غينيا الاستوائية إجازاتهم وعادوا إلى العاصمة مالابو من جميع أنحاء البلاد. وفي ذلك الفيديو، استعرضوا الدعم المتبادل والصداقة العميقة بين البلدين.
من جانبه قال خوسيه أنطونيو نغويما أونو، الطالب بمعهد كونفوشيوس في الجامعة الوطنية لغينيا الاستوائية، إن "غينيا الاستوائية والصين تربطهما علاقات دبلوماسية منذ أكثر من نصف قرن، وساندتا بعضهما البعض في جميع الأوقات التي شهدت تقلبات".
طلاب خلال حصة اللغة الصينية في معهد كونفوشيوس بالجامعة الوطنية لغينيا الاستوائية في مالابو بغينيا الاستوائية في 17 مايو 2024. (شينخوا)
وأشار إلى أن مساعدة الصين في بناء محطة جيبلوهو للطاقة الكهرومائية وميناء باتا، وكذلك تبرعها بلقاحات مضادة لكوفيد-19، لاقت استحسانا كبيرا من جانب السكان المحليين.
وقد ذكر طالب آخر يدعى خوسيه لويس ميتوغو إيين إييني "حكومتنا قامت بتمويل مدرسة الصين-غينيا الاستوائية الابتدائية للصداقة، فيما دعمت شركات صينية مشروعات رئيسية مثل طريق نكوي-مونغومو الموجود هنا".
وأعرب إييني عن امتنانه بشكل خاص لوجود فرق طبية صينية منذ فترة طويلة في بلاده.
فمنذ عام 1971، تم إرسال أكثر من 600 من المتخصصين الطبيين الصينيين على 33 دفعة للعمل في مدينتي مالابو وباتا بالبلاد. وفي أكتوبر 2021، أعرب الرئيس أوبيانغ عن شكره للحكومة الصينية في رسالة بالفيديو، أعرب فيها عن امتنانه للفرق الطبية لما تقوم به من عمل متميز.
ومن المتوقع أن يكتمل مشروع حرم جامعة مالابو، الذي تقوم بتنفيذه شركات صينية، وسيتم تسليمه في أكتوبر من هذا العام. وسوف يشمل الحرم الجديد للجامعة الوطنية لغينيا الاستوائية.
وقال فرناندو غارسيا مدير معهد كونفوشيوس في الجامعة الوطنية لغينيا الاستوائية "أعتقد أن جسر التبادل الثقافي بين البلدين سيصبح أكثر اتساعا"، مضيفا أن ذلك "سيقرب بين قلوب الشعبين".