مقابلة: خبيرة استشارية: قمة فوكاك تُعد وسيلة رئيسية لتعزيز الشراكة الصينية-الإفريقية

التاريخ: 2024-09-03 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

بكين أول سبتمبر 2024 (شينخوا) ذكرت هانا رايدر، الرئيسة التنفيذية لشركة ديفيلوبمنت ري إيماجيند، وهي شركة استشارية دولية للتنمية مقرها بكين، أن قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) 2024 المرتقبة تُعد وسيلة رئيسية لتعزيز العلاقات الفريدة بين الصين والدول الإفريقية.

جاءت تصريحات رايدر خلال مقابلة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل قمة فوكاك المرتقبة في بكين والمقررة إقامتها في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر.

حظي انخراط الصين مع إفريقيا باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، لاسيما بسبب تأثير مشاريع البنية التحتية التي تلعب الصين دورا رياديا فيها، وهي مشاريع لم تساهم فقط في إعادة تشكيل المشهد الحضري بجميع أنحاء القارة، بل عززت أيضا الإيمان بالإمكانات الكبيرة للشراكة الصينية-الإفريقية.

وقالت رايدر "على مدى العقدين الماضيين، شهدنا زيادة ملحوظة في العلاقات بين الدول الإفريقية والصين. شهدنا زيادة في العلاقات الاقتصادية، وشهدنا حتى زيادة في العلاقات السياسية، ونأمل أن تعمل هذه القمة المرتقبة لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي على مواصلة تدعيم هذه العلاقات".

تشير بيانات وزارة التجارة الصينية إلى أنه في نهاية عام 2023، تجاوز حجم الاستثمار المباشر للصين في إفريقيا 40 مليار دولار أمريكي، ما جعلها واحدة من المصادر الرئيسية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا.

وأضافت رايدر "أعتقد أن هناك بالفعل قدرا كبيرا من العمل الذي أنجزته الصين والدول الإفريقية معا لتحقيق التحديث. وإن أحد المجالات الرئيسية التي قام فيها الجانبان بتحقيق ذلك هو مجال بناء البنية التحتية"، وتابعت بقولها "آمل أن نتمكن من الاستمرار في الشراكة على هذا النحو".

تقيم هانا رايدر، وهي كينية الأصل وخبيرة اقتصادية، في بكين منذ أكثر من ست سنوات. بعد تجربتها في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنشأت شركة استشارية تركز بشكل خاص على التعاون الصيني-الإفريقي.

كان دافع رايدر نابعا من إدراكها للحاجة الحقيقية إلى قيام الحكومات الإفريقية بتعزيز علاقاتها مع الصين، حيث قالت "قررت إنشاء شركة (ديفيلوبمنت ري إيماجيند) للمساعدة أيضا في بناء جسر بين إفريقيا والدول الإفريقية والصين".

في العقود الأخيرة، أصبح الجنوب العالمي قوة مؤثرة في تشكيل عالم متعدد الأقطاب. ومن جانبهما، تجسد الصين وأفريقيا روح التضامن، حيث يلعب التعاون بينهما دورا حاسما.

وبينما أقرت رايدر بقيمة الأشكال الأخرى للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، مثل برامج التدريب والتبادل، فقد سلطت الضوء على الحجم الكبير للتعاون بين الصين وإفريقيا، والذي حقق بدوره نتائج عملية، بما في ذلك تطوير البنية التحتية وإنشاء المصانع.

وذكرت "لذلك نأمل أن يكون هناك شركاء آخرون للتعاون فيما بين بلدان الجنوب يستفيدون أيضا من ذلك النموذج، ويوسعون نطاق التعاون فيما بين بلدان الجنوب".

ولدى إشارتها إلى الفرق الرئيسي بين تعاون إفريقيا مع الصين وتعاونها مع الدول الغربية، قالت رايدر "أعتقد أن أحد الفروق الرئيسية هو أنه عندما يتعلق الأمر بالتعاون مع الصين، فإن ذلك لا يتوقف على نوع السياسات أو القضايا أو التغييرات التي قد تطرأ على اقتصادكم. بل إن الأمر يتعلق أكثر بما يمكنكم العمل عليه مع الصين؟ وما الذي ترغبون في العمل عليه مع الصين؟ ثم تكون هناك دراسة من الجانب الصيني حول ما إذا كان بإمكانه المساهمة في ذلك".

وأضافت "لذا فإنه أكثر اعتمادا على الطلب، إن جاز لي القول، مقارنة حتى بالتعاون مع بعض بنوك التنمية متعددة الأطراف"، مشيرة إلى أن نهج الصين القائم على الطلب يُعد مثالا قيما يمكن لبقية الشركاء الاقتداء به وتوسيعه.

كما أكدت رايدر على تأثير التحول الاقتصادي للصين على مستقبل إفريقيا، مشيرة إلى انتقال الصين المستمر من اقتصاد كثيف العمالة يركز على الإنتاج إلى اقتصاد أكثر استدامة وعالي القيمة وموجه نحو الاستهلاك. وأوضحت أن التحولات الاقتصادية الصينية تُشكل "نوافذ تاريخية للفرص بالنسبة للدول الإفريقية".

تحرير: تشن لو يي