مقابلة خاصة: باحث مغربي: الصداقة الأفريقية الصينية ستصبح أكثر صلابة وأعمق رسوخا
صورة مقدمة من شركة شاندونغ إليكتريك باور المحدودة (سيبكو 3) تُظهر جزءا من مشروع محطتي (نور 2) و(نور 3 ) للطاقة الشمسية المركزة في ورزازات بالمغرب، يوم 8 يونيو 2018. (شينخوا)
الرباط 30 أغسطس 2024 (شينخوا) صرح ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي الصيني من أجل التنمية، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، أن قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) 2024، ستشهد تقدم الشعوب في الصين وأفريقيا جنبا إلى جنب نحو التنمية المشتركة، مشيرا إلى أن المنتدى مكّن الدول الأفريقية من فهم الصين على نحو أفضل وعزز الروابط بين الجانبين.
وأوضح بوشيبة أن جذور علاقات الصداقة التي تجمع بين أفريقيا والصين ضاربة في أعماق التاريخ، مستذكرا كيف مدّ طريق الحرير القديم جسورا للتواصل والتبادل منذ ألف عام. وأضاف أن المآثر الخالدة للرحالة المغربي ابن بطوطة، والبحارين الصينيين وانغ دا يوان وتشنغ خه، قد نسجت خيوطا متينة بين الحضارات العريقة في أفريقيا والصين، فاتحة آفاقا رحبة للتفاهم المتبادل والتلاقح الثقافي. وأكد أن بذور الود والتقارب التي غرسها هؤلاء الرواد قد أثمرت في نفوس الشعب المغربي وسائر الشعوب الإفريقية لتشكل تصورا ملهما وخيالا خصبا حول الصين.
وسلّط بوشيبة الضوء على جاذبية التكنولوجيات المبتكرة التي طوّرتها الصين ذاتيا، والتي تلبي بكفاءة الاحتياجات الاقتصادية والمعيشية الملحّة للدول الأفريقية، لا سيما في مجالات حيوية كتحلية مياه البحر، وتطوير التعدين الأخضر، واستصلاح الأراضي الصحراوية.
وفي الشق الثقافي، أشار إلى الطفرة الملحوظة التي شهدها المغرب ودول أفريقية أخرى في الإقبال على تعلم اللغة الصينية، مما أسهم في تعميق أواصر التبادل الثقافي. على صعيد التعاون التجاري، فقد أبرز بوشيبة أن عام 2023 شهد قفزة نوعية في حجم التبادل التجاري بين أفريقيا والصين، حيث سجل مستويات قياسية غير مسبوقة، مؤكدا أن هذا الإنجاز عزز مكانة الصين كأكبر شريك تجاري للقارة الأفريقية للعام الـ15 على التوالي، مما يعكس عمق وثبات العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
وفي معرض حديثه عن أهمية التبادلات والتعاون بين أفريقيا والصين، أكد بوشيبة أن هذه العلاقات قد اتخذت منحى أكثر شمولية وعمقا، مشيرا إلى تطور مستمر في أوجه التعاون نحو تنمية متكاملة متعددة المستويات وبجودة عالية. وأوضح أن كل من أفريقيا والصين تسارعان الخطى لتوسيع نطاق تعاونهما في مجالات حيوية، تشمل مكافحة الفقر والرعاية الصحية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة ومواجهة تحديات تغير المناخ، فضلا عن تعزيز التبادلات الخاصة بالشباب والمرأة. وشدد أن الصين، من خلال تكثيف التبادلات وتقديم الدعم اللازم ومشاركة خبراتها في التنمية الاجتماعية، تساهم بشكل فعال في مساعدة الدول الأفريقية على الارتقاء بمستوى تنميتها الاجتماعية الشاملة، مبينا أن هذا النهج من شأنه أن يولد زخما ذاتيا ودفعا قويا للتنمية المستدامة في القارة الأفريقية.
وأفاد بوشيبة أن التواريخ المتشابهة والمهام المشتركة ربطت مصائر أفريقيا والصين بشكل وثيق. وقال إن طرح الصين لمفهوم "مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية" يبين بشكل كامل حكمة الصين ومسؤوليتها، ويقدم حلولا وخبرات تساعد الدول الأفريقية على تحقيق التحديث والتنمية بشكل يتناسب مع ظروفها الخاصة، مع المساهمة بشكل فعال في بناء مجتمع أفريقي صيني عالي المستوى ذي مستقبل مشترك.
واختتم بوشيبة حديثه مستشهدا بمثل صيني قديم يقول "في الرحلة الطويلة تُختبر قوة الحصان، وعلى مر الزمان يتجلى جوهر الإنسان"، مشيرا إلى أن "صفحات التاريخ لتشهد على أصالة العلاقة الأفريقية الصينية وعمق أواصرها الأخوية". وقال إنه "مع تطلعنا إلى هذه القمة المرتقبة، نعتبرها فرصة سانحة لتثبيت دعائم الصداقة بين أفريقيا والصين، لتغدو أكثر صلابة وأعمق رسوخا".