تقرير إخباري: الشركة الصينية المسؤولة عن تنفيذ جسر بنزرت الجديد تباشر أعمال المرحلة التحضيرية
تونس 15 أغسطس 2024 (شينخوا) باشر فريق من المهندسين من شركة مجموعة سيتشوان للطرق والجسور المحدودة مؤخرا أعمال المرحلة التحضيرية لتنفيذ مشروع جسر بنزرت الجديد في أقصى شمال تونس.
وتقسم قناة بنزرت المدينة إلى قسمين، ولا يوجد سوى جسر متحرك لعبور القناة. وتم بناء هذا الجسر المتحرك في 1980. ونظرا لقلة ارتفاع الجسر، يجب إغلاقه بشكل منتظم كل يوم ورفعه للسماح بمرور السفن الداخلة والخارجة من القناة. وخلال ذروة الموسم السياحي، يتعين على المركبات التي تريد عبور الجسر الانتظار لفترة طويلة ضمن طوابير تمتد لعدة كيلومترات. وبهدف اختصار الوقت، يسلك العديد من التونسيين طريقا طوله 60 كيلومترا للوصول إلى الضفة الأخرى الواقعة على بعد بضع مئات من الأمتار فقط.
ووقعت الحكومة التونسية في 26 مارس 2024 اتفاقا مع شركة مجموعة سيتشوان للطرق والجسور بشأن تنفيذ مشروع بناء جسر بنزرت الجديد.
وقال تشن جيون فنغ، نائب المدير العام لفرع الشركة في تونس، لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الاثنين إن "الحكومة التونسية منحتنا الموافقة لبدء العمل في منتصف يوليو 2024. وسيستغرق بناء المشروع بالكامل 1140 يوما وسيكتمل في 2 سبتمبر 2027".
وذكر تشن أن "الشعب التونسي يولي أهمية كبيرة لهذا المشروع، ونشعر بأننا موضع ترحيب كبير"، مضيفا "عندما وصل عمال البناء لأول مرة إلى موقع القناة الكبرى لتفقد الأرض، علم الناس أننا هنا لبناء الجسر فقدموا لنا الحلويات وكانوا مرحبين للغاية. وعندما مررنا بموقع البناء مرتدين سترات صفراء، رحب بنا العديد من السكان المحليين".
وأكد أن "هذا هو أول مشروع نقوم به في تونس، ونحن على ثقة من أنه سيكتمل بنجاح وسيساهم في تسهيل تنقل الشعب التونسي".
وقال هيرمان روزاريو ساكبونو، وهو مهندس جيوتقني من بنين أمضى في تونس 6 أشهر تقريبا منذ بدء عمله لدى الشركة الصينية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال جولة إرشادية، إن هذا المشروع "سيكون أحد أشهر المشاريع في أفريقيا من حيث التكنولوجيا المستخدمة وجودتها".
وأوضح ساكبونو أن هذا الجسر المعلق سيبلغ طوله 2.07 كم، بما في ذلك 810 أمتار فوق قناة بنزرت. وسيكون الجسر، الذي سيسمح باتصال دائم بين الضفتين على قناة الملاحة البحرية لبحيرة بنزرت، بارتفاع حوالي 56 مترا فوق سطح البحر.
كما سيسمح الجسر بحركة مرور مزدوجة المسار، مع هيكل معدني مرصوف بالخرسانة البيتومينية، وهو مصمم لاستيعاب جميع أنواع المركبات وتسهيل ملاحة القوارب.
فيما قال شكري معتوق (55 عاما)، وهو مهندس تونسي لديه خبرة 28 عاما في الهندسة المدنية والهيكلية، جرى تعيينه من قبل الشركة لإجراء اختبارات جيوتقنية في موقع المشروع، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الجسر سيكون مفيدا للمنطقة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ولكن بصورة خاصة للبلاد بأكملها من الناحية السياحية".
وحول عمله مع الشركة الصينية، ذكر معتوق أنه يقدر هذه الفرصة عاليا، وقال "يجب الاعتراف بأن كفاءة الشركات الصينية في هذا النوع من الإنشاءات الضخمة متميزة جدا... وما أقدره أكثر هو تفانيها في إنجاز عملها، وما حققته من تقدم تكنولوجي واستخدامه الحكيم في مشاريع الإنجاز الموكلة إليها".
وأضاف أن "المنطقة بأكملها ستتغير إيجابيا بعد بناء الجسر. فضلا عن ذلك، سيتم توفير وتطوير محلات تجارية ومناطق ترفيهية، وهو ما يعني فرص عمل ومصادر دخل للسكان المحليين، وأماكن للترفيه، ومساحات خضراء صديقة للبيئة".