مقالة خاصة: الشركات الصينية تتطلع إلى التعاون في مجال الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا
في الصورة الملتقطة جوا يوم 19 يوليو 2024، جانب من محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في تونغلياو في منطقة منغوليا الداخلية بشمالي الصين. (شينخوا)
بكين 13 أغسطس 2024 (شينخوا) كشفت شركة "دريندا" الصينية لتكنولوجيا الطاقة الجديدة في أواخر شهر يوليو الماضي عن خطتها لبناء قاعدة إنتاج للخلايا الشمسية عالية الكفاءة بقدرة إنتاجية تبلغ 5 جيجاواط سنويا في سلطنة عُمان.
لا تعتبر شركة "دريندا" الوحيدة من نوعها العاملة في هذا المجال، حيث أعلنت أربع شركات خاصة صينية أخرى في مجال الطاقة الجديدة بما فيها شركة "جينكو سولار" وشركة "تي سي إل تشونغهوان" ومجموعة "إنفينجن" وشركة "سونقرو" لإمدادات الطاقة، أعلنت عن القيام بتعاون مع صندوق سعودي وشركة محلية لتأسيس مصانع أو بناء مشروع لتخزين الطاقة في المملكة العربية السعودية.
تعد منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا من بين أكثر المناطق طموحا لتطوير الطاقة الشمسية، حيث قالت جمعية الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا لصناعات الطاقة الشمسية (ميسيا) في تقرير أصدرته لعام 2024 إن منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا ستشهد بلوغ القدرة المركبة للمولدات العاملة للطاقة الشمسية 40 جيجاواط في العام الجاري، وستصل إلى 180 جيجاواط بحلول عام 2030، مشيرة إلى أن القدرة المركبة سجلت نموا قدره 23 في المائة لتصل إلى 32 جيجاواط في عام 2023.
وبحسب التقرير، تقود المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والمغرب اتجاه النمو، حيث من المتوقع أن تمثل هذه الدول أكثر من ثلثي حصة الطاقة الشمسية المركبة في المنطقة بحلول نهاية هذا العقد.
وعلى الرغم من النمو السريع، يقول التقرير إن الزيادة "لا ترقى إلى المستوى الضروري المطلوب وحتى الاقتراب من استبدال الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة". وتمثل الطاقة الشمسية حاليا 2 في المائة فقط من مزيج الطاقة الإجمالي في المنطقة، بينما يمثل الوقود الأحفوري 87 في المائة.
لكن التقرير قال إن هناك إمكانات كبيرة لتسارع نمو الطاقة الشمسية في المنطقة التي تتمتع ببعض أكبر مستويات الإشعاع الشمسي في العالم، والتي تتجاوز 2000 كيلوواط ساعة لكل متر مربع في المتوسط.
وتشير التقديرات إلى أن بإمكان المنطقة توفير ما يصل إلى 40 في المائة من الطاقة في العالم بحلول عام 2050 من خلال "السعي الحثيث للتكنولوجيات المتجددة". وقال التقرير إن الموقع الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوفر إمكانية تصدير للطاقة الشمسية إلى الأسواق المجاورة من خلال الهيدروجين الأخضر أو الكهرباء عبر الموصلات البينية.
وفي هذا السياق، قال تشانغ سن السكرتير العام لفرع المنتجات الكهروضوئية التابع لمجلس التجارة الصيني لصادرات وواردات الماكينات والإلكترونيات إن دول منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا تعتمد على استيراد المنتجات الجوهرية لمشاريع الطاقة الشمسية، ما يُبين أن المنتجات الكهروضوئية الصينية ستستقبل مجالا أوسع في السوق مع تزايد سعة المولدات في هذه المنطقة.
وبدورها، أكدت تشيان جينغ نائب المدير التنفيذي العام لشركة "جينكو سولار" خلال ندوة صناعية عُقدت مؤخرا أنه وانطلاقا من بناء المصنع بتمويل مشترك في السعودية، فإن الشركة ستلتزم باستراتيجية "تصدير التكنولوجيا والقيام بالتعاون مع شركائها المحليين لكسب حصة في السوق"، مشيرة إلى أن المزيد من الدول والمناطق لا تحتاج فقط إلى استيراد منتجات من صنع الصين، بل تحتاج إلى استيراد التقنيات والتجارب والأكفاء وأنظمة التصنيع التي اكتسبتها الشركات الصينية خلال عملية تنمية صناعة الطاقة الشمسية، ما يفتح المجال واسعا أمام الجانبين لتحقيق نجاح مشترك من خلال التعاون، مضيفة أن الشركة تفكر في تقديم التكنولوجيا كأسهم لرأس المال وغيرها من أساليب التعاون.