تعليق ((شينخوا)): التعاون بين دول الجنوب يزداد قوة ويمضي بخطى صحيحة وضرورية

التاريخ: 2024-08-12 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

بكين 10 أغسطس 2024 (شينخوا) شهد الزخم الإيجابي للتعاون بين دول الجنوب مؤخرا دفعة جديدة، مع استمرار اتساع قائمة الدول الحريصة على الانضمام إلى مجموعة بريكس، ما جعل هذه الآلية قوة متزايدة الأهمية في بناء عالم متعدد الأطراف.

ففي يونيو، أعلنت ماليزيا وتايلاند عن نيتهما الانضمام إلى آلية التعاون لمجموعة بريكس. ورحبت مجموعة بريكس، قد تشكلت في الأصل من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، بانضمام المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا كأعضاء جدد في المجموعة في الأول من يناير 2024، ما ضاعف عدد أعضائها من خمسة إلى عشرة ليشكلوا نصف سكان العالم وخمس حجم التجارة العالمية.

كما كشفت مبادرة الحزام والطريق عن وجود ترابط قوي وآفاق تنموية. فقد أشار الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا إلى أن إدارته بصدد إعداد مقترح للانضمام إلى هذه المبادرة.

ووراء هذا الزخم المتجدد للتعاون بين دول الجنوب يكمن التوافق المتنامي بين دول العالم النامي حول تعزيز التنمية من خلال التعاون في مواجهة تزايد الحمائية والأحادية على الصعيد العالمي. وعلاوة على ذلك، تحاول تلك الاقتصادات الغربية المتقدمة "إزاحة السلم"، بهدف ترسيخ التقسيم العالمي للعمل بين "المركز والأطراف". فهي تسعى من خلال وسائل مختلفة إلى إبقاء الجنوب العالمي حبيسا في الطرف الأدنى من سلسلة القيمة. وقد أثارت أفعالها استياء شديدا بين دول الجنوب العالمي.

إن التجارب التاريخية المتشابهة والأهداف التنموية المشتركة والمواقف المتماثلة تجاه الشؤون الدولية قادت دول الجنوب العالمي إلى احترام مسارات التنمية التي اختارها بعضها البعض، والنظر إلى اختلافات بعضها البعض بعقلية منفتحة وروح من التعاون، ومعاملة بعضها البعض على قدم المساواة، والسعي نحو التقدم معا.

على مر السنين منذ طرحها، نمت مبادرة الحزام والطريق لتصبح منصة حيوية للتنمية العالمية، وخاصة بالنسبة لدول الجنوب العالمي، ما عزز التعاون متبادل المنفعة. وتساهم المبادرة، التي تلتزم بمبادئ التشاور والتشارك والتنافع، أيضا في تحقيق ربط البنى التحتية بالبلدان النامية.

فمن خط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة إلى الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، ساعدت مشاريع مبادرة الحزام والطريق على ربط دول الجنوب العالمي بالعالم ووضعها على "مسار سريع" نحو تخفيف حدة الفقر وتحقيق الازدهار.

كما تزدهر آلية تعاون بريكس. ويواصل أعضاء بريكس تعميق الشراكات الإستراتيجية فضلا عن الوحدة والتعاون مع دول الأسواق الناشئة والبلدان النامية الأخرى، ويتخذون خطوات جديدة نحو التضامن.

وقد قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم مؤخرا إنه "إلى جانب العلاقات والتعاون القائمين، هناك فوائد تعود علينا من فتح فضاءات جديدة، خاصة فيما يتعلق بأجندة الجنوب العالمي".

ومن جانبه ذكر المتحدث باسم الحكومة التايلاندية تشاي واتشارونكي إن الانضمام إلى دول مجموعة بريكس سيعزز المكانة الدولية لتايلاند ويزيد من فرص تايلاند على الساحة الدولية.

يمكن النظر إلى آلية تعاون مجموعة بريكس ومبادرة الحزام والطريق وغيرهما من ابتكارات التعاون النشطة بين دول الجنوب العالمي باعتبارها قوة إيجابية لتعزيز بناء عولمة اقتصادية أكثر شمولا تعود بالنفع على الجميع.

وتُظهر البيانات أن اقتصادات الأسواق الناشئة والدول النامية ساهمت بنسبة تصل إلى 80 في المائة في النمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات الـ20 الماضية، مع ارتفاع حصتها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 24 في المائة إلى أكثر من 40 في المائة خلال السنوات الـ40 الماضية.

ومن المنطقي الاعتقاد بأنه مع استمرار اتساع نطاق وحجم التعاون بين دول الجنوب، فإن روح التعاون بين دول الجنوب التي أظهرها تعاون مجموعة بريكس ومبادرة الحزام والطريق، والتي تتسم بالمساواة والثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والوحدة والمساعدة المتبادلة، ستصبح أكثر جاذبية وإلهاما.

وسوف يؤدي توسيع نطاق التعاون بين دول الجنوب إلى زيادة دفع النظام الدولي نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا، ما يمكّن التعاون الإنمائي العالمي من تحقيق المزيد من النتائج المثمرة.

تحرير: تشن لو يي