مقالة خاصة: إدراج محور بكين المركزي على قائمة التراث العالمي ... اعتراف دولي مرموق بالمحور الثقافي التاريخي

التاريخ: 2024-08-05 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

في الصورة الملتقطة يوم 31 مايو 2024، مشهد للمدينة المحرمة في العاصمة الصينية بكين. (شينخوا)

بكين 4 أغسطس 2024 (شينخوا) أُدرج "محور بكين المركزي: مجموعة مبانٍ تعرض الترتيب المثالي للعاصمة الصينية" على قائمة التراث العالمي مؤخرا، ما يدل على الاعتراف المرموق بخط المعالم التاريخية والثقافية الذي يرجع إلى ما قبل 700 عام ويمر عبر قلب العاصمة الصينية.

وفي جلسة عُقدت في الهند يوم السبت الماضي، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المحور الشمالي الجنوبي، الذي يطلق عليه "العمود الفقري لثقافة المدينة"، على قائمة التراث العالمي.

بكين، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام، هي العاصمة الصينية منذ 870 عاما، ما يجعلها كنزا من التراث الثقافي.

ويمتد محور بكين المركزي، وهو أفضل مثال محفوظ لعمارة المحور المركزي التقليدي في الصين، على بعد 7.8 كيلومتر من بوابة يونغدينغ بجنوبي بكين إلى أبراج الجرس والطبل في جهتها الشمالية.

وبهذا الإدراج الأخير، يرتفع العدد الإجمالي لمواقع التراث العالمي لليونسكو في الصين إلى 59 موقعا.

وفقا لليونسكو، فإن القصور والحدائق الإمبراطورية وهياكل الأضاحي والمباني الاحتفالية والعامة السابقة على طول المحور المركزي تشهد على تطور المدينة وتظهر أدلة على نظام الأسرة الإمبراطورية وتقاليد التخطيط الحضري في الصين. ويمكن إرجاع تاريخ المحور المركزي إلى القرن الـ13 في عهد أسرة يوان (عام 1271-عام 1368)، بينما تم تمديد طوله خلال عهدي أسرتي مينغ وتشينغ (عام 1368-عام 1911).

يدمج محور بكين الآثار التاريخية المتنوعة مثل القصور الإمبراطورية والمواقع الاحتفالية، ما يوفر أدلة جوهرية على ثقافة الطقوس التي تستمر حتى اليوم، فضلا عن أساليب الإدارة الحضرية التقليدية، كما قال ليوي تشو، مدير مركز التراث الوطني في جامعة تسينغهوا.

وتم تخطيط وبناء محور بكين المركزي وفقا للتخطيط الأساسي لعاصمة مثالية، تتميز بـ"البلاط الملكي في المقدمة والسوق في الخلف وأضرحة الأجداد على اليسار ومذابح الأضاحي على اليمين".

ومن المباني القديمة إلى الهياكل الحديثة، يلتزم المحور بالمفهوم القديم المتمثل في "اختيار المركز"، معبرا عن المفاهيم الفلسفية للانسجام والتماثل التي تهتم بها الحضارة الصينية بشدة.

وقال ليوي: "إن الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية لمحور بكين المركزي توضح التركيز على الطقوس والنظام في تخطيط العاصمة الصينية التقليدية".

لأكثر من 700 عام، كان محور بكين المركزي بمثابة العمود الفقري المركزي الذي تطورت حوله المدينة. وقد تطورت العاصمة الإمبراطورية إلى مدينة حديثة، حيث تم تحويل القصور والحدائق والمعابد الإمبراطورية على طول المحور تدريجيا إلى حدائق أو متاحف عامة، ما يسمح للمواطنين العاديين بالزيارة.

وعلى مر السنين، نفذت بكين سلسلة من التدابير للاحتفاظ باللمسات التقليدية للمحور المركزي وتراثه الثقافي، بما في ذلك الأعمال الحفرية الأثرية وتحسين البيئات المحيطة وحماية وترميم القطع الأثرية وإبداع عروض ومنتجات رقمية.

وطوال عملية تقديم طلبات التراث العالمي التي استمرت أكثر من 10 سنوات، نجحت المدينة في الحفاظ على تراثها الثقافي وإنشاء آليات لتنسيق الحماية وتحسين الأنظمة القانونية والتنظيمية وفقا لدنغ تشاو، المسؤول في الهيئة الوطنية للتراث الثقافي.

وقال دنغ: "إن إدراج محور بكين المركزي في قائمة اليونسكو ليس نهاية بل بداية جديدة".

كما حظي النجاح بردود فعل مُرحبّة من السكان المحليين والسياح على حد سواء.

وقال تشانغ وي، أحد السكان الذين يعيشون بالقرب من المحور: "لقد حافظت الجهود المبذولة لحماية المحور بشكل أفضل على الأزقة الضيقة لبكين القديمة والساحات التقليدية، بحيث تحمي ذكريات طفولتنا من الضياع وسط التطور السريع للمدينة".

وقال همام الشيخ علي، أحد الإعلاميين السوريين الذي زار بكين عدة مرات: "خلال رحلتي الأخيرة إلى بكين، زرت محور بكين المركزي ولدهشتي كانت رحلة لا تنسى عبر قلب التاريخ الغني والتراث الثقافي للصين"، مشيرا إلى أن المزيج المتناغم من العناصر القديمة والحديثة على طول المحور مذهل وملهم.

وأضاف علي: "كان المشي على طول محور بكين المركزي رحلة عميقة عبر الزمن. لقد أعطاني نظرة على تطور المدينة من عاصمة إمبراطورية إلى مدينة حديثة. هذا موقع لا بد من زيارته لأي شخص يتطلع إلى فهم النسيج الثقافي والتاريخي لبكين."

وقال لي تشيون نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني: "محور بكين المركزي هو رمز مهم يسلط الضوء على السمات البارزة للحضارة الصينية".

وأضاف لي أنه سيتم في المستقبل إنشاء آلية طويلة الأجل للحفاظ على المنطقة التاريخية في بكين وستبذل جهود لبناء عاصمة عظيمة تجمع بين التراث الثقافي والعناصر الحديثة، مضيفا أنه سيتم تعزيز التنسيق بين السلطات المركزية والمحلية وكذلك التعاون بين الإدارات المختلفة لتحقيق التوازن في العلاقة بين حماية التراث الثقافي والتنمية الحضرية ولضمان الحماية البيئية والإيكولوجية مع تطوير السياحة الثقافية.

وفي معرض إبرازه لأهمية مواصلة تحسين مسح ودراسة الموارد الثقافية المتعلقة بمحور بكين المركزي، قال لي إنه سيتم تحديد المزيد من المواقع التراثية في المناطق التاريخية بالمدينة والحفاظ عليها بشكل صحيح وبذل المزيد من الجهود لضمان الحفاظ الشامل على مواقع التراث الثقافي وكذلك تحسين قدرات الاستجابة للكوارث الطبيعية.

كما تعهد بالعمل على تحسين إدارة السياحة وتقديم تجارب أفضل للزوار من خلال صياغة خطط إيضاحية وتنمية سياحية لمحور بكين المركزي.

تحرير: تشن لو يي