الصين والآسيان تعتزمان مواصلة تعزيز التعاون والتبادلات
فيينتيان 26 يوليو 2024 (شينخوا) عُقد اجتماع وزراء خارجية الآسيان والصين هنا اليوم (الجمعة)، حيث أشاد الجانبان بالنتائج المثمرة للتعاون الثنائي وتعهدا بمواصلة بذل الجهود لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والتبادلات الشعبية.
وشارك وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في استضافة الاجتماع الذي عقد في فيينتيان عاصمة لاوس، التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وخلال الاجتماع، وصف وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الصين والآسيان بأنهما جارتان صديقتان وشريكتان وثيقتان، مشيرا إلى أن عملية بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والآسيان تمضي قدما على نحو مطرد وحققت نتائج مثمرة، ما عاد بالنفع على ملياري شخص من الجانبين مع تعزيز التنمية المشتركة إلى حد كبير.
وقال إن التعاون بين الجانبين يتسم بروابط اقتصادية وتجارية متزايدة في قوتها، وتعافٍ سريع للتبادلات الشعبية والثقافية، وتعميق الارتباطية، ومحركات نمو جديدة يتم تفعيلها بشكل متواصل.
وأشار وانغ إلى أن التحديث صيني النمط المدعوم بالمزيد من الإصلاحات الصينية يبشر بأفق أوسع وأكثر إشراقا في المستقبل، ما يوفر فرصا جديدة لدول الآسيان والدول الأخرى حول العالم.
وذكر أن جهود التحديث صيني النمط التي تحفزها قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة، فضلا عن إطلاق المزيد من إمكانات السوق الصينية الضخمة واستمرار الاتجاه التصاعدي في الاقتصاد الصيني، ستضخ زخما في النمو العالمي والإقليمي على نحو متواصل.
وأعرب عن استعداد الصين لتشارُك الفرص التي تجلبها التنمية الصينية مع دول الآسيان، ودعمها في العثور على مسار التحديث الناجح المناسب لظروفها الوطنية، والاشتراك معها في دفع عملية التحديث في آسيا.
وأشاد وزير الخارجية الصيني بعلاقات الحوار بين الصين والآسيان المستمرة منذ 33 عاما باعتبارها نموذج التعاون الأكثر إثمارا وديناميكية في منطقة آسيا-الباسيفيك، متعهدا بأن تواصل الصين دعم الاستقلال الاستراتيجي للآسيان ودعم آلية التعاون الإقليمي المتمركزة حول الآسيان في أن تصبح أقوى.
وأوضح وانغ أن الصين تدعم لاوس دعما كاملا في أداء مهام رئاستها الدورية للآسيان، وأن الصين ترغب في الدفع نحو تحقيق مستوى أعلى من الارتباطية مع الآسيان، ما يضخ زخما جديدا في مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين والآسيان.
وحث وانغ على بذل جهود مشتركة من أجل تعجيل المفاوضات بشأن تحديث اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان، ودفع التنمية المتكاملة لسلاسل الصناعة والإمداد على الصعيد الإقليمي، وتسريع تشكيل مجموعات صناعية صاعدة تنافسية، والاستفادة من إمكانات التعاون في الصناعات الناشئة والقطاع المالي، وتوسيع نطاق التسوية بالعملات المحلية.
ودعا أيضا إلى العمل معا لإنجاح عام التبادلات الشعبية بين الصين والآسيان، الذي يوافق العام الجاري.
وأسهب وانغ أيضا في شرح موقف الصين حول قضية بحر الصين الجنوبي.
وأشادت جميع الأطراف التي حضرت الاجتماع بشدة بجهود الصين لتعزيز السلم والاستقرار، وقالت إنه في إطار الظروف الراهنة، تحظى مواصلة التمسك بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي والمضي قدما في روح باندونغ بأهمية كبيرة.
وأعربت الأطراف عن دعمها لسلسلة المبادرات العالمية التي طرحتها الصين، مشيدة بشدة بدعم الصين القوي لمركزية آسيان والنتائج المثمرة للتعاون العملي بين الجانبين.
وذكر الدبلوماسيون البارزون الذين حضروا الاجتماع أن جهود الصين من أجل مواصلة تعميق الإصلاح الشامل، وتعزيز الانفتاح عالي المستوى، وتشارُك فرص التنمية مع آسيان بنشاط، تبث في نفوسهم الأمل والتفاؤل. وأضافوا أن الآسيان تتطلع إلى تعزيز تضافر استراتيجيات التنمية وضخ زخم جديد في مستقبل أكثر مرونة واستدامة لآسيان.
وأعرب وزراء خارجية الآسيان عن استعداد الرابطة للاستفادة من فعالية آلية التعاون الثنائي مع الصين بشكل كامل وفعال، واختتام المفاوضات بشأن النسخة المحدثة من منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان في أقرب وقت، وزيادة التعاون الشامل في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتحول الرقمي والارتباطية والطاقة النظيفة والاستجابة لتغير المناخ، وتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الآسيان والصين.
وأعربوا عن أملهم في انتهاز عام التبادلات الشعبية بين الآسيان والصين 2024 فرصةً لتعزيز التعليم والسياحة والتبادلات الشعبية وتعزيز العلاقات بين الشعب الصيني وشعوب دول الآسيان.
ورحبت جميع الأطراف بالتقدم الإيجابي الذي تحقق في المفاوضات بشأن مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، وأعربت عن تطلعها إلى الانتهاء من المدونة في وقت مبكر.
وأعربت جميع الأطراف عن استعدادها للعمل معا من أجل حماية السلام والهدوء الإقليميين، وضخ زخم جديد في بناء منطقة آسيان خالية من الألغام.
وعلى هامش الاجتماع، التقى وانغ وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاي-يول، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ووزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل فونتيليس، ووزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، ووزير الخارجية الفلبيني إنريكي مانالو.
والتقى وانغ أيضا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، خلال زيارته إلى لاوس.