مقالة خاصة: الابتكارات العلمية والتكنولوجية للصين تساعد في تنمية الطاقة الكهربائية بالجنوب العالمي

التاريخ: 2024-07-18 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

في الصورة الملتقطة يوم 7 أغسطس 2018، المهندس الصيني ليو نيان (الأول على اليسار) يتواصل مع زملاء عمل برازيليين في موقع بناء مشاريع الطاقة الكهربائية فائقة الجهد العالي في بيلو مونتي التي أطلقتها شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية في البرازيل. (شينخوا)

بكين 17 يوليو 2024 (شينخوا) أظهر تقرير بحثي حول المؤشر العالمي لتنمية الطاقة الكهربائية أن الصين تقف في الطليعة التكنولوجية لتنمية الطاقة الكهربائية، وقدمت للعالم الخبرات والممارسات في ابتكار الكهرباء.

وتم إصدار هذا التقرير من قبل منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة (جيدكو)، خلال منتدى فرعي تحت عنوان "تحول الطاقة والتنمية المستدامة"، للمؤتمر رفيع المستوى الثاني لمنتدى العمل العالمي من أجل التنمية المشتركة مؤخرا في العاصمة الصينية بكين.

وقال قوان شيو بنغ، نائب مدير المكتب العام لمنظمة "جيدكو"، لوكالة أنباء شينخوا إن أراضي الصين الشاسعة، التي تتمتع بالسمات الجغرافية المتنوعة مثل الصحارى والغابات والهضاب والمناطق التربة الصقيعية، لها تأثير على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف قوان: "بناء على هذه الظروف، استكشفت الصين تقنيات الكهرباء ونماذج التنمية المناسبة لتنميتها، وتراكمت لديها ثروة من الخبرات في بناء المشاريع، والتي يمكن أيضا مشاركتها مع دول أخرى، وخاصة في الجنوب العالمي".

وذكر التقرير البحثي أن الصين في الطليعة التكنولوجية في مجالات توليد الطاقة الجديدة ونقل الطاقة الكهربائية فائقة الجهد العالي ونقل التيار المباشر المرن، فضلا عن رقمنة أنظمة الكهرباء وتحولها الذكي.

وعلى سبيل المثال، فإن تطوير تكنولوجيا الجهد الكهربائي العالي الفائق مدفوع بالمسافة الطويلة بين موارد الطاقة النظيفة في الصين، التي يقع معظمها في المناطق الغربية، ومراكز الاستهلاك في شرقي الصين. ولم يحل مشكلة نقل الطاقة لمسافات طويلة وسعة كبيرة فحسب، بل حققت أيضا الاستهلاك الشامل للطاقة النظيفة.

وعلى الجانب الآخر من العالم، وجدت تكنولوجيا الجهد الكهربائي العالي الفائق مكانها في البرازيل، وهي دولة تتمتع بموارد وفيرة من الطاقة الكهرومائية في الغابات الاستوائية المطيرة في الجزء الشمالي منها، ولكن تقع المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في جنوبي البرازيل.

وقامت شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية، وهي شركة مرافق عامة رائدة مملوكة للدولة، بتطبيق التقنيات والخبرات المكتسبة في الصين في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية، بما في ذلك تكنولوجيا نقل التيار المباشر فائق الجهد العالي بقدرة 800 كيلوفولت، والتي ترسل الكهرباء من محطة بيلو مونتي للطاقة الكهرومائية في ولاية بارا إلى المدن الكبرى مثل ريو دي جانيرو وساو باولو.

ويمر المشروع الضخم على مساحة شاسعة، تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر فوق الغابات الاستوائية المطيرة والأنهار، لتوفير الطاقة لنحو 22 مليون شخص، أي حوالي 10 بالمائة من سكان البرازيل.

وحتى الآن، تم توفير 180 مليار كيلوواط ساعي من الطاقة الكهرومائية عبر المشروع، وهو ما يعادل توفير 64 مليون طن من الفحم القياسي أو خفض 170 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ويمتثل المشروع بشكل صارم للوائح البيئية، فعند وضع خطوط نقل الطاقة، تجاوزت الفرق الهندسية مستوطنات السكان المحلية والمناطق المحمية الإيكولوجية وفقا للقوانين واللوائح المحلية. وفي عام 2019، تم الاعتراف بها كأفضل ممارسة للإدارة الاجتماعية والبيئية في البرازيل.

وبالإضافة إلى بناء المشروع، تعمل الشركات الصينية أيضا على تعزيز نقل التكنولوجيا من خلال تدريب الأكفاء المحلية على التشغيل والصيانة على المدى الطويل، مثل مشروع العدادات الكهربائية الذكية في المملكة العربية السعودية.

وتم التوقيع على اتفاقية المشروع بين شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية والشركة السعودية للكهرباء في عام 2019، وتضمنت تركيب 5 ملايين عداد كهربائي وتطوير المرافق الداعمة. وكانت خدمات التكنولوجيا وتكامل المعدات والاختبارات التجريبية والصيانة وتدريب الموظفين أيضا جزءا من المشروع، والذي كان أكبر نشر للعدادات الكهربائية الذكية في العالم في ذلك الوقت.

ولم يكن دنغ قوه شيويه، أحد خبراء المشروع من شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية، مشغولا بأعمال التركيب فحسب، ولكن أيضا بتنظيم الدورات التدريبية للموظفين المحليين، حيث قام دنغ بإعداد مجموعة من المواد التدريبية باللغة الإنجليزية، بما في ذلك الكتب ومذكرات المحاضرات وكتيبات الطلاب لزملائه السعوديين.

وقال إيهاب محمد، أحد المتدربين المحليين، إنه شهد الاجتهاد والمسؤولية والمهنية التي يتمتع بها موظفو شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية، الذين أنجزوا مشروعا عالي الجودة بحكمتهم وعملهم الجاد لصالح السكان المحليين.

لا تقوم الشركات الصينية ببناء أنظمة الطاقة فحسب، بل تجلب أيضا الخبرات الخاصة بها إلى مجال حماية البيئة، مما يعزز المستوى البيئي العام للمشاريع.

وتقع محطة فو ماي للطاقة الكهروضوئية بقدرة 330 ميجاواط في المنطقة الساحلية الرملية لمحافظة بنه دنه في فيتنام، وهي مشروع رئيسي للطاقة الجديدة في خطة فيتنام الوطنية لتنمية الطاقة 7، وهي أكبر محطة طاقة كهروضوئية في وسط فيتنام.

كما نظرت الشركة الصينية لإنشاءات الطاقة، مقاول المشروع، في إمكانات التطبيق المختلفة أثناء تصميم المشروع، مثل التوسع في تخزين الطاقة وإنتاج الهيدروجين والأمونيا وتحلية مياه البحر بالكهرباء الخضراء.

وحتى نهاية أبريل 2023، نجح المشروع في توليد وإرسال إجمالي 695 مليون كيلوواط ساعي من الكهرباء إلى شبكة الكهرباء، وهو ما يعادل خفض 670 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أو توفير 220 ألف طن من الفحم القياسي.

كما قام المشروع بتحويل واستخدام حوالي 325 هكتارا من الأراضي المتصحرة والقاحلة، مما أدى إلى تقليل العواصف الترابية بشكل كبير وتحسين البيئة المحلية.

وجدير بالذكر أن منظمة "جيدكو" التي تأسست في عام 2016، هي منظمة دولية غير ربحية مقرها بكين ومخصصة لتعزيز الربط العالمي للطاقة وتلبية الطلب العالمي على الكهرباء بطريقة نظيفة وخضراء.

تحرير: تشن لو يي