مقالة خاصة: نينغشيا بشمال غربي الصين وجهة مهمة لتوسيع التعاون الصيني-العربي
يينتشوان 5 يوليو 2024 (شينخوا) في السنوات الأخيرة، تعمل منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين بنشاط على بناء منصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-العربي ونقل التكنولوجيا والتواصل بين الشعبين، بما يضيف لبنات تعزز بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد.
-- الرحلات الجوية المباشرة تأتي بتسهيلات
تُعد الإمارات العربية المتحدة أكبر سوق مستوردة للمنتجات الزراعية الصينية في الشرق الأوسط، بينما تتمتع نينغشيا بظروف طبيعية مناسبة للزراعة مثل ساعات سطوع الشمس الطويلة، والفوارق الكبيرة في درجات الحرارة بين الليل والنهار، مما جعل منتجاتها الزراعية ذات جودة ممتازة.
في الصورة الملتقطة يوم 12 يونيو 2024، ثمار الحضض الصيني (توت قوتشي) الطازجة في حقول زراعة الحضض بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي في شمال غربي الصين.
ومنذ العام الجاري، بدأ وي شين مين، رئيس مجلس إدارة شركة نينغشيا شينغتيان للتنمية الزراعية الحديثة، أعمالا تجارية في الإمارات بالاستفادة من الرحلات الجوية المباشرة بين يينتشوان ودبي، وقال وي: تتمتع دبي بوفرة وتنوع في اللحوم والمأكولات البحرية، ولكن هناك ندرة نسبية في الفواكه والخضراوات، مما أتاح لنا فرصا تجارية جيدة، ونحن الآن نجري محادثات بشأن تصدير الخضروات المحلية الصينية إلى 6 دول من الشرق الأوسط.
تعد التجارة الإلكترونية عبر الحدود أحد المجالات الجديدة المزدهرة للتعاون بين الصين والدول العربية. وقد طوّر رجل الأعمال الصيني يانغ وان لونغ منصة "أرشوبي" (Arshopy) الموجهة نحو البلدان العربية والمعنية بالتجارة الإلكترونية عبر الحدود، وقال يانغ إنه بفضل الرحلات الجوية المباشرة بين يينتشوان ودبي، لا يستغرق وصول البضائع إلى دبي مباشرة سوى ثماني ساعات فقط، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للتجارة الإلكترونية عبر الحدود.
-- التعاون التقني يصبح محركا جديدا
في عام 2015، تم افتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا رسميا الذي يقع مقره في يينتشوان، وأنشأ ثمانية مراكز فرعية في الدول العربية، ما يمثل خطوة جديدة للتعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية من أجل المنفعة المتبادلة.
وبفضل المركز، تم اعتماد نظام ري موفر للمياه في عُمان ومصر وبعض الدول العربية الأخرى، وهو نظام صممه فريق بحثي من جامعة نينغشيا بقيادة سون تشاو جيون، الأستاذ في كلية علوم الموارد والبيئة بالجامعة.
الأستاذ سون تشاو جيون (في الوسط) يناقش تقنيات الري الموفرة للمياه مع فني محلي في مزرعة في قطر. (صورة أرشيفية، شينخوا)
وقال سون إن نظام الري الموفر للمياه هذا يتألف من أنابيب تحت الأرض ومعدات تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية وأجهزة تحكم ذكية متنقلة، حيث يتيح هذا النظام وصول المياه إلى المواقع المستهدفة بدقة أكبر مقارنة بالعديد من أنظمة الري بالتنقيط تحت السطحي.
هذا وقالت هوانغ يينغ، مديرة المركز "لقد أصدرنا إجمالي 760 تقنية متقدمة وقابلة للتطبيق تجاه الدول العربية، مما أدى إلى توقيع أكثر من 90 اتفاقية تعاون علمي وتكنولوجي بين الصين والبلدان العربية.
--- التعلم المتبادل بين الحضارتين يقرّب قلوب الشعبين
في الآونة الأخيرة، قام 23 ممثلا إعلاميا من خمس دول عربية، بما في ذلك البحرين والعراق والأردن، بزيارة نينغشيا للاطلاع على أحوال البناء الإيكولوجي والتخفيف من حدة الفقر وغيرها من الموضوعات في نينغشيا. ويذكر أن نينغشيا احتضنت في السنوات الأخيرة عددا من الأنشطة والفعاليات المماثلة التي من شأنها بناء منصة مهمة للتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية والتواصل بين شعبي الجانبين.
وعلى خلفية تزايد رواج اللغة الصينية في الدول العربية، أطلقت شركة بيت الحكمة، ومقرها يينتشوان، أول مجموعة من النسخة العربية من نظام مواد تعليم اللغة الصينية "K1-K12" في العالم، وقال رئيس الشركة تشانغ شي رونغ إن هذا يعني تحقيق تغطية كاملة للمناهج الدراسية للصف الأول الابتدائي إلى السنة الثالثة من المرحلة الثانوية.
طلاب وضيوف يلتقطون صورا عقب مسابقة لأداء الاسكتش الصيني في جامعة القاهرة، في العاصمة المصرية، القاهرة. (صورة أرشيفية، شينخوا)
وتعتبر الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية وغيرها من المنتجات الثقافية نافذة مهمة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب في مختلف البلدان. وفي عام 2021، اكتسب المسلسل التلفزيوني الصيني "الهجرة إلى السعادة"، الذي تتمحور قصته حول أعمال التخفيف من حدة الفقر، شعبية كبيرة في الصين. وبعد فترة وجيزة، قامت نينغشيا، حيث تدور أحداث المسلسل، بترجمته ودبلجته إلى اللغة العربية ليتم بثه في العديد من الدول العربية.
وقال عصام أحمد، الخبير السوداني الذي درس في جامعة نينغشيا وشارك في دبلجة النسخة العربية من المسلسل: "أتاح لي هذا المسلسل التلفزيوني فهم ما مرت به الصين في ذلك الوقت، ويمكّننا من فهم إرادة الشعب الصيني في السعي إلى حياة أفضل، والجهود التي بذلتها الصين لتصل إلى ما هي عليه اليوم، إنه لأمر يستحق أن تتعلم منه دول العالم، وخاصة الدول العربية والإفريقية".