مقابلة: خبيران تونسيان يؤكدان أهمية المبادئ الخمسة للتعايش السلمي لترسيخ التضامن والتعاون في العالم
تونس 27 يونيو 2024 (شينخوا) أكد خبيران تونسيان يوم الخميس أن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي تبقى رغم مرور 70 عاما على إعلانها قاعدة صلبة لترسيخ التضامن والتعاون في العالم.
وقال الأكاديمي كمال بن يونس، رئيس مؤسسة بن رشد للدراسات الاستراتيجية في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن المبادئ الخمسة يجب فهمها في سياقها التاريخي. وتابع أنه ساهمت تلك المبادئ في تأسيس تحالف دول عدم الانحياز والتنسيق بين دول الجنوب العالمي المعنية ببناء اقتصاديات وطنية وتحقيق نمو في كل المجالات مع التحرر تدريجيا من التبعية للمستعمر القديم.
وهذه المبادئ التي تم إعلانها في العام 1954 هي "مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي". وتحتفل الصين هذه الأيام بالذكرى الـ 70 للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي.
ومن جانبه، قال الباحث السياسي التونسي مراد علالة في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن العديد من الأطراف الدولية تفاعلت بشكل إيجابي مع هذه المبادئ، وتبنّت الخطاب الإنساني لفحواها وترجمته في مواقف ومبادرات قللت مخاطر اندلاع النزاعات المسلحة، وشجعت مظاهر التآزر والتضامن، ووقفت الى جانب الدول الناشئة التي كانت تصطدم بمشكلات التنمية والتبعية للقوى الاستعمارية السابقة.
وأكد كمال بن يونس أنه رغم مرور 70 عاما على إطلاق تلك المبادئ، فإنها لا تزال صالحة حتى اليوم، بل ازدادت الحاجة إلى اعادة التأكيد عليها في هذه المرحلة التي تتسم بتزايد حدة التوتر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأردف أن تلك المبادئ ما زالت قادرة على بناء نمط جديد من العلاقات الدولية في هذه المرحلة التي تضخمت فيها النفقات العسكرية وانتشرت فيها النزاعات المسلحة، ما يعني أن العودة اليوم إلى تلك المبادئ أمر مهم جدا وفيه تأكيد علي سلامة الرهان على الحوار والسلام.
وشاطره مراد علالة الرأي، قائلا إن هذه المبادئ تبقى حجر الأساس لبناء علاقات دولية عادلة وسليمة، وهي بذلك تُعد بمثابة القاعدة لصلبة للتضامن والتعاون في العالم بشكل عام.
وشدد في هذا السياق، على أن تلك المبادئ تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لدول الجنوب بشكل خاص لسببين اثنين، أولهما وجاهة هذه المبادئ التي نرى عمقها في الأعراف والشرائع والقوانين الدولية ودساتير المنظمات الاقليمية والدولية، وثانيهما السمعة والمكانة الاعتبارية التي تحظى بها الصين أساسا كدولة صديقة منفتحة منحازة للشراكة المتكافئة ذات البعد الإنساني والاجتماعي، والحريصة على تحقيق المصالح المشتركة بعيدا عن الهيمنة ومظاهر الاستعمار.