مقالة خاصة: ازدهار السياحة الوافدة يعزز التنمية العالية الجودة لقطاع السياحة الصيني
في الصورة الملتقطة يوم 22 مايو 2024، زوار أجانب يتجولون في متحف شانغهاي شرقي الصين. (شينخوا)
بكين 24 يونيو 2024 (شينخوا) "ظللت مشغولا في الآونة الأخيرة ذهابا وإيابا بين الأماكن المنظرية الرئيسية في بكين في عطلات الأسبوع، لاستقبال زوار من هولندا وسويسرا واليابان والولايات المتحدة وهولندا ودول أخرى" حسبما قال السيد وانغ، وهو مرشد سياحي باللغات الصينية والإنجليزية والفرنسية يعمل بدوام جزئي في بكين عاصمة الصين.
وأضاف وانغ لمراسل تشاينا سيكيوريتيز أن الطلبات التي تلقاها تبدو لا نهاية لها في العام الجاري. ولا يوجد لديه وقت فارغ على جدول عمله في يونيو الجاري، وتوقع أنه سيكون أكثر انشغالا في موسم الذروة الصيفي القادم.
وبداية من العام الجاري، كثرت مشاهدة وجوه الأجانب في شوارع المدن الصينية، بينما قام المزيد من الزوار الأجانب بتحميل مقاطع الفيديو التي التقطوها خلال زيارتهم إلى الصين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وتيك توك، حيث تلقت هذه المقاطع آلاف حتى ملايين المشاهدات، الأمر الذي يثير إعجابا وتعطشا لزيارة الصين.
وأرجع الخبراء الزيارات المتحمسة المتزايدة إلى الصين إلى إصدار البلاد سلسلة من السياسات حول الإعفاء من التأشيرة لمواطني بعض الدول، ومواصلة بذل الجهود لتسهيل خدمات الإقامة والنقل الجوي والدفع وغيرها.
بعد إعلان الصين تنفيذ سياسة أحادية الجانب للإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية من ست دول في نوفمبر الماضي، قررت تمديد سياسة الإعفاء من التأشيرة للزيارات قصيرة الأجل إلى الصين للمواطنين من 12 دولة حتى نهاية عام 2025، بما فيها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وماليزيا وسويسرا وأيرلندا والمجر والنمسا وبلجيكا ولوكسمبورج، وذلك بهدف تعزيز التبادلات بين المواطنين الصينيين والأجانب.
أظهرت بيانات واردة من منصة وكالة "سيتريب" للسفر، وهي مزود للخدمات السياحية، إن عدد الطلبات من سياح الـ12 دولة المذكورة ازداد بنسبة 341 في المائة على أساس سنوي في العام الجاري، إذ سجل السياح من ماليزيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا أكبر زيادة. وسجلت ماليزيا أكثر زيادة في طلبات السياحة الوافدة، بنسبة 485 في المائة. وفي الوقت نفسه، ازداد عدد الطلبات من ألمانيا بنسبة 223 في المائة، وعدد الطلبات من فرنسا ارتفع بنسبة 273 في المائة.
وأعلنت الصين سياسة الإعفاء من التأشيرة لمواطني نيوزيلاندا وأستراليا في أواسط يونيو الجاري. بجانب ذلك، تسمح لسياح الترانزيت من 54 دولة بما فيها الولايات المتحدة وكندا وكوريا الجنوبية واليابان، للبقاء في الصين دون تأشيرة لمدة تتراوح بين 72 و144 ساعة. واستفاد بعض الزوار الأجانب من هذه السياسة ليقوموا بزيارات مكثفة للغاية والمعروفة بـ "سياحة القوات الخاصة"، وتعني زيارة أكبر عدد من الأماكن في أقصر وقت ممكن، حيث تلقت مدونات الفيديو التي تعرض هذا النوع من الرحلات، ترحيبا على منصات التواصل الاجتماعي.
بجانب هذه السياسات، ساهم استئناف الرحلات الجوية الدولية في ازدهار السياحة الوافدة أيضا. إذ أظهرت أرقام واردة من منصة بيانات الطيران المدني أن عدد الرحلات الجوية الدولية تجاوز 4800 رحلة في عطلة عيد قوارب التنين (8 - 10 يونيو)، بزيادة قرابة 72 في المائة على أساس سنوي، وذلك يمثل حوالي 75 في المائة من المستوى المسجل في عام 2019.
وقالت الهيئة الوطنية للطيران المدني إنها ستواصل بذل الجهود لرفع عدد الرحلات الجوية لنقل الركاب في العام الجاري، وتعزز دعمها لشركات الخطوط الجوية المحلية والأجنبية لتقوية قدرة النقل في الصين.
أما بالنسبة إلى المشكلات التي تعوق السياح الأجانب مثل الدفع عبر الهواتف المحمولة وصعوبة حجز تذاكر المناطق السياحية، أصدرت الصين سلسلة من الإجراءات بما فيها تشجيع قبول البطاقات المصرفية والنقد في مختلف الأماكن مثل المرافق العامة والطبية والمقاصد السياحية ومتاجر التسوق. كما حثت على استخدام اللغة الإنجليزية في المواقع الإلكترونية للمقاصد السياحية الرئيسية وتصديق جوازات السفر وبطاقات الإقامة الدائمة للأجانب كوسيلة حجز الزيارات لهذه المقاصد، وتشغيل نوافذ الموظفين عند بوابات المقاصد. وشجعت زيادة مكاتب صرف النقد الأجنبي في الفنادق الكبيرة.
في الصورة الملتقطة يوم 22 مايو 2024، بطاقة " شانغهاي باس" التي أصدرتها بلدية شانغهاي لأجل تسهيل المدفوعات للزوار الأجانب والزوار الآخرين الذين لا يفضلون الدفع عبر الهواتف المحمولة. (شينخوا)
ويذكر أن شانغهاي بصفتها "المحطة الأولى" التي يختارها عدد كبير من السياح الأجانب عند زياراتهم إلى الصين، طرحت في مايو الماضي البطاقة السياحية المعروفة بـ "شانغهاي باس"، حيث تمكن البطاقة المدفوعة مسبقا حامليها من شراء التذاكر لركوب المواصلات العامة مثل مترو الأنفاق والحافلات وشراء أشياء في المقاصد السياحية والمتاحف وأسواق السوبرماركت في بلدية شانغهاي. كما أسست شانغهاي مراكز لشراء البطاقات وتعبئة الرصيد وسحب الأموال واستعادتها في معظم محاور النقل الرئيسي مثل المطارات ومحطات السكة الحديدية والمحطات الكبيرة لدى شبكة مترو الأنفاق.
إضافة إلى ذلك، طرحت منصة سيتريب المذكورة برنامج "زيارة شانغهاي في نصف يوم" أمام سياح الترانزيت الأجانب، ويتيح البرنامج فرصة لهم للتعرف على هذه المدينة المزدهرة.