مقالة خاصة: شركات التكنولوجيا الصينية تعزز حضورها في الأسواق الدولية من خلال التطبيقات التعليمية المدعومة بالذكاء
بكين 13 يونيو 2024 (شينخوا) من أمريكا الشمالية إلى جنوب شرقي آسيا، تكتسب تطبيقات التعليم عبر الإنترنت المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي طورتها الشركات الصينية، شعبية أكبر بسبب توسع قاعدة المستخدمين المحليين والطلب المتزايد على المساعدة في الواجبات المنزلية.
ويعد تطبيق "QuestionAI" (اسأل الذكاء الاصطناعي)، على سبيل المثال، مساعدا وملخصا مدعوما بالذكاء الاصطناعي يقدم إجابات وحلولا للأسئلة المتعلقة بالرياضيات والبيولوجيا والتخصصات الأخرى. وفقا لـ "سينسور تاور"، المزود العالمي لبيانات وتحليلات تطبيقات الأجهزة المحمولة، تم تنزيل تطبيق "QuestionAI" ستة ملايين مرة في الولايات المتحدة منذ إطلاقه قبل عام من قبل "تسويبانغ"، وهي شركة رائدة في مجال تكنولوجيا التعليم في الصين.
كما تم تثبيت "Gauth"، وهو تطبيق تعليمي آخر أطلقته شركة التكنولوجيا الصينية "بايت دانس" في عام 2019 في الولايات المتحدة، 12 مليون مرة. وأظهرت بيانات من "تشيماي.سي إن"، وهي منصة لتحليل منتجات الهواتف المحمولة، أن تنزيل "Gauth" ارتفع 14 مرة في غضون ثلاثة أشهر من بداية هذا العام.
وأشادت "جيسيكا بودزينسكي"، وهي مستخدمة لـ "Gauth"، بالمنصة لإجاباتها الدقيقة وحلولها خطوة بخطوة، مع تقديم مقاطع فيديو لجميع أنواع الموضوعات.
وبالإضافة إلى الراحة، يعزو المستخدمون أيضا شعبية هذه التطبيقات إلى فعاليتها من حيث التكلفة، ومناهجها الشخصية في التدريس وإتاحة الدروس الخصوصية المباشرة على مدار الساعة.
ويظهر الموقع الرسمي لـ"Gauth" أن التطبيق مجاني للتنزيل، مما يوفر الوصول إلى حلول للرياضيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وللحصول على خدمات محسنة مثل المزيد من تفاعلات الخبراء، تتوفر عمليات شراء داخل التطبيق، بما في ذلك عضوية "Gauth Plus" وفرص إجابة الخبراء الإضافية. وتتراوح رسوم الاشتراك لعضوية "Gauth Plus" من 11.99 دولار أمريكي للشهر الأول إلى 99.99 دولار لمدة 12 شهرا.
ورغم غياب المستخدم "Sam Ul" لمدة أسبوعين عن المدرسة، إلا أنه تمكن من تعزيز درجاته مرة أخرى إلى مستوى "A +" بمساعدة "QuestionAI". وعلق "Sam Ul" بأن تكلفة الاشتراك منخفضة للغاية و"تستحق تماما ما تحصل عليه".
ويقول مطلعون على الصناعة إن شركات التكنولوجيا الصينية تتوسع في أسواق التعليم الدولية عبر الإنترنت بدافع من عدة عوامل حاسمة: إمكانات النمو العالية، وقاعدة المستخدمين الأوسع، ومنافذ السوق الانتهازية، والاستعداد للتوسع العالمي.
ويوفر "ClassIn"، وهو تطبيق طورته شركة "EEO" الصينية، حلا شاملا لاحتياجات المستخدمين للتعلم والإدارة من خلال إعادة إنشاء فصل دراسي فعلي عبر الإنترنت. وقالت الشركة لوكالة أنباء شينخوا إنه مع ارتفاع الطلب العالمي على التعليم عبر الإنترنت، توفر الأسواق الخارجية فرصا كبيرة لتوسيع الأعمال ونمو الإيرادات.
وقالت فيليس تشانغ، مديرة العولمة لدى شركة "EEO"، التي وسعت وجودها حتى الآن إلى ثمانية أسواق دولية، إن دخول الأسواق الأجنبية يسمح لشركات التكنولوجيا الصينية بالوصول إلى قاعدة مستخدمين أكبر وأكثر تنوعا واغتنام الفرص الفريدة للاستحواذ على منافذ سوقية محددة والسيطرة عليها.
وقالت تشانغ إن الميزة التنافسية للشركات الصينية في الأسواق الخارجية مدعومة بالقدرات التكنولوجية المتطورة، والنهج الديناميكي للابتكار، والخبرات في السوق المحلية التنافسية، والتقنيات التعليمية القوية والقابلة للتطوير، مما يعني أنه يمكن لهذه الشركات التوسع والتكيف مع أحجام واحتياجات السوق المختلفة دون فقدان قدرتها الوظيفية أو فعاليتها.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام الشركات الصينية للتوسع عالميا، لا سيما على صعيد توطين المنتجات وإدارة الفرق متعددة الجنسيات، الأمر الذي يتطلب استراتيجيات متطورة في إدارة الموارد البشرية الدولية وفهم سلوك المستهلك المحلي.
كما أعرب خبراء التعليم عن مخاوفهم من أن التعامل المبكر مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يدمر قدرة الطلاب على التفكير والاستكشاف، إذ أنهم سيعتادون على الراحة في التعلم التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.
واقترح هوانغ تشانغ تشين، مدير مختبر تشجيانغ الرئيسي لتكنولوجيا التعليم الذكي وتطبيقاته في شرقي الصين، الإشراف على أجهزة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان حصول الطلاب على تعليم أفضل جودة.
واقترح ليو وي بينغ، وهو مدرس في مدرسة إعدادية في بكين، أنه على المعلمين وأولياء الأمور تشجيع الطلاب على الاعتماد أولا على أنفسهم عند محاولة حل مشاكل الواجبات المنزلية، واللجوء فقط إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على المساعدة العرضية عند الضرورة.
كما يجب بذل جهود لتوعية الأطفال بأهمية حماية الملكية الفكرية والالتزام بقواعد السلوك عند الاقتباس أو الإشارة إلى مواد تعليمية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.