مقابلة خاصة: وزيرة فلسطينية: البيان الصيني العربي المشترك يعزز من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية العادلة

التاريخ: 2024-06-03 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

رام الله 2 يونيو 2024 (شينخوا) أشادت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فارسين أغابيكان شاهين بالبيان المشترك بين الصين والدول العربية الصادر يوم الخميس الماضي بشأن القضية الفلسطينية، معتبرة أنه يعكس "عُمق العلاقات الإستراتيجية والشراكة التاريخية بين العالم العربي والصين، ويُعزز من دعم المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية العادلة".

وقالت فارسين أغابيكان، التي تولت منصبها في أول أبريل الماضي وهو مستحدث في الحكومة الفلسطينية، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "نحن نُقدر بشكل كبير البيان المشترك بشأن القضية الفلسطينية الذي تم إصداره خلال منتدى التعاون الصيني العربي الذي عُقد في بكين".

واعتبرت أن البيان يعكس المواقف المتقدمة للصين الصديقة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، والتي تعبر عنها دائما في المحافل الدولية كافة، مضيفة أن البيان المشترك يأتي في وقت حرج يحتاج فيه الشعب الفلسطيني دعما سياسيا قويا من أجل تحقيق حقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ولفتت إلى أن تأكيد البيان على حل الدولتين على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية يُعزز من الجهود الدبلوماسية ويضع أساسا متينا لأي عملية سلام مستقبلية.

وأشادت بدعم الصين المستمر لوكالة الأمم المتحدة وغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للمحافظة على دورها المحوري وحمايتها من "التصفية" لضمان تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين وحماية حقوقهم.

وشددت على أهمية دعوة الصين لعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية وفعالية أكبر، معتبرة إياها خطوة مهمة نحو إطلاق عملية سلام ذات مصداقية على أسس المرجعيات الدولية المعتمدة ضمن إطار زمني محدد يفضي إلى إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

وتابعت "نقدر عاليا دعوات الصين المتكررة لوقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، مما يعكس التزامها العميق بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

وأشارت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إلى المبادرات العديدة التي قدمتها القيادة الصينية لحل القضية الفلسطينية والدفع باتجاه إيجاد حل سياسي يفرض سلاما شاملا دائما في منطقة الشرق الأوسط.

وأكدت أن الصين لطالما كانت شريكا داعما للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، سواء في الأمم المتحدة أو غيرها من المؤسسات الدولية ودعمها بشكل مستمر القرارات الدولية التي تنصف حق الشعب الفلسطيني وتدين إسرائيل وممارساتها وسياساتها الاستيطانية.

وتزامنا مع الدعم السياسي والدبلوماسي، أشارت فارسين أغابيكان إلى تقديم الصين مساعدات اقتصادية وإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني، خاصة في الأوقات الصعبة، كما لعبت دوراً مهماً في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، ودعت دائماً إلى إيجاد حل سلمي وعادل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي عبر المفاوضات.

واعتبرت أن موقف الصين هو تجسيد لالتزامها بمبادئ العدالة والسلام وحقوق الإنسان، وقالت إننا نؤمن بأن استمرار هذا الدعم سيسهم بشكل كبير في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني للحرية وإقامة دولته المستقلة.

ونوهت بجهود الصين للحفاظ على السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أنها جهود "مهمة ومؤثرة وتستحق التقدير والإشادة"، لافتة إلى أن الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي تلعب دورا رئيسيا في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة من خلال مواقفها الداعمة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

ولفتت إلى أن الصين تدعو باستمرار إلى حل النزاعات عبر الحوار والتفاوض وترفض التدخلات الخارجية من خلال مواقفها المعتدلة والمتوازنة، وتسعى إلى تشجيع الأطراف المختلفة على تبني حلول سلمية ومستدامة للنزاعات الإقليمية، مشيدة بجهود الصين في نجاح دور الوساطة في عديد من الملفات.

وتابعت أن الصين من خلال دورها في تقديم مساعدات تنموية واقتصادية للعديد من دول المنطقة، أسهمت في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وعززت من فرص السلام المستدام، وذلك عبر مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق التي تعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين دول المنطقة، مما يخلق بيئة أكثر استقراراً وأماناً.

ودعت الوزيرة الفلسطينية إلى مزيد من التعاون مع الصين لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الشراكة الفلسطينية الاستراتيجية مع الصين تستند إلى مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون المشترك ونؤمن بأنها ستكون عنصراً مهماً في تحقيق مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.

وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، أشادت الوزيرة بجهود الصين المستمرة في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام باستضافتها حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) في أبريل الماضي.

وقالت أن الصين تدرك أن الوحدة الفلسطينية ركيزة أساسية لتحقيق الأهداف الوطنية وتعزز من الاستقرار الداخلي وتدعم البناء الوطني الفلسطيني.

وأضافت أن دعوة الصين لحركتي فتح وحماس إلى بكين لإجراء محادثات تشير إلى نيتها الصادقة في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية فهي شرط أساسي لتحقيق الاستقرار والسلام في الداخل الفلسطيني، والذي بدوره يعزز من القدرة على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والتحديات الخارجية، معربة عن أملها في أن تسهم هذه المبادرة في تقريب وجهات النظر وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تخدم تطلعات الشعب الفلسطيني.

واعتبرت أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة خطوة ضرورية وحيوية نحو تعزيز الشرعية الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

وسلطت الوزيرة الفلسطينية خلال حديثها الضوء على دعم الصين لنيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن العلاقات الفلسطينية الصينية تقوم على الشراكة والصداقة وتتميز بعمقها التاريخي.

ولفتت إلى أن الصين كانت من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية وقامت بدعمها، وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا كبيرا ودعما غير مسبوق للقضية الفلسطينية، ونحن نقدر بشدة الدور الصيني الداعم والمستمر لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وأوضحت أن القيادة الصينية لطالما دعمت هذا المطلب، مشيرة إلى أن الصين لعبت دورا مهما في تعزيز موقف فلسطين على الساحة الدولية وفي تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي لحقوق الشعب الفلسطيني، من خلال تبني مواقف قوية وثابتة تدعم حقوق فلسطين في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.

واعتبرت أن تزايد الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة يتماشى مع العديد من القرارات الأممية التي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ومنها قرار الجمعية العامة 181 لعام 1947 الذي يدعو لإنشاء دولتين على أرض فلسطين التاريخية، وقرار مجلس الأمن 242 لعام 1967 الذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب يونيو.

وقالت إن الاعتراف الدولي يعزز من مكانة فلسطين القانونية على الساحة الدولية، ويشكل دعما قويا لفرص نيلها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وهو مطلب قانوني وأخلاقي وسياسي لا غنى عنه لتحقيق السلام والأمن.

وتعليقاً على استخدام الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد العضوية الكاملة لفلسطين مرتين في عام 2011 والعام الجاري، اعتبرت أن السياسة الأمريكية "مزدوجة المعايير تجاه فلسطين وشعبها وحقوقه المشروعة تمثل عدوانا صارخا على القانون الدولي ولا تساعد في إيجاد المناخات اللازمة لإحياء عملية السلام وتطبيق مبدأ حل الدولتين".

وقالت إنه مع اعتراف المزيد من الدول بفلسطين كدولة ودعمها لحقوقها، يصبح من الواضح أن الولايات المتحدة تتبنى موقفاً "معزولاً وغير متوافق" مع تطلعات المجتمع الدولي.

وتابعت أنه رغم الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي الذي يسعى دائماً لمنع أي قرار يدين الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، جاء دعم الدول الساحق ليوجه رسالة واضحة باستحقاق دولة فلسطين لمكانتها بالأمم المتحدة.

وحول زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الصين في يونيو الماضي، قالت فارسين أغابيكان إنه تم خلال الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين وتم الإعلان عن إقامة شراكة استراتيجية، عكست التزامهما المشترك بتعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات بين البلدين.

وأكدت أهمية هذه الشراكة بين فلسطين والصين لتطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بما يشمل تشجيع الاستثمارات الصينية في فلسطين وتوسيع نطاق التبادل التجاري وخلق فرص جديدة للتعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والابتكار من خلال تبادل الخبرات والمعرفة وتطوير برامج مشتركة في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والبنية التحتية والطاقة المتجددة وتعزيز الروابط الثقافية والتعليمية بين الشعبين.

وشددت على الالتزام بتعميق العلاقات الثنائية بين فلسطين والصين، ونؤمن أن هذه الشراكة الاستراتيجية ستسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار للشعبين الفلسطيني والصيني.

وقالت إن هذا الأمر يُعد أولوية استراتيجية للحكومة الفلسطينية وسنعمل على تكثيف الحوار السياسي بين الجانبين على كافة المستويات مع التركيز على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسنسعى لمزيد من اللقاءات الرسمية والزيارات المتبادلة لتعزيز التنسيق والمواقف المشتركة.

وشددت على الموقف الفلسطيني الثابت بمبدأ الصين الواحدة والداعم للمصالح الجوهرية الصينية ودعم جهودها للحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها ورفض التدخل في الشؤون الداخلية الصينية.

تحرير: تشن لو يي