سفير السعودية لدى الصين: منتدى التعاون الصيني-العربي يعد منصة هامة لإجراء الحوار والتعاون بين الجانبين
عبد الرحمن بن أحمد الحربي، سفير المملكة العربية السعودية لدى الصين (صورة مقدمة من سفارة المملكة العربية السعودية لدى الصين/ شينخوا)
بكين أول يونيو 2024 (شينخوا) أكد عبد الرحمن بن أحمد الحربي، سفير المملكة العربية السعودية لدى الصين، أن منتدى التعاون الصيني-العربي يعد منصة هامة لإجراء الحوار والتعاون بين الجانبين العربي والصيني على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.
وانعقد الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي يوم الخميس الماضي في العاصمة الصينية بكين. وبمناسبة الذكرى الـ20 لتأسيس المنتدى، قال الحربي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا، إنه على مدار العقدين الماضيين، اضطلع المنتدى من خلال آلياته القائمة المتنوعة بدور هام في تطوير العلاقات وتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، منها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية والتعليمية وغيرها.
وأشار الحربي إلى أنه خلال القمة العربية-الصينية الأولى التي عُقدت في الرياض في ديسمبر 2022، اتفق الجانبان العربي والصيني على بذل كل جهد ممكن لبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد. وتمثل هذه القمة التاريخية بداية لمرحلة جديدة من الشراكة بين الجانبين، وضخت زخما جديدا لتطوير العلاقات الثنائية في ظل التغيرات الدولية الراهنة.
وقال الحربي إن العلاقات السعودية-الصينية تمر حاليا بأفضل مراحلها، إذ تطورت العلاقات الثنائية بشكل شامل وسريع خلال السنوات الأخيرة الماضية وسط تبادل العديد من الزيارات بين قيادتي البلدين واتفاقهما في عام 2016 على رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة وإنشاء اللجنة السعودية-الصينية المشتركة رفيعة المستوى، مما دفع تنمية العلاقات في كافة المجالات والارتقاء بها لآفاق أوسع.
وأظهرت البيانات الرسمية أنه منذ عام 2001، ظلت السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ عام 2013، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية. وتجاوز حجم التجارة الثنائية بين البلدين عتبة الـ100 مليار دولار أمريكي في عامي 2022 و2023 على التوالي، ليصل إلى 107.23 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
وأكد الحربي أن السعودية تعمل بنشاط على دفع تعميق المواءمة بين "رؤية السعودية 2030" ومبادرة "الحزام والطريق"، ما تكلل بنتائج مثمرة تعود بالنفع على الشعبين، منوها إلى أن البلدين يتمتعان باستراتيجيات متسقة ومفاهيم متشابهة ومزايا متكاملة للتنمية، حيث يمكن تحقيق الاستفادة المتبادلة من الخبرات التنموية والتكنولوجيات والمنتجات المتقدمة والإمكانات الاستهلاكية للسوق الكبيرة للصين، واقتصاد المملكة ومقوماتها الهائلة وقدراتها اللوجستية وغيرها.
واستطرد الحربي قائلا إن السياسات والإجراءات التي طرحتها الصين لرفع مستوى الخدمات وتحسين بيئة الأعمال، أعطت الاقتصاد الصيني مرونة أكبر، وجعلت المزيد من المستثمرين، منهم السعوديون، حريصين على الاستثمار في السوق الصينية.
ولفت الحربي إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، استهدفت الشركات السعودية الكبرى مثل أرامكو وسابك السوق الصينية، باستثمارات ضخمة في مجالات مختلفة وفي مناطق عديدة بالصين. ومن جانب آخر، شهدت الفترة الماضية كذلك نموا كبيرا في استقطاب الاستثمارات الصينية من مختلف القطاعات إلى المملكة العربية السعودية، ومنها الطاقة والتصنيع وتكنولوجيا الاتصالات والبنية التحتية والخدمات اللوجستية، قائلا إن الاستثمارات المتبادلة تسهم في دفع النمو الاقتصادي وتعزيز التوظيف وضمان استدامة سلاسل الإمداد في البلدين.
كما ازدادت التبادلات الثقافية والإنسانية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة. واستشهد السفير بإقامة معرض "العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية" بمتحف القصر الإمبراطوري في بكين في مطلع العام الجاري، قائلا إن "التبادلات الثقافية والإنسانية تساعد في تعزيز الحوار بين الحضارات والتعلم المتبادل بين الحضارتين العربية والصينية".
وقال الحربي إن العلاقات السعودية-الصينية تسير حاليا بوتيرة تصاعدية، وإن بلاده مستعدة لمواصلة تعميق التعاون العملي مع الصين في مختلف المجالات، بما يدعم تحقيق طموحاتهما التنموية والمضي قدما بتطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.