مقالة خاصة: توجه التعليم المهني الصيني إلى الخارج يساعد على تنمية كفاءات فنية بالشرق الأوسط

التاريخ: 2024-05-29 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

تشونغتشينغ 28 مايو 2024 (شينخوا) قبل فترة وجيزة، تلقى وانغ قوه مينغ، الأستاذ المساعد في كلية هندسة المركبات التابعة لجامعة تشونغتشينغ للفنون التطبيقية الصناعية، رسالة على هاتفه المحمول تقول: "يا أستاذ وانغ، سمعت أن جامعتك سترسل مرة أخرى خمسة أساتذة إلى هنا لإجراء دورة تدريبية. فهل ستحضر؟" وكان الشخص الذي أرسل الرسالة هو أحمد صلاح، المدير الفني لقاعدة أقامتها الجامعة لتنمية الأكفاء في السعودية.

وقبل عدة أشهر، كان وانغ ومعلم آخر يدعى ليو شنغ قد أكملا دورة تدريبية في السعودية. وخلال هذه الدورة التي استمرت لمدة ثلاثة أشهر، قام الأستاذان بتدريس أكثر من 40 متدربا سعوديا وتعليمهم طرق فحص أعطال النظام الكهربائي ونظام تشغيل المحركات وإصلاحها لسيارات "تشانغآن" الصينية.

ومع اقتراب نهاية الدورة التدريبية، عرض صلاح عليهما راتبا شهريا بقيمة 10 آلاف ريال سعودي لكل منهما، آملا في بقائهما للعمل في السعودية.

وقال ليو: "رفضنا ذلك ولكننا شعرنا بالسرور لأن ذلك يعكس تقديرهم لنتائج تعليمنا المهني".

ويرجع سبب التبادلات بين المعلمين الصينيين والطلاب السعوديين إلى الطلب المتزايد على التعليم المهني الصيني في الخارج.

وقال جين مينغ، نائب رئيس كلية هندسة المركبات التابعة لجامعة تشونغتشينغ للفنون التطبيقية الصناعية، إنه مع التنامي المستمر لصادرات مركبات الطاقة الجديدة، ارتفع الطلب على الكفاءات الفنية في المجالات الناشئة، وهو ما يضع أساسا متينا لتوجه التعليم المهني الصيني إلى الخارج.

وأظهرت بيانات صادرة عن جمارك تشونغتشينغ أن قيمة صادرات المركبات بشكل عام في بلدية تشونغتشينغ بلغت 8.92 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي حوالي 7.1 يوان) منذ بداية العام الجاري، بزيادة 24.1 بالمائة على أساس سنوي. ومن بينها، وصلت قيمة صادرات المركبات الكهربائية إلى 1.75 مليار يوان، بزيادة 219.4 بالمائة على أساس سنوي.

وأشار وانغ إلى أن التعليم المهني المحلي في السعودية غير متوازن بما يجعل من الصعب تلبية طلب الصناعات لكفاءات عالية المهارة.

وتذكر وانغ أنه عندما كان موجودا في السعودية، ذهب فني سعودي إليه يوما ما لطلب مساعدته على إصلاح سيارة لم يتمكن من إصلاحها لمدة 5 أشهر. وفي اليوم التالي، استغل وانغ هذه السيارة كحالة تعليمية في الدورة التدريبية، واكتشف المتدربون أعطالها في وقت قصير.

وقال وانغ إن متوسط فترة إصلاح السيارات هناك تبلغ 7 أيام ومعدل إكمال الإصلاح منخفض نسبيا، الأمر الذي يزعج بائعي السيارات من العلامات التجارية الصينية منذ فترة طويلة.

وفي هذا الإطار، دفعت بلدية تشونغتشينغ بقوة توجه التعليم المهني إلى خارج البلاد تماشيا مع خروج الشركات الصينية، من أجل إعداد كفاءات فنية بالدول المتعاونة والمساعدة على تشكيل جسر جديد للتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الشعبي بين الصين والعالم.

وقال تشو تشوان ده، رئيس جامعة تشونغتشينغ للفنون التطبيقية الصناعية، إن الجامعة نجحت في سبتمبر عام 2021 في إنشاء تحالف التعاون الدولي للتعليم المهني للممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد. ومنذ تأسيسه، انضم إليه 164 عضوا، بما في ذلك 26 جامعة أجنبية و33 شركة أجنبية من 13 دولة ومنطقة مثل إندونيسيا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وتايلاند.

واستطرد قائلا إن الجامعة أسست قواعد لإعداد الأكفاء في بعض الدول، بما فيها السعودية، حيث قدم أساتذة الجامعة وفنيو شركة "تشانغآن" للسيارات بشكل مشترك الخدمات التعليمية للمتدربين المحليين، ما ساهم في تقديم دعم فني لأكثر من 500 مرة وتنمية أكثر من 1300 شخص للشركات الأجنبية.

وفي قاعدة تنمية الأكفاء بالسعودية، قام مدربون صينيون بإجراء دورات تدريبية تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، مما مكن متدربين محليين من رفع قدراتهم على إصلاح السيارات في فترة قصيرة.

وقال أحد المتدربين السعوديين إن المدربين الصينيين متخصصون للغاية وعلموهم كثيرا من المهارات المميزة في إصلاح السيارات، والتي لا يمكن تعلمها من قبل الفنيين المحليين.

وحتى الآن، أخذت تشونغتشينغ زمام المبادرة في بناء عدد من منصات التعاون للتعليم المهني وأقامت 28 مؤسسة ومشروعا لإدارة المدارس في الخارج وأنشأت 424 معيارا ذا تأثير دولي للتعليم المهني.

وقال هوانغ تشنغ قوه، رئيس قسم التعليم المهني وتعليم الكبار التابع للجنة التربية والتعليم في بلدية تشونغتشينغ، إن البلدية باعتبارها قاعدة هامة في الصين لصناعة المركبات وخاصة مركبات الطاقة الجديدة، تجمع بين التعليم المهني والتفوق الصناعي المميز وتنفذ مشاريع تعليمية في الخارج من خلال التعاون بين المدارس والشركات للتركيز على توفير التعليم الأكاديمي والتدريبات الفنية المتخصصة للكفاءات الفنية.

تحرير: تشن لو يي