شاب جنوب سوداني يكرس نفسه لتنمية صناعة النفط بعد عودته من الصين

التاريخ: 2024-05-28 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

بكين 27 مايو 2024 (شينخوانت) يعد جنوب السودان أحدث دولة وواحدة من أقل البلدان نموا في العالم، ويتمتع بموارد نفطية غنية. وفي إطار تنفيذ مشاريع التعاون بين الصين وجنوب السودان، عززت الصين خلال السنوات الأخيرة تدريب عدد كبير من الكفاءات المهنية في صناعة النفط لجنوب السودان، ومن بينهم بول نيكورا، مهندس البترول الشاب من جنوب السودان، الذي كان قد درس في الصين وكرس نفسه لتطوير صناعة النفط في بلاده بعد عودته إلى وطنه الأم.

وفي عام 2012، حصل الشاب الجنوب سوداني على منحة لدراسة اللغة الصينية وهندسة البترول في جامعة الصين للبترول. وقال لشينخوانت إن بعض المشاكل البيئية في جنوب السودان، مثل التلوث في بعض حقول النفط، تتطلب دعما من تكنولوجيا التطوير المتقدمة في الصين. وأثناء دراسته في الصين، تعرف بول نيكورا بعمق على التكنولوجيا المتقدمة والخبرة الإدارية الفعالة بشأن التنقيب عن النفط، ويرى أن ذلك هو ما يحتاج إليه جنوب السودان ويجب التعلم منه. وقال إنه أثناء فترة دراسته في جامعة الصين للبترول، أتيحت له الفرصة لإجراء تدريب داخلي قصير الأجل في حقل كاراماي للنفط بمنطقة شينجيانغ الواقعة في شمال غربي الصين وحقل لياوخه للنفط في مقاطعة لياونينغ بشمالي الصين. ويرى أن التكنولوجيا المتقدمة والخبرة الإدارية الفعالة التي رآها ولمسها عن قرب في هذه الأماكن يمكنها مساعدة جنوب السودان بشكل كبير في التغلب على الصعوبات وزيادة الإنتاج.

وبعد تخرجه في جامعة الصين للبترول عام 2017، اختار الشاب الجنوب سوداني العودة إلى بلاده والسعي إلى بناء صناعة النفط في وطنه الأم. وبعد انضمامه إلى إحدى شركات النفط، اكتشف أن جنوب السودان يواجه العديد من الصعوبات في تطوير هذه الصناعة. وعلى الرغم من وجود احتياطيات كافية من الموارد النفطية، فإن معدات التشطيب والنقل وتدريب المواهب وغيرها من الأوضاع الحالية لا يمكنها تلبية احتياجات التنمية في البلاد، كما يجلب الطقس القاسي تحديات هائلة لتطوير قطاع النفط. ومع ذلك، فإن هذه التحديات البالغة لم تثبط حماسة هذا المهندس، فهو متفائل بأن التعاون المتعمق مع الصين يمكنه التغلب على الصعوبات القائمة وزيادة القدرة على إنتاج النفط.

وفي عام 2021، ترقى بول نيكورا من مهندس مساعد إلى مهندس إنتاج رسمي في موقع حقل النفط. وفي ذلك العام، حدثت كوارث الفيضانات الشديدة، وأصبح أكثر من نصف آبار النفط المنتجة تعمل في وسط الفيضانات، مما حولها إلى حقول نفط عائمة. وكان الوضع خطيرا جدا في ذلك الوقت، فعمل بول نيكورا والمهندسون الصينيون معا لتذليل الصعوبات ومكافحة الفيضان وضمان الإنتاج. وقال المهندس الجنوب سوداني للمراسل إنه لم يكن يشعر بالخوف في ذلك الوقت وكان يفكر فقط في الحفاظ على إنتاج حقول النفط، وكانت تلك التجربة هي التي علمته وزملاءه الصينيين كيفية مواجهة الصعوبات وحل المشكلات. وأضاف أن الشركات الصينية لم تساعد جنوب السودان على زيادة إنتاج النفط فحسب، بل دربت أيضا عددا كبيرا من المواهب المحلية في إدارة حقول النفط، حيث تصل نسبة الموظفين المحليين إلى 90% في بعض الأقسام المهمة لإدارة حقول النفط.

ومنذ أن وطأت قدماه الأراضي الصينية لأول مرة، شهد بول نيكورا الإنجازات التنموية العظيمة في الصين ولمس عن قرب التغيرات السريعة في الصين. وعلى الرغم من مرور ما يقرب من سبع سنوات منذ مغادرته الصين، إلا أنه لا يزال يهتم بالتنمية في الصين. وقال إنه عندما كان يدرس في الصين، زار العديد من الأماكن وأذهله التطور السريع في هذه المجالات، حيث إن حجم وسرعة التنمية في الصين لا مثيل لهما. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، اُنتشل مئات الملايين من الصينيين من براثن الفقر، ولم تتمكن أية دولة من تحقيق مثل هذا الإنجاز في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن.

وعند حديثه عن المستقبل، أعرب المهندس الجنوب سوداني عن أمله في تمكُن بلاده من تحقيق التنمية السريعة مثل الصين، وذلك هو الهدف الأصلي لانضمامه إلى صناعة النفط. وقال إنه سيطبق خبرته التنموية التي تعلمها في الصين على صناعة النفط في جنوب السودان، لأن مستقبل وأمل وطنه الأم يقع على عاتق أمثاله من شباب جنوب السودان.

تحرير: تشن لو يي