النص الكامل لمقال شي الموقع في وسائل الإعلام الصربية
بلجراد 7 مايو 2024 (شينخوا) نُشر مقال موقع للرئيس الصيني شي جين بينغ بعنوان "عسى أن يشرق نور صداقتنا الحديدية على طريق التعاون بين الصين وصربيا" اليوم (الثلاثاء) في صحيفة ((بوليتيكا)) الصربية.
وفيما يلي النص الكامل للمقال:
عسى أن يشرق نور صداقتنا الحديدية على طريق التعاون بين الصين وصربيا
شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية
عندما يحل الصيف، تزدهر جميع الكائنات. وهذا ما يجعل الصيف موسم الأمل. سأقوم بزيارة دولة إلى جمهورية صربيا بدعوة من الرئيس ألكسندر فوتشيتش. ستكون هذه زيارتي الثانية لبلدكم، أرض الجمال والأساطير، كرئيس لجمهورية الصين الشعبية. إن المشاهد الجميلة التي سادت خلال زيارتي الأخيرة قبل ثماني سنوات لا تزال حاضرة بقوة في ذهني. لقد حقق التعاون الوثيق بين بلدينا على مدى السنوات الثماني الماضية نتائج مثمرة. وإنني أتطلع إلى الاجتماع مع الرئيس ألكسندر فوتشيتش وغيره من القادة والأصدقاء الصرب، لتجديد صداقتنا واستكشاف سبل التعاون وجعل الصداقة الحديدية بين الصين وصربيا أكثر ديناميكية.
لطالما كان هناك تقارب بين الشعبين الصيني والصربي رغم بُعد المسافة بيننا. وخلال الحرب المريرة ضد الفاشية وعملية بناء الدولة لدى كل من بلدينا في القرن الماضي، أقام الشعبان الصيني والصربي صداقة قوية تمتد عبر الزمان والمكان. وفي ظل التحولات الراهنة التي لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ قرن من الزمان، يظل دعمنا المتبادل قويا كما هو دائما، وتعاوننا أوثق، وتبادلاتنا والتعلم المتبادل بيننا أكثر جوهرية. ومهما كانت التغيرات التي تطرأ على المشهد الدولي، فإن الصين وصربيا تظلان صديقتين مخلصتين وشريكتين جيدتين. إن صداقتنا الحديدية تتنامى، وتشكل نموذجا للتفاعلات بين الدول والشعوب.
لطالما احترمت الدولتان بعضهما البعض ووثقتا في بعضهما البعض. لقد طورتُ أنا والرئيس فوتشيتش علاقة عمل جيدة خلال اجتماعاتنا ومكالماتنا الهاتفية وتبادلنا للرسائل. وحافظ بلدانا على التبادلات المتكررة على جميع المستويات وفي جميع المجالات. ونحن نقدر ونحترم تماما مسار التنمية الذي اختارته كل من دولتينا لنفسها. وإننا نتمسك بالنزاهة والعدالة، وندعم بعضنا البعض بقوة في القضايا التي تمس مصالحنا الأساسية وتشكل شاغلاً كبيراً لنا. لقد حافظنا على التنسيق والتعاون بصورة وثيقة وسلسة على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف. ولقد بنينا شراكة استراتيجية شاملة أقوى من أي وقت مضى، وهي تحقق نتائج ملموسة.
لقد ظل بلدانا ملتزمين بتحقيق المنفعة المتبادلة، حيث تعد صربيا أول شريك تجارة حرة للصين في وسط وشرق أوروبا. وفي العام الماضي، كانت الصين أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية لصربيا وثاني أكبر شريك تجاري لها. إن تعاوننا المزدهر في العلاقات التجارية والاقتصادية، والسلاسل الصناعية، وتطوير البنية التحتية، يعطي دفعة كبيرة لعملية التحديث الخاصة بكل من الدولتين. وفي عام 2016، قمت بزيارة مصنع سميديريفو للصلب التابع لشركة (إتش بي آي إس صربيا)، الذي أصبح أحد أكبر ثلاث شركات تصدير في صربيا. ويحظى العسل في صربيا وما تنتجه البلاد من النبيذ الأحمر ولحم البقر ولحم الضأن وغيرها من المنتجات الزراعية، بشعبية كبيرة بين المستهلكين الصينيين.
لقد ساعد بلدانا دائما بعضهما البعض. ففي أعقاب تفشي جائحة كوفيد-19، تحدثت مع الرئيس فوتشيتش مرتين عبر الهاتف واتفقنا على استجابة تعاونية للجائحة. وقدمت الصين المساعدة، وأعطت الأولوية لتوفير شحنات متعددة من الإمدادات الطبية الوقائية، وأرسلت خبراء طبيين إلى صربيا. ومن جانبها، قدمت صربيا الدعم الكامل للصين في تنفيذ برنامج "برعم الربيع" لتطعيم المواطنين الصينيين الذين يعيشون ويعملون في صربيا. وتبرعت المنظمات غير الحكومية في صربيا طوعا بالأقنعة والإمدادات الأخرى للشعب الصيني. إن دعمنا المتبادل في الأوقات الصعبة هو دليل على صداقتنا الأخوية التي لا تقدر بثمن.
لقد تعلم بلدانا دائما من بعضهما البعض. كل منا ملتزم بتوفير حياة أفضل لشعبه وجعل بلده قويا ومزدهرا. ولقد قمنا بتنفيذ العديد من البرامج لتبادل الخبرات في مجال الحوكمة، وعززنا التبادلات بين أحزابنا السياسية. ويكِّن شعبانا مشاعر دافئة تجاه بعضهما البعض، وهو ما يتضح من التبادلات الثقافية والرياضية والسياحية والشعبية القوية. لقد شجع نيكولا يوكيتش، نجم كرة السلة الصربي، مباريات كرة السلة في الريف الصيني بشكل شخصي. واتفقت الصين وصربيا على ترتيبات متبادلة للإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية، ما يسهل التبادلات الشعبية والتعاون الثنائي.
وكما تقول الحكمة الصينية "الأصدقاء هم الذين لديهم فكر مماثل". ويقول الشعب الصربي "الأصدقاء هم أعظم رصيد في الحياة". إن الصداقة طويلة الأمد والتعاون المربح للجانبين بين الصين وصربيا يوضحان لنا أن العلاقات الثنائية القوية تتوافق مع اتجاه التاريخ وتخدم المصالح العليا لشعبينا. كما أنهما يساعدان على تعزيز تقدمنا المشترك. وفي الرحلة الجديدة للعصر الجديد، تتمتع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وصربيا بإمكانات أكبر لمزيد من النمو. وخلال زيارتي المقبلة، سأعمل مع أصدقائي في صربيا لإبراز أفضل ما في صداقتنا القوية وبذل جهود حقيقية لتحقيق المزيد من الفوائد لشعبينا، وتعزيز السلام والتنمية في العالم، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
يجب أن نكون دائما صديقين جيدين ونتعامل مع بعضنا البعض بإخلاص. سنعمل على تعميق وتوسيع شراكتنا الاستراتيجية الشاملة. وسنستمر في إظهار التفاهم والثقة والدعم والمساعدة لبعضنا البعض. وسنظل ثابتين في دعم بعضنا البعض في القضايا التي تمس مصالحنا الأساسية وشواغلنا الرئيسية. إن الصين تحترم وتدعم طريق التنمية الذي اختاره الشعب الصربي بإرادته. وندعم جهود صربيا الرامية إلى الحفاظ على سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، ونعارض أي محاولة من جانب أي قوى للتدخل في شؤون صربيا الداخلية.
يجب أن نكون دائمًا شركين جيدين للتعاون المربح للجانبين. تسعى الصين جاهدة إلى دفع مسارها الخاص بالتحديث صيني النمط على جميع الجبهات من خلال التنمية عالية الجودة، والتحرك بشكل أسرع لتطوير قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة. لقد حققت صربيا تنمية اقتصادية واجتماعية ملحوظة في السنوات الأخيرة. ينبغي لبلدينا أن يطلقا العنان لإمكانات تعاوننا متبادل المنفعة. يتعين علينا تنفيذ خطة العمل متوسطة الأجل بشأن التعاون في إطار الحزام والطريق، وبناء المزيد من المشروعات الرائدة. علينا توسيع التعاون في الابتكار التكنولوجي والتصنيع المتقدم والطاقة الخضراء والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات الناشئة. ويجب أن نتقاسم فرص التنمية ونخلق مستقبلا أفضل معا.
وينبغي لنا دائما أن نلعب دورا نموذجيا في تعزيز النزاهة والعدالة. وبالنظر إلى كونهما صديقين مخلصين ومدافعين عن السلام العالمي، فإن الصين وصربيا تتخذان مواقف مماثلة بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية الكبرى. وفي مواجهة عالم متقلب ومضطرب، يتعين علينا تعزيز التنسيق والتعاون في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، والدعوة إلى بناء عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم، وبناء عولمة اقتصادية مفيدة وشاملة للجميع. يتعين علينا ممارسة التعددية الحقيقية، والسعي إلى الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، وحماية النزاهة والعدالة الدوليين.
علينا دائما تعزيز تآلف القلوب بين شعبينا. لقد صمدت صداقتنا القوية أمام اختبار الدم والنار، كما تتألق أكثر في العصر الجديد. يتعين علينا تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية متعددة الأبعاد، وتنويع التعاون على المستوى دون الوطني. كما يجب علينا الاستفادة بشكل جيد من التأثير المشترك لآلية "الإعفاء المتبادل من التأشيرة بالإضافة إلى الرحلات الجوية المباشرة" وكذلك الاستفادة من المراكز الثقافية الخاصة بنا لتعزيز التعاون في مجالات التعليم والرياضة والثقافة والسياحة. علينا خلق المزيد من الفرص لشبابنا حتى تنتقل الصداقة بين الصين وصربيا من جيل إلى جيل.
وفي مثل هذا اليوم قبل 25 عاما، قصف الناتو بشكل صارخ سفارة الصين في يوغوسلافيا، ما أسفر عن مقتل 3 صحفيين صينيين وهم السيدة شاو يون هوان والسيد شيوي شينغ هو وزوجته تشو يينغ. ينبغي ألا ننسى ذلك أبدا. إن الشعب الصيني يقدر السلام، ولكننا لن نسمح أبدا لمثل هذا التاريخ المأساوي أن يكرر نفسه. إن الصداقة الصينية-الصربية، التي تشكلت بدماء مواطنينا، ستبقى في الذاكرة المشتركة للشعبين الصيني والصربي، وستلهمنا للمضي قدما بقفزات كبيرة.
وبينما ننظر إلى الرحلة التي قطعها البلدان معا، فإننا نتطلع أيضا إلى المستقبل الواعد الذي نطمح إلى احتضانه. لقد وصلنا الآن إلى مرحلة تاريخية جديدة. ونحن في الجانب الصيني على استعداد للعمل يدا بيد مع أصدقائنا في صربيا لتحقيق طموحنا المشترك والتقدم المشترك. وسنكتب معا فصلا جديدا في تنمية بلدينا وتجديد شباب أمتينا. وسنعمل معا على بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وصربيا في العصر الجديد. الزهور في الربيع ستتحول إلى ثمار في الخريف. إن شجرة الصداقة بين الصين وصربيا ستصبح أطول وأقوى وستحمل المزيد من الثمار لشعبينا. وهذا ما نتطلع إليه وما نأمل أن نشهده معا.