أول سنة لشاب مغربي في الصين
بكين 25 مارس 2024 (شينخوانت)في شهر يوليو الماضي، جاء الشاب المغربي محمد إدريس البالغ عمره 21 عاما إلى الصين للدراسة. ولكن في الواقع فإن الصين ليست غريبة بالنسبة له. وكان لديه أصدقاء يمارسون أعمالا تجارية مع الصين أو يدرسون فيها، مما أعطاه انطباعا جيدا عن الصين قبل مجيئه إليها. وقال لشينخوانت إنه قبل أن يقرر المجيء إلى الصين، كان يهتم كثيرا بالوضع الاقتصادي العالمي. وعرف من أصدقائه والوسائل الإعلامية أن الصين تتطور بشكل جيد وسريع، ويصنف إجمالي اقتصادها من بين الأعلى عالميا، وهي دولة صناعية كبيرة في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مستوى التعليم العالي في الصين مرتفع ويوفر العديد من فرص التأهيل للطلاب الأجانب.
وسافر الشاب المغربي إلى مدينة قوانغتشو جنوبي الصين قادما من مدينة أغادير في جنوب غربي المغرب، وتلقى عند وصوله إلى الصين مساعدات من العديد من الناس وشعر بحماس ولطف الشعب الصيني . وذكر للمراسل أن أحدهم أخذه إلى الفندق، واصطحبه آخر لشراء بطاقة هاتف، واستخدمت سيدة صينية التقاها صدفة هاتفها المحمول لمساعدته في مسح الرموز لشراء الأشياء، وكل ذلك ترك انطباعا جيدا لديه وأحب بعمق هذه المدينة.
وكانت المحطة الثانية لمحمد إدريس في الصين هي مدينة شانغهاي، وأصبح طالبا جديدا في العام الماضي يدرس في كلية إدارة الأعمال بمعهد شانغهاي للأعمال، وأوضح أن شانغهاي مدينة عالمية، وإنه معجب بشدة بانفتاحها وتسامحها وحيويتها، وهناك العديد من المباني الشاهقة والأجانب، وهي مدينة عالمية تتمتع بثقافات متنوعة مما يجعله يشعر "بأنه في بيته".
ومثل العديد من الأجانب، يحاول الطالب المغربي معرفة المزيد عن الصين والاندماج في الحياة الصينية. وعلى الرغم من أنه لا يزال غير معتاد على ذلك إلى حد ما، إلا أنه مستعد لتجربته الجديدة ومفعم بالتطلعات. وأشار إلى أن الناس في المغرب ليس لديهم عادة شرب الماء الساخن، وحتى في فصل الشتاء البارد يشربون الماء المثلج أو الماء بدرجة حرارة الغرفة. وبالإضافة إلى ذلك، نادرا ما يأكل الشعرية في المغرب، لكنه غالبا ما يأكلها هنا ويعتقد أن مذاقها جيد جدا.
ويقع المغرب الوطن الام لمحمد إدريس، على "مفترق الطرق" الذي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وأوروبا وأفريقيا، ويعتبر محورا مهما لطريق الحرير. وفي عام 2017، وقعت الصين والمغرب مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". وفي شهر ديسمبر عام 2022، وقعت الحكومتان اتفاقية تعاون لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك. ويعد المغرب أول دولة في شمال أفريقيا توقع اتفاقية التعاون هذه مع الصين. ويعتبر العنصر الأكثر أهمية في تعزيز البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" هو المواهب المتعددة الثقافات. وقال الطالب المغربي إن حكومتي الصين وبلاده توليان دائما أهمية كبيرة لتأهيل المواهب. وفي كل عام، يحصل العديد من الطلاب المغاربة على منح دراسية حكومية للدراسة في الصين والتعلم من خبراتها ومفاهيمها التنموية المتقدمة. وقد بدأ المغرب في الاستفادة من مبادرة "الحزام والطريق" من خلال جذب الشركات الصينية إلى مناطقه الصناعية، كما حقق قطاع السياحة المحلي مكاسب، حيث أصبح المغرب المقصد السياحي الأول للسياح الصينيين في عام 2019. وأوضح محمد إدريس أنه بفضل العلاقات الاقتصادية والتجارية الدافئة بين الصين والمغرب، فإن العديد من أصدقائه يمارسون أعمالا تجارية في الصين، ولذلك فهو لا يشعر بالوحدة في هذا البلد. وقال للمراسل إن لديه أصدقاء في جميع أنحاء الصين، ويعملون في شانغهاي وجيلين وقوانغتشو وووهان ومدن أخرى أو يمارسون أعمالا تجارية مع الشعب الصيني. وذكر الطالب المغربي أنه سافر آلاف الأميال للقدوم إلى الصين لأنه كان يثق في أنه سيكون هناك المزيد من الفرص في الصين وأن أحلامه ستتحقق، وسيركز في الوقت الحالي على الدراسة، ويأمل في المستقبل أن يصبح رجل أعمال ناجحا للغاية في جميع الجوانب وأن يقدم إسهاماته الخاصة في تعزيز علاقات التجارة بين الصين والمغرب.