تعليق ((شينخوا)): خط السكة الحديد بين الصين وأوروبا يسهم في استقرار سلاسل الإمداد العالمية وسط الاضطرابات
في الصورة الملتقطة يوم 6 مارس 2024، مشهد لقطار شحن يربط بين الصين وأوروبا محمل بمركبات جاهزة للتصدير، ينتظر المغادرة في محطة يويتسوي بناحية جيانغبي ببلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين. (شينخوا)
بكين 9 مارس 2024 (شينخوا) مع امتداد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني إلى البحر الأحمر، والذي أدى إلى تعطيل ممرات الشحن الحيوية وسلاسل الإمداد العالمية، تتجه الأنظار نحو خط السكة الحديد البري الذي يربط بين الصين وأوروبا.
وتشهد خدمة قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، وهي برنامج رئيسي لمبادرة الحزام والطريق، ارتفاعا في الطلب وسط هذه الاضطرابات، ما يسلط الضوء على دورها الحاسم باعتبارها خطا تجاريا يمكن الاعتماد عليه والذي يسهم في مرونة سلاسل الإمداد العالمية.
وتنبع الشعبية المتزايدة لخدمة قطارات الشحن من سلامتها وموثوقيتها ومرونتها في مواجهة الاضطرابات الخارجية.
وعلى عكس الطرق البحرية المعرضة للقرصنة والظروف الجوية السيئة والتوترات الجيوسياسية، فإن قناة قطارات الشحن البرية بين الصين وأوروبا توفر بديلا أسرع وأكثر أمانا واستقرارا.
وتتقلص الشواغل المتعلقة بالسلامة بشكل كبير على طول هذا الخط من السكك الحديد نظرا لأنه يتجنب الممرات المائية المعرضة للقرصنة ومناطق الصراع المحتملة، حيث تعد تلك الضمانات الأمنية جذابة بشكل خاص للشركات التي تحتاج إلى نقل بضائع وشحنات عالية القيمة.
وتبذل خدمة الشحن عبر السكة الحديد جهودا كبيرة لضمان التسليم في الوقت المناسب وتقليل اضطرابات سلسلة الإمداد. ولذلك، يمكن للشركات إدارة لوجستياتها بشكل أفضل من خلال رحلات المغادرة المجدولة وفترات العبور المحددة، ما يقلل من مخاطر التأخير وعدم اليقين السائدة في الشحن البحري.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن خدمة قطارات الشحن بين الصين وأوروبا فعالة للغاية من حيث التكلفة، إذ أنه في رد فعل لأزمة البحر الأحمر، اضطرت العديد من شركات الشحن إلى إعادة توجيه مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا. هذه الخطوة، التي تضيف 14 يوما لرحلات سفن الحاويات العادية من الشرق إلى الغرب والتي تضيف 18 يوما لناقلات البضائع السائبة والناقلات ذات الحركة الأبطأ، تؤدي في النهاية إلى ارتفاع التكاليف.
وأظهر تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في فبراير، أن رسوم الشحن من شانغهاي إلى أوروبا عبر النقل البحري زادت بنحو ثلاثة أضعاف منذ نوفمبر.
وقد أدت هذه الزيادة في التكاليف إلى تقليص الميزة السعرية المرتبطة تقليديا بالشحن البحري. وفي الوقت الحالي، فإن الشحن عبر السكك الحديد من بلدية تشونغتشينغ الصينية إلى أوروبا أرخص بنحو 30 بالمئة من الشحن البحري. وفي واقع الأمر، على مدى عقد من التطوير، انخفضت تكاليف العملية الكاملة لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا بأكثر من 30 بالمئة مقارنة بتكاليف التشغيل الأولية.
وفي خضم أزمة البحر الأحمر، وصف تحليل أجرته مجلة ((فورين بوليسي)) الأمريكية في أواخر شهر يناير الماضي، الصين بأنها "في الطليعة". كما وصف التحليل مبادرة الحزام والطريق بأنها "مخطط نموذجي لما تحتاجه كل دولة في عصر مليئ بحالة من عدم اليقين والاضطرابات".
وأشارت المجلة إلى أن "الحل لصدمات الإمداد يكمن في توافر المزيد من سلاسل الإمداد، والمزيد من الأحزمة والمزيد من الطرق".
وتجسد خدمة قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، وهي عنصر محوري في مبادرة الحزام والطريق، هذا الاتجاه من خلال تقديم إمكانيات جديدة للتجارة العالمية للتغلب على مختلف التحديات.
ولا يمثل خط السكك الحديد بين الصين وأوروبا، والذي يربط بين 219 مدينة في 25 دولة أوروبية، منافسة لخدمة الشحن البحري، بل يكملها، حيث تعمل كلتا الوسيلتين معا لضمان التدفق السلس للسلع وتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي في ظل حالة عدم اليقين والتقلبات.