مقالة خاصة: الصين تُسهّل بشكل أكبر عمليات الدفع عبر الهواتف المحمولة للأجانب
زوار يتعرفون على عملية الدفع بالعملة الرقمية الصينية، أو اليوان الصيني الإلكتروني في معرض للخدمات المالية خلال معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2022 في العاصمة الصينية بكين. (صورة أرشيفية، شينخوا)
بكين 2 مارس 2024 (شينخوا) جددت الصين تأكيدها على التزامها بتسهيل عمليات الدفع بواسطة الهواتف المحمولة للأجانب، في خطوة تُشير إلى عزم البلاد على تعزيز الانفتاح على مستوى عالٍ.
وقال تشانغ تشينغ سونغ، نائب حاكم بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) إن البنك سيُوجّه منصات الدفع مثل "أليباي" و "تينباي" لرفع حدّ التعاملات الفردية للمسافرين الأجانب الذين يستخدمون الدفع عبر الهواتف المحمولة من 1000 دولار أمريكي إلى 5000 آلاف دولار أمريكي، بينما سيتم رفع الحد الأقصى للتعاملات التراكمية السنوية من 10000 دولار أمريكي إلى 50000 دولار أمريكي.
وأشار تشانغ إلى أن البنك سيواصل بذل الجهود لتبسيط إجراءات التحقق من الهوية الشخصية وتوفير وصول أسهل للزوار الأجانب لإدارة العمليات المختلفة، مثل ربط بطاقاتهم المصرفية.
وقال تشانغ إن البنك المركزي سيُوجّه أيضاً شركات الدفع لتقديم سلسلة كبيرة من الإجراءات الملائمة "لجعل منتجات الدفع عبر الهواتف المحمولة مُرضية وممتعة للأصدقاء الأجانب لاستخدامها."
وبعد سنوات من النمو السريع، برزت الصين باعتبارها المرشح الأوفر حظاً في مجال الدفع بواسطة الهواتف المحمولة، حيث بلغ معدل انتشار الدفع عبر الهواتف المحمولة في البلاد 86 في المائة، وهو المعدل الأعلى عالمياً، بحلول نهاية عام 2023.
وعلى الرغم من ذلك؛ يفرض الاستخدام واسع النطاق للدفع عبر الهواتف المحمولة أيضاً عقبات أمام زوار الصين لأول مرة، حيث قد يُواجه الزوار الأجانب الذين يعتمدون على البطاقات المصرفية والنقد صعوبات أثناء عمليات الدفع إذ يُفضّل الباعة الجوّالون أو مقدمو الخدمات على نطاق صغير الدفع بواسطة الهواتف المحمولة على النقد أو بطاقات الائتمان الدولية.
وفي هذا السياق؛ قال شيوي هونغ، عميد كلية السياحة وإدارة الخدمات بجامعة نانكاي، إن هذه الحالة من عدم الارتياح التي قد يُعاني منها بعض الزوار الأجانب يُمكن أن تُعزى بشكل أساسي إلى الاختلافات في ممارسات الدفع بين الصين ودول أخرى.
وأضاف شيوي: "من الضروري تطوير وسائل دفع متنوعة وتوفير خدمات مريحة ومصممة خصيصاً للزوار الأجانب لتلبية احتياجاتهم المتعلقة بعمليات الدفع".
واتخذت الحكومة الصينية بالفعل تدابير متعددة لمساعدة الأجانب على التمتع ببيئة دفع خالية من المتاعب في البلاد، على غرار تلك التي يتمتع بها السكان المحليون.
وفي الوقت نفسه؛ تعمل البنوك الصينية بنشاط لتوسيع قبول البطاقات المصرفية في الخارج وتسهيل استخدام النقد داخل البلاد، حيث يتم تشجيع شركات الدفع الرئيسية على تنويع مجموعة منتجات الدفع عبر الهواتف المحمولة وتطوير حلول اليوان الرقمي لتلبية متطلبات الدفع عبر الهواتف المحمولة للأجانب.
ويسمح تطبيقا "أليباي" و "ويتشات باي" الرئيسيان للدفع الإلكتروني في الصين، يسمحان حالياً للمستخدمين الأجانب بربط بطاقات الائتمان الدولية الخاصة بهم، بما في ذلك "فيزا كارد" و "ماستر كارد"، بمنصتيهما ما يُبسط بشكل كبير عمليات الدفع.
وتواصل الصين أيضاً بذل الجهود لتعزيز الأنظمة المتعلقة بالدفع عبر الهواتف المحمولة، حيث أصدرت قواعد حول الإشراف وإدارة شركات الدفع غير المصرفية لمعالجة المخاوف المتعلقة بقضايا حماية الخصوصية.
من جهته؛ قال تشو كه لي، الباحث في معهد الصين للاقتصاد الجديد، إن من شأن تعزيز خدمات الدفع أن يُحفز الاستهلاك بين الأجانب في الصين، ما يدفع بالتالي تطوير الصناعات ذات الصلة.
وفي الوقت نفسه؛ تلعب بيئة الدفع أيضاً دوراً مهماً في تعزيز صورة البلاد على الساحة العالمية، بحسب تشو.