متحف القصر الإمبراطوري يعزز الترابط الحضاري بين الصين وغربي آسيا منذ قديم الزمان
في الصورة الملتقطة يوم 5 يناير 2024، جانب من معرض "العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية" قبيل افتتاحه في متحف القصر الإمبراطوري بالعاصمة الصينية بكين.(شينخوا)
بكين 29 فبراير 2024 (شينخوا) بداية من يناير العام الجاري، تقدم ثلاثة معارض افتتحت على التوالي في 3 أجنحة رئيسية على بوابة وومن لمتحف القصر الإمبراطوري، للزوار تجربة بصرية آسرة بالعاصمة الصينية بكين، إذ تسلط الضوء على التبادلات التاريخية بين الحضارات القديمة للصين وغربي آسيا منذ قديم الزمان.
وتعتبر هذه المعارض ثمرة التبادل والتعاون بين المؤسسات الأثرية والباحثين والعلماء من متحف القصر الإمبراطوري والسلطات السعودية والإيرانية منذ عام 2019. وتشمل المعارض الثلاثة معرضا بعنوان "لقاءات تاريخية -- التفاعل التاريخي بين الصين وغربي آسيا"، ومعرضا بعنوان "العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية"، إضافة إلى معرض تحت عنوان "مجد بلاد فارس القديمة"، حيث تعرض إجمالي 700 قطعة أثرية تضم المنحوتات والفخاريات والرسومات الحجرية والنقوش والأدوات البرونزية والهياكل العظمية من العصور القديمة وغيرها من المعروضات.
إلى جانب ذلك، يقيم المتحف محاضرات عديدة أثناء فترة إقامة المعارض، حيث قدم خبراء من معاهد بحوث ومتاحف صينية وإيرانية وغيرها، معلومات وفيرة لتعريف الزوار بمسيرة تطور الحضارات القديمة على مستوى العالم، ودور القطع الأثرية الفنية الرائعة في الترابط الحضاري بين الصين ومنطقة غربي آسيا في قديم الزمان.
قال وانغ شيوي دونغ، رئيس متحف القصر الإمبراطوري، في مقال نُشر مؤخرا في صحيفة "الشعب اليومية"، إن تنظيم معارض الحضارات القديمة بين الصين وغربي آسيا يشكل مبادرة هامة من جانب المتحف لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، حيث تعرض هذه الفعاليات للزوار تاريخ التبادل والتعلم بين حضارتي الصين وغربي آسيا، وتوارث جمال الثقافة الصينية وبناء جسر للتعلم المتبادل بين الحضارات واستكشاف طريق للتبادل والتعلم بين الحضارات على طريق الحرير.
في مارس عام 2023، طرحت الصين لأول مرة مبادرة الحضارة العالمية، إذ حثت على بذل جهود مشتركة لاحترام تنوع الحضارات والاستفادة من القيم العميقة لتاريخها وحضاراتها في العصر الجاري، مما يتلقي اهتماما واسع النطاق من أنحاء العالم.
فيما يتعلق بالتبادلات الحضارية بين الصين والدول العربية، أبدى الجانبان تقدير بعضهما البعض والرغبة في التعلم المتبادل، كما دعا الجانبان بشكل مشترك إلى الحوار بين الحضارات وحماية تنوع الحضارات في العالم، مما يضع نموذجًا للتبادل والتعلم بين الحضارات المختلفة.
وفي إطار منتدى التعاون العربي-الصيني، آلية مهمة تأسست منذ عام 2004 لتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين، أُجريت سلسلة من النشاطات لتعزيز التبادل الحضاري. على سبيل المثال، وجهت الصين دعوات إلى أكثر من 100 فنان ورسام من 22 دولة عربية لزيارة الصين منذ عام 2009 ، مما أدى إلى إبداع ما يقرب من 500 من أعمال الرسم والنحت والخزف.
ذكر وانغ، أن متحف القصر الإمبراطوري سيعمل مع المتاحف والمؤسسات الأخرى في داخل وخارج الصين على تنفيذ مفهوم التبادل الثقافي والتعلم المتبادل بين الحضارات، واستكشاف وعرض القيم الحضارية والمعاصرة للبشرية التي تجسدها الآثار الثقافية، واكتساب الحكمة والإلهام من التاريخ وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الحضارات المختلفة، وبذل المزيد من الجهود والمساهمات في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
يعد معرض "العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية" المرة الأولى التي تعرض فيها محافظة العلا السعودية مناظرها الطبيعية وآثارها النفيسة وتراثها الثقافي الغني في الصين. يرى عبد الرحمن الطريري، رئيس قطاع الاتصال والعلاقات العامة بالهيئة الملكية لمحافظة العلا، أن المعرض يساعد على تعزيز شهرة العلا الدولية، ويرسي أساسا متينا لتعزيز التبادلات بين الصين والسعودية في مجالات مثل الآثار والثقافة والسياحة والفن وغيرها.
رأى وانغ قوانغ ياو، المنظم العام للمعارض الثلاثة وباحث بارز في متحف القصر الإمبراطوري، أن هذه المعارض تهتم بعرض "كيفية تأثير الحضارات الأخرى على الحضارة الصينية" للزوار.
وأعرب وانغ عن أمنيته بأنه "من خلال المعارض، يمكن لكل زائر النظر بموضوعية إلى المجالات التي تطورت فيها الحضارة الصينية في وقت أبكر وبصورة أفضل من الحضارات الأخرى في التاريخ، والمجالات التي تخلفت فيها مؤقتًا عن الحضارات الأخرى، وأن يفهم كيف تحقق الحضارة الصينية التنمية والتطور أثناء التعلم والتوارث".