التعاون الصيني العربي يفتح صفحة جديدة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"

التاريخ: 2024-02-04 المصدر: بوابة الحزام والطريق
fontLarger fontSmaller

مع حلول عام 2024، تتوالى الأخبار السارة حول تنفيذ مشاريع التعاون بين الصين والدول العربية في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق": تم بدء تسليم أول ثلاثة أبراج إدارية في المنطقة المركزية للأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، وتم افتتاح وتشغيل الخط الساحلي للرصيف الذي يبلغ طوله 600 متر لمشروع محطة تداول الحاويات بميناء أبو قير البحري المصري، وتم إنجاز وتسليم جزء من مشروع فرع الأنفاق لدى مدينة المستقبل السعودية...

في الصورة الملتقطة جوا في الأول من ديسمبر 2023، مشهد لمحطة تداول حاويات بميناء أبو قير البحري في مدينة الإسكندرية المصرية. هذه المحطة التي شيدتها شركة صينية بمدينة الإسكندرية الساحلية أصبحت قيد التشغيل الآن. بدأت الشركة الصينية لهندسة الموانئ العمل في تشييد المحطة في مارس 2021.(شينخوا)

في فترة التحول العالمي التي تتميز بالتغيرات والاضطرابات المتكررة، تقوم الصين والدول العربية، كشريكين طبيعيين في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، بالتشاور المشترك والبناء المشترك والتنمية المشتركة، بحيث حققت مبادرة "الحزام والطريق" إنجازات وازدهارا في الصحارى الشاسعة.

وبالنظر إلى المستقبل، فإن التعاون العملي الصيني العربي مفعم بالحيوية، كما أن البناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق" له آفاق واسعة.

تعزيز بناء شبكة التعاون عبر مختلف المجالات

صادف عام 2023 ذكرى مرور عشر سنوات على طرح مبادرة البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". وفي هذا العام، أرسلت ما يقرب من 20 دولة عربية ممثلين رفيعي المستوى لحضور الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، إيذانا بان التعاون الصيني العربي في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" دخلت مرحلة جديدة من التنمية ذات جودة ومستوى أعلى.

وفي نفس العام، تم توقيع الصين وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية وجامعة الدول العربية، حيث حققت المبادرة بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" "تغطية كاملة" للدول الأعضاء بجامعة الدول العربية الـ22. وفي النصف الأول من عام 2023، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية 199.9 مليار دولار أمريكي ،بينما زاد الاستثمار المباشر الجديد للصين في الدول العربية بنسبة 7% على أساس سنوي.

على مر السنين، عززت الصين والدول العربية تعاونهما، فحققتا تقدما متزامنا في العديد من المجالات، مثل الطاقة التقليدية والمتجددة، والبنية التحتية التقليدية والجديدة والتجارة التقليدية والتكنولوجيا الناشئة.

كما نفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع تعاون ضخم في إطار التعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، وتعود ثمار التعاون بالنفع على قرابة ملياري شخص من الجانبين، مما عزز بشكل فعال تداول السلع ورأس المال والتكنولوجيا والأفراد في المناطق ذات الصلة.

أشار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى أن مشروع منطقة الأعمال المركزية بعاصمة مصر الإدارية الجديدة سيصبح نموذجا ورمزا للصداقة بين الصين ومصر. وخلال عملية بناء المشروع، قامت الشركات الصينية بإدخال نماذج إدارية وتقنيات بناء متقدمة وترويجها، مما أدى إلى خلق فرص عمل للعمال المحليين وتعزيز تنمية صناعة البناء والتشييد المصرية.

تعميق المواءمة من أجل المنفعة المتبادلة والكسب المشترك

وخلال مؤتمر الرؤساء التنفيذيين للحزام والطريق في أكتوبر عام 2023، وقعت الشركات الصينية 44 اتفاقية تعاون مع أكثر من عشر دول عربية بما فيها السعودية والإمارات ومصر وعمان، تشمل العديد من المجالات مثل تكرير النفط، وطاقة الرياح، والطاقة الكهروضوئية وتحلية مياه البحر.

وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفضائية الروسية، فإن الصين والدول العربية تستغلان المزايا التي يتمتع بها كل منهما بشكل ذكي لتحقيق تنويع التجارة.

يوافق عام 2024 الذكرى السنوية الـ20 لإقامة منتدى التعاون الصيني-العربي، ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الوزاري العاشر للمنتدى في الصين هذا العام الأمر الذي سيفتح آفاقا جديدة في العلاقات الصينية-العربية ويضخ زخما جديدا فيها. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الجانب العربي سيواصل تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى والتوافق المهم الذي تم التوصل إليه بين الزعيم الصيني والزعماء العرب، وسيغتنم المؤتمر الوزاري القادم فرصةً لتعميق التعاون في مختلف المجالات.

في يناير عام 2024، انعقد مؤتمر التعدين الدولي الثالث في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض بحضور العديد من الشركات الصينية، حيث قالت إن التعاون بين الصين والسعودية في مجال الطاقة والتعدين سيحقق نتائجه المثمرة الأكبر في ظل الفرصة التاريخية للمواءمة المتعمقة بين مبادرة "الحزام والطريق" و "رؤية السعودية 2030".

التواصل والتعلم المتبادل من أجل المنفعة المشتركة

قام راقصون صينيون من أكاديمية شانغهاي للفنون السينمائية في مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية في السعودية بأداء رقصات صينية تقليدية، مما حظي بثناء من المشاهدين السعوديين و فرق الأداء الفنية. بالإضافة إلى ذلك، افتتح "كرنفال السنة الصينية الجديدة" بمناسبة عيد الربيع الصيني في شارع الحرف اليدوية في المدينة القديمة بالعاصمة المغربية الرباط، مما جذب الكثير من الناس للتوقف لاستمتاعها. أخيرا وليس آخر، بدأت فعاليات مهرجان أبوظبي 2024 في مسرح قصر الإمارات بعرض افتتاحي مبتكر لفرقة الباليه الوطنية الصينية، التي قدمت عرضا للعمل المبهر “السنة الصينية الجديدة”... منذ بداية هذا العام، عقد العديد من أنشطة التبادل الثقافي في مختلف البلدان العربية، بهدف تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية والاندماج المتبادل والابتكار بين الثقافتين الصينية والعربية.

في الصورة الملتقطة يوم 24 يناير 2024، مجموعة من أفراد الشعب المغربي يستمتعون بالموسيقى الشعبية التقليدية الصينية خلال مهرجان ثقافي أقيم بمناسبة عيد الربيع الصيني القادم في العاصمة المغربية الرباط.(شينخوا)

وفقًا لإحصائيات غير كاملة لعام 2023، فانه بالإضافة إلى 22 معهد كونفوشيوس في الدول العربية الـ13، لقد قامت كل من الإمارات ومصر والسعودية وتونس بإدراج اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني، بينما أطلقت 15 دولة عربية أقسام اللغة الصينية في الجامعات والمعاهد. كما تم فتح تخصص اللغة العربية أو تدريسها في أكثر من 50 جامعة صينية.

يعتقد صلاح النقيب، الدبلوماسي في سفارة جمهورية العراق لدى الصين، أن العلاقة بين العراق والصين تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، لذلك من الحتمي أن تعزز مبادرة البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" التعاون والتنمية بين الصين والدول العربية.

لقد مر البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بعقده الأول المزدهر ويحتضن عقدًا ذهبيًا جديدًا.

التعارف عبر الألفية، والعمل معا لخلق المستقبل. عند التطلع إلى المستقبل، من المتوقع أن تواصل الصين العمل مع الدول العربية لتعزيز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بجودة عالية، سعيا إلى إنشاء"حزام التنمية" وشق "طريق السعادة" وإقامة "جسر القلوب" بين الصين والدول العربية على أساس الانفتاح والشمول، والتعلم المتبادل، والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك.

تحرير: تشن لو يي