تعليق ((شينخوا)): زيارة وزير الخارجية الصيني لأفريقيا تسلط الضوء على الصداقة عميقة الجذور

التاريخ: 2024-01-19 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

دار السلام 17 يناير 2024 (شينخوا) في مستهل عام 2024، تقف الصين وأفريقيا على استعداد لتعزيز صداقتهما العريقة من خلال الالتزام للعام الـ34 بتقليد دبلوماسي رفيع.

يقوم وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بزيارات إلى مصر وتونس وتوغو وكوت ديفوار في الفترة من 13 إلى 18 يناير.

وبهذا فإنه في إطار مواصلة تقليد يعود إلى 34 عاما حيث يتبع منذ عام 1991، ظلت القارة الأفريقية المقصد لأول زيارات خارجية يقوم بها وزراء الخارجية الصينيون كل عام.

دعمت الصين، أكبر دولة نامية في العالم، وأفريقيا، القارة التي تضم أكبر عدد من الدول النامية، بعضهما البعض على مر السنين، وهذا شق بدوره طريقا فريدا للتعاون متبادل المنفعة.

لقد بلغت العلاقات بين الصين وأفريقيا باستمرار آفاقا جديدة، ودخلت مرحلة بناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك يتسم بكونه عالي المستوى.

في أغسطس 2023، خلال حوار قادة الصين وأفريقيا، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة دعم التصنيع في أفريقيا، وأعرب عن استعداده لتنفيذ خطة الصين لدعم التحديث الزراعي في أفريقيا وخطة التعاون الصيني الأفريقي لتنمية المواهب، من أجل تعزيز تكامل أفريقيا وتحديثها.

وعلى مر السنين، ساعدت الصين الدول الأفريقية على تحقيق التصنيع والتنمية، بما يضمن عدم تخلفها عن الركب في عملية التحديث العالمي.

فعبر مشاريع بارزة انطلاقا من منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين زامبيا والصين ومنطقة تيدا السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر وصولا إلى منطقة التجارة الحرة الدولية في جيبوتي، ومن المنطقة الصناعية الشرقية في إثيوبيا وصولا إلى منطقة هيسنس الصناعية في جنوب أفريقيا، وكذلك من خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا وصولا إلى خط سكة حديد مومباسا-نيروبي المعياري، يعمل الشعب الصيني والشعوب الأفريقية معا على تحديث بلدانهم.

في السنوات الأخيرة، تبنت البلدان الأفريقية الاقتصاد الرقمي كمحرك جديد للتنمية. وفي بلدان مثل نيجيريا وكينيا، وفرت منصات دفع عبر الهاتف المحمول أنشأتها شركات ممولة من الصين لعشرات الملايين من المستخدمين خدمات دفع رقمية آمنة ومريحة.

من جانبه قال تشانغ شيانغ تشن، نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، إن الصين تحافظ دائما على علاقات وثيقة مع أفريقيا وهي شريك كفء لها في تطوير اقتصادها الرقمي وتحقيق أهداف التحديث.

كما يشكل التحديث الزراعي أساسا هاما للبلدان الأفريقية لتحقيق تنمية مستقلة ومستدامة.

على مدى العقد الماضي، أنشأت الصين 24 مركزا تجريبيا للتكنولوجيا الزراعية في أفريقيا وروجت لأكثر من 300 تقنية متقدمة وقابلة للتطبيق، ما أدى إلى زيادة متوسط غلة المحاصيل المحلية بنسبة تتراوح بين 30 و60 في المائة وعاد بالفائدة على أكثر من مليون مزارع صغير في الدول الأفريقية.

تحت زخم مبادرة الحزام والطريق، تدخل المزيد والمزيد من المنتجات الزراعية الأفريقية مثل البن من إثيوبيا والأناناس من بنين والكمثرى من جنوب أفريقيا السوق الصينية من خلال "القناة الخضراء" للتصدير إلى الصين. وقد ساهمت عدة إجراءات تيسيرية في النمو السريع للتجارة الزراعية بين الصين وأفريقيا.

إن دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز القوة الوطنية الشاملة والقدرة التنافسية الدولية يتوقف في النهاية على المواهب.

فقد تم إنشاء مجموعة من ورش عمل لوبان في مصر وكوت ديفوار وجيبوتي وغيرها، ساهمت بدورها في تطوير التعليم المهني في أفريقيا ودربت مواهب للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تقف الصين دائما إلى جانب الدول الأفريقية في عملية تعزيز التحديث. وقد تقدم التعاون الصيني الأفريقي مع العصر وتعمق باستمرار، وحقق الجانبان تنمية ذات منفعة متبادلة، وهذا لعب دورا إيجابيا في تعزيز عملية تحديث بلدانهم.

ستعقد هذا العام دورة جديدة من منتدى التعاون الصيني الأفريقي مرة أخرى في الصين. وإن تضافر جهود الصين وأفريقيا لتعزيز قضية التحديث سيخلق بالتأكيد مستقبلا أفضل للشعب الصيني والشعوب الأفريقية وسيصبح الجانبان نموذجا لتعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك.

تحرير: تشن لو يي