تعليق ((شينخوا)): التعاون بين الصين والمالديف يشهد نقطة انطلاق جديدة
صحفية من جزر المالديف تعمل أمام شاشة في المركز الإعلامي لمنتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي في العاصمة الصينية بكين في 16 أكتوبر 2023. (شينخوا)
هونغ كونغ 13 يناير 2024 (شينخوا) في الفترة من 8 إلى 12 يناير، قام محمد مويزو بزيارة إلى الصين بصفته رئيسا لجمهورية المالديف، وهو ما شكّل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات بين الصين والمالديف.
كما يكتسي هذا العام أهمية خاصة بالنسبة للعلاقات الثنائية حيث يوافق الذكرى العاشرة لزيارة الدولة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المالديف في عام 2014.
خلال زيارة مويزو للصين، أعلن رئيسا الدولتين أنه سيتم الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة تعاونية إستراتيجية شاملة، وهي نقطة بداية جديدة للتعاون بين الصين والمالديف.
ومن المتوقع أن تشهد الدولتان الآسيويتان قفزة سريعة في تطوير علاقاتهما الثنائية وتمكين شعبيهما من التمتع بالمزيد من المكاسب المشتركة الناتجة عن تعاونهما الثنائي.
تعود الصداقة بين الصين والمالديف إلى زمن بعيد. في عهد أسرة مينغ، وصل الملاح الصيني تشنغ خه بأساطيل من السفن إلى المالديف مرتين. كما أرسل ملك المالديف يوسف مبعوثين إلى الصين في ثلاث مناسبات مختلفة.
كما كانت الدولة الجزيرة محطة هامة على طريق الحرير البحري القديم. فقطع الخزف الصيني القديم والعملات الصينية القديمة المكتشفة في المالديف تعد شاهدا تاريخيا على التبادلات الودية بين البلدين.
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمالديف قبل 52 عاما، يحترم البلدان ويدعمان دائما بعضهما البعض، ليضعا بذلك نموذجا يحتذى به في تعامل الدول الكبيرة والصغيرة مع بعضها البعض على قدم المساواة من أجل المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع.
خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس شي إلى المالديف في سبتمبر 2014، اتفق الجانبان على إقامة شراكة ودية وتعاونية شاملة موجهة نحو المستقبل، وتوجيه تنمية العلاقات لتمضي على مسار سريع.
وبعد ما يقرب من عقد من الزمان، دفعت زيارة مويزو إلى الصين العلاقات الثنائية مرة أخرى إلى آفاق جديدة. وسوف يغتنم الجانبان هذه الفرصة للعمل معا على بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين والمالديف.
صورة ملتقطة من الجو في 24 مارس 2022 تظهر الجسور التي بنتها الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية في هولهومالي بجزر المالديف. (الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية/نشرة عبر شينخوا)
يتمتع الجانبان الآن بثقة سياسية متبادلة متنامية. فبينما أكد مويزو مجددا على أن حكومة المالديف تلتزم بثبات بسياسة صين واحدة وتدعم الجانب الصيني في الحفاظ على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، أعربت الصين عن احترامها ودعمها للمالديف في استكشاف مسار التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية.
إن الثقة العميقة تعمل على تحفيز التعاون المزدهر. ففي إطار مبادرة الحزام والطريق، تم الانتهاء من إقامة جسر الصداقة بين الصين والمالديف ومشروع هولهومالي للإسكان الضخم الذي تولت الصين تشييده، وهو ما عاد بالفائدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمالديف وسكانها.
وقد تم التوقيع على المزيد من وثائق التعاون خلال زيارة مويزو للصين، تغطي مجالات مثل التعاون المشترك في إطار مبادرة الحازم والطريق، والتنمية الاقتصادية والتكنولوجية، والاقتصاد الأزرق، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الخضراء، والبنية التحتية والمساعدة المتعلقة بسبل العيش.
منذ أن استأنفت الصين السياحة الخارجية، سجل عدد السائحين الصينيين إلى المالديف ارتفاعا سريعا، ما ساهم في تسريع انتعاش صناعة السياحة في المالديف. فالإحصاءات الواردة من وزارة السياحة بالمالديف تبين أنه في عام 2023، استقبلت البلاد حوالي 187 ألف سائح صيني إجمالا، وأنه في عام 2024، من المتوقع أن يعود عدد السائحين الصينيين إلى صدارة القائمة.
تعد السياحة المنتعشة مثالا على التبادلات الشعبية الأوثق بين البلدين. ففي عام 2023، دخل اتفاق الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين الصين والمالديف حيز التنفيذ، ما زاد من تسهيل تبادل الأفراد بين البلدين.
خلال زيارة مويزو، قالت الصين إنها ستزيد عدد الرحلات المباشرة بين البلدين وستستقبل المزيد من الطلاب المالديفيين المتميزين للدراسة في الصين، ورحب الجانب المالديفي بمثل هذه الإجراءات الإيجابية التي تصب في صالح تعزيز التبادلات الشعبية وأعرب عن تطلعه إلى قدوم المزيد من السائحين الصينيين لزيارة المالديف.
واستشرافا للمستقبل، فإن العلاقات بين البلدين، التي صمدت أمام اختبار الزمن، ستفتح بالتأكيد فصلا جديدا وأكثر إشراقا.