الصين وفيتنام تتفقان على بناء مجتمع مصير مشترك يحمل أهمية استراتيجية
هانوي 12 ديسمبر 2023 (شينخوا) اتفقت الصين وفيتنام اليوم (الثلاثاء) على بناء مجتمع مصير مشترك يحمل أهمية استراتيجية.
أعلن الجانبان عن الوضع الجديد للعلاقات بين الحزبين والبلدين، واتفقا على بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية على أساس تعميق الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين.
جاء ذلك خلال زيارة الدولة الحالية التي يجريها شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني، إلى فيتنام.
حضر شي مراسم ترحيب أقامها الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ.
وعقب المراسم، عقد شي اجتماعا مع ترونغ. وقال شي إنه سعيد بزيارة فيتنام كما وعد، وإكمال الجولة الثالثة من الزيارات المتبادلة بين الزعيمين. وإن الصين مسرورة بالإنجازات التي حققتها فيتنام في السنوات الـ40 الماضية لـ"دوي موي"، قضية الإصلاح في البلاد، خاصة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ13 للحزب الشيوعي الفيتنامي.
وأضاف أن الصين تدعم فيتنام بقوة في مواصلة دفع قضية البناء الاشتراكي.
وأعرب عن ثقته في أن الحزب الشيوعي الفيتنامي والحكومة الفيتنامية سينفذان بنجاح، تحت القيادة الحازمة للحزب بقيادة الأمين العام ترونغ، الأهداف والمهام الرئيسية التي حددها المؤتمر الوطني الـ13 للحزب الشيوعي الفيتنامي، ما يرسي أساسا متينا لتحقيق الهدفين المئويين بنجاح.
وأوضح أن الصين وفيتنام دعمتا بعضهما البعض في نضالهما من أجل الاستقلال والتحرير الوطنيين، وتعلمتا من بعضهما البعض في تعهداتهما الخاصة بالإصلاح والانفتاح وكذلك الابتكار.
وذكر أن الصين تنظر دائمًا إلى علاقاتها مع فيتنام من منظور استراتيجي وطويل الأجل، مشيرًا إلى أنه في الوقت الحالي، تتكشف التغيرات في العالم والعصر والتاريخ بطريقة غير مسبوقة.
بصفتهما أكبر حزبين شيوعيين حاكمين في العالم، يلتزم كل من الحزب الشيوعي الصيني والحزب الشيوعي الفيتنامي بالماركسية وتطويرها، ويتبعان مسار الاشتراكية بثبات، ويقودان بلديهما في البناء الاشتراكي، وفقا لما قال شي.
وذكر أنه يتعين على الحزبين إدراك الأهمية الاستراتيجية الخاصة للعلاقات الصينية-الفيتنامية، وإحراز تقدم قوي في بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي من منظور تعزيز القوى الاشتراكية في العالم وضمان التقدم المطرد وطويل الأجل لقضية البناء الاشتراكي لكل منهما.
وقال إنه من خلال بذل جهود مشتركة، ستدخل العلاقات بين الصين وفيتنام مرحلة جديدة من الثقة السياسية المتبادلة، وتعاون أمني أكثر صلابة، وتعاون أعمق مفيد للطرفين، ودعم شعبي أقوى، وتنسيق متعدد الأطراف أوثق، وتعامل أفضل مع الخلافات.
وذكر أيضًا أن قضية البناء الاشتراكي في الصين وفيتنام ستتقدم بشكل مطرد وستقدم مساهمات جديدة في الاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة والعالم بأسره.
وقدم شي اقتراحًا من ست نقاط بشأن بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنام، أولها الالتزام بالاتجاه السياسي الصحيح.
وقال إنه يتعين على الصين وفيتنام الالتزام بالتوجيه الاستراتيجي عالي المستوى، وتعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بشأن حوكمة الحزب والدولة، والتعميق المشترك لفهم القوانين الحاكمة للأحزاب الشيوعية، فضلاً عن قوانين البناء الاشتراكي وتنمية المجتمع البشري.
وأضاف أنه يتعين على البلدين دعم بعضهما البعض بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الكبرى، والتمسك بشكل مشترك بالإنصاف والعدالة الدوليين.
وأوضح أنه يتعين على الجانبين أيضا تعميق الثقة المتبادلة بشأن الأمن.
وقال إنه يتعين على الجانبين إعطاء الأولوية للأمن السياسي الوطني، وضمان عدم تغيير العلم الأحمر للاشتراكية، وعدم ادخار أي جهد لمنع ونزع فتيل واحتواء جميع أنواع المخاطر السياسية والأمنية.
وأضاف شي أن الصين تدعم فيتنام بقوة في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والوحدة القومية، وهي أيضا على قناعة بأن فيتنام ستواصل دعمها للجانب الصيني في معارضة التدخل الخارجي ودفع القضيه العظيمة لإعادة التوحيد الوطني على نحو قوي.
وذكر أنه يتعين على البلدين رفع مستوى التعاون العملي.
وأوضح أن عملية التحديث التي تشمل أكثر من 1.4 مليار صيني فرصة عظيمة جلبتها الصين للعالم، مضيفًا أن الصين مستعدة لتشارك الفرص والسعي نحو تنمية مشتركة مع رفاقها الفيتناميين.
وقال شي إن المواءمة النشطة مع الخطوات الرئيسية الثماني لدعم التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق من قبل الجانب الفيتنامي أمر مرحب به، داعيا إلى توسيع التعاون في مجالات صاعدة مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء.
وقال إنه يتعين على الجانبين تنفيذ الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بشكل مشترك، وحماية نظام التجارة العالمي، وبناء سلاسل صناعة وإمداد عالمية آمنة ومستقرة وبدون عوائق وفعالة ومفتوحة وشاملة ومتبادلة النفع.
وأضاف أن الصين ستواصل تشجيع الشركات الصينية المؤهلة من أجل الاستثمار والقيام بأعمال تجارية في فيتنام، وتأمل في أن توفر فيتنام بيئة أعمال جيدة للشركات الصينية.
كما دعا شي إلى مزيد من الإسهام في تعزيز الدعم الشعبي للصداقة بين الصين وفيتنام.
ينبغي أن يركز التعاون الثنائي بشكل أكبر على الزراعة والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من المجالات المتعلقة بسبل معيشة الشعبين، مضيفا أنه يتعين على الجانبين تعزيز التعاون في مجالات مثل الشباب والسياحة، وكذلك على المستوى المحلي، وتعميق فهم الشعبين لمجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي وللصداقة التقليدية بين الحزبين والبلدين، وتعزيز الروابط بين جيلي الشباب في البلدين، من أجل ترسيخ الدعم الشعبي للصداقة بين الصين وفيتنام.
وأكد شي أنه يتعين على الصين وفيتنام العمل عن كثب بشأن القضايا الدولية والإقليمية، مشيرًا إلى أن الإنجازات الإنمائية الهامة للبلدين هي نتائج للعمل الشاق للجانبين وأيضا عالم منفتح وشامل، خاصة منطقة آسيا-الباسيفيك السلمية والمستقرة.
وقال إن الصين لا تنخرط في تكتلات حصرية أو سياسة التكتلات أو المواجهة بين المعسكرات، مضيفًا أن الصين مستعدة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف مع فيتنام، والعمل معها للتمسك بالتعددية الحقيقية، وزيادة صوت وتأثير الدول النامية في الشؤون الدولية.
كما دعا شي البلدين إلى إدارة الخلافات بشأن القضايا البحرية.
وذكر أنه يتعين على الجانبين مناقشة وتنفيذ المزيد من مشروعات التعاون البحري بنشاط، والسعي نحو تعزيز التنمية البحرية المشتركة، وتحويل التحديات التي تفرضها القضايا البحرية إلى فرص للتعاون الثنائي.
ونيابة عن الحزب والدولة والشعب في فيتنام، رحب ترونغ ترحيبا حارا بزيارة الدولة التي يجريها شي في فيتنام بمناسبة الذكرى الـ15 للشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والصين، وأعرب مرة أخرى عن خالص التهاني على الإنجازات الابتكارية النظرية والعملية الكبرى التي تحققت خلال المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني.
وقال إنه في ظل القيادة القوية للرئيس شي وتوجيهات فكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، حققت الصين إنجازات شاملة وتتزايد مكانتها ونفوذها الدوليان يوما بعد يوم. إن فيتنام سعيدة بصدق للصين الشقيقة.
تؤمن فيتنام بقوة بأنه تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها شي، ستحقق الصين جميع الأهداف التي حددها المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني كما هو مقرر، وستقدم إسهامات جديدة وهامة في قضية التقدم البشري.
وقال ترونغ إن شي رفيق وصديق يحظى باحترام وإعجاب الشعب الصيني. وذكر أن دعوة شي له لزيارة الصين مباشرة عقب المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني والزيارة الثالثة لـ شي إلى فيتنام كما وعد، تظهران بشكل كامل مشاعره الودية الخاصة تجاه فيتنام والمستوى العالي للعلاقات الفيتنامية-الصينية.
وأوضح أن الصداقة الفيتنامية-الصينية متجذرة مثل الرفاق والأشقاء، مضيفًا أنه ذهب شخصيًا منذ وقت ليس ببعيد إلى ممر الصداقة لزراعة شجرة صداقة، على أمل تسليط الضوء على الصداقة الأخوية الخاصة بين فيتنام والصين، وإرسال رسالة إيجابية عن الصداقة الخاصة بين البلدين.
وقدم ترونغ شكره للصين على اعتبار فيتنام أولوية في دبلوماسية الجوار ودعمها بقوة في قضية الإصلاح والابتكار والانفتاح والتصنيع والتحديث وتقديم مساعدة قيمة لها خلال الأوقات العصيبة مثل جائحة كوفيد-19.
وقال إن الجانب الفيتنامي يتمسك بقوة بمبدأ صين واحدة ويعترف بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ويدعم قضية إعادة توحيد الصين، ويعارض بحزم الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى "استقلال تايوان" بأي شكل من الأشكال.
وقال إن القضايا المتعلقة بهونغ كونغ وشينجيانغ وشيتسانغ جميعها شؤون داخلية للصين، مضيفا أن تعارض أي قوة للتدخل في شؤون الصين الداخلية وتأمل في أن تحافظ الصين على الاستقرار والتنمية والرخاء وتؤمن بذلك.
وأوضح أن فيتنام تلتزم بسياسة خارجية مستقلة وتعد تنمية العلاقات مع الصين أولوية قصوى وخيارا استراتيجيا.
وأضاف أن فيتنام على استعداد للعمل مع الصين لبناء مجتمع مصير مشترك فيتنامي-صيني يحمل أهمية استراتيجية، وتعزيز التعاون بشكل شامل في السياسة والاقتصاد والتجارة والأمن والمجالات غير الحكومية، وتقديم مثال جيد للمنافع المتبادلة والنتائج المربحة للجميع والتي تتفق مع المصالح المشتركة للحزبين والحكومتين والشعبين.
وقال ترونغ إن النزاعات البحرية ليست سوى جزء من العلاقات الفيتنامية-الصينية، وإن الجانبين يستطيعان التعامل معها بشكل مناسب بروح الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل، مضيفا أن فيتنام والصين تتشاركان الفكرة نفسها في حماية التعددية والنزاهة والعدالة الدوليتين وتعزيز السلام والتعاون والتنمية.
وقال إن المبادرات العالمية المهمة التي اقترحها شي، من بينها البناء المشترك للحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، تهدف إلى حماية المصالح المشتركة للبشرية جمعاء وتتوافق تماما مع القوانين الدولية، مشيرا إلى أن المبادرات قد اكتسبت دعما كبيرا واستجابة إيجابية من المجتمع الدولي وأن فيتنام تدعمها بقوة وتقف على استعداد للمشاركة فيها بشكل فعال.
وأوضح أنه في ظل الوضع الدولي المعقد الحالي، من المهم للغاية بالنسبة للبلدين والعالم أن تعمل فيتنام والصين بشكل وثيق في التعاون متعدد الأطراف وأن تعالجا بشكل مشترك مختلف التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية.
وذكر أنه على قناعة بأن زيارة شي ستصبح بالتأكيد علامة بارزة تاريخية في دفع العلاقات الفيتنامية-الصينية إلى مستوى أعلى، وستسهم في تحقيق السلام والتنمية في المنطقة والعالم.
وعقب المحادثات، شهد شي وترونغ عرض وثائق تعاون ثنائي وقعها الجانبان، وتغطي أكثر من 30 مجالا مثل تعاون الحزام والطريق، والفحص والحجر الصحي، والتعاون التنموي، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الخضراء، والنقل، والتعاون المحلي، والتعاون الأمني في الدفاع وإنفاذ القانون، والتعاون البحري.
ودعا ترونغ الرئيس شي إلى حديث بسيط في أثناء تناول الشاي. وواصل الأمينان العامان للحزبين التواصل المتعمق في جو مريح وودي.
يؤمن الزعيمان بأن الصين وفيتنام، باعتبارهما جارتين وديتين، تتشاركان المثل والأفكار نفسها. وباعتبارهما جارتين وشريكتين وشقيقتين ورفيقتين على نحو جيد، فإن الدولتين تتمتعان بمزايا مناخية وجغرافية وبشرية فريدة مواتية لبناء مجتمع مصير مشترك يحمل أهمية استراتيجية.
وقالا إنه يتعين على الجانبين مواصلة الصداقة التقليدية التي صاغها قادة الجيل الأقدم، وبذل جهود مشتركة لبناء مجتمع مصير مشترك، واتخاذ مسار التحديث الخاص بكل منهما، وتحقيق منافع متبادلة ونتائج مربحة للجانبين، والتعلم من بعضهما البعض، وإفادة الشعبين، وتقديم إسهامات إيجابية في السلام والرخاء الإقليميين.
كما اتفقا على إصدار بيان مشترك بشأن مواصلة تعميق ورفع مستوى الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة وبناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية.