مقالة خاصة: مسؤولون وخبراء صينيون وعرب يبحثون بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد
بكين 9 نوفمبر 2023 (شينخوا) عقد منتدى التواصل بين الحضارتين الصينية والعربية ومسارات التحديث، برعاية مدرسة الحزب باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني (الأكاديمية الوطنية للحوكمة)، يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة الصينية بكين.
وحضر المنتدى مسؤولون حكوميون وخبراء وعلماء من الصين والدول العربية، بما في ذلك الجزائر ومصر وقطر والمغرب، حيث استعرضوا التاريخ الطويل من التبادلات والتعلم المتبادل والتعاون الودي بين الحضارتين الصينية والعربية، بهدف التباحث والتدارس حول بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد.
وقال لي ون تانغ، نائب رئيس مدرسة الحزب باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني (الأكاديمية الوطنية للحوكمة)، إنه في ظل تسارع وتيرة التغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن، يكتسب تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية والتعاون بين الحضارتين الصينية والعربية أهمية خاصة للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين ودفع تنمية البشرية وتقدمها، مضيفا أن التعاون بين الجانبين الصيني والعربي نموذج يُحتذى به لتعاون الجنوب-الجنوب، ويتعين على الجانبين التفعيل الكامل لدور حضارتيهما في التحديث والعولمة، ودفع تطور النظام العالمي نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا.
وبدوره، قال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، إن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية التي طرحتها الصين، تسهم في تحقيق التعايش السلمي والتنمية والرخاء لجميع الأطراف، ضاربا المثل بمشروعين نموذجيين بين المغرب والصين، هما محطة لتحلية مياه البحر ومزرعة تجريبية للزراعة الصحراوية. وأوضح أن التكنولوجيا الصينية ساهمت مع الحكمة الصينية والحلول الصينية في التحديث العربي، وأن التبادلات بين الحضارتين العربية والصينية جسر لنقل المعارف وللتعاون الشامل بين الجانبين.
وقال تانغ تشي تشاو، مدير مكتب البحوث السياسية بمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" من قبل الصين والدول العربية يلعب دورا مهما في تعزيز النهضة العظيمة للأمتين الصينية والعربية، ودفع عملية التحديث في الصين والدول العربية، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي، تعمل الصين والدول العربية على استكشاف مسارات التحديث التي تناسب ظروفها الوطنية، وقد وفر التحديث الصيني النمط شكلا حضاريا جديدا للعالم، ومن المؤكد أن التحديث في الدول العربية سيستفيد من هذا المسار.
ومن جهته، قال محمد عبد الوهاب شادي، الأمين العام للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بمصر، إن العلاقات بين مصر والصين نموذج متميز للتعاون الدولي الساعي للسلام، وإرساء دعائم التنمية، مؤكدا أن العلاقات الثنائية تتجه نحو المستقبل لآفاق أوسع بخطى قوية مستندة إلى رصيد غني من المواقف المتبادلة المشرفة والداعمة للجانبين المصري والصيني انطلاقا من أنهما حضارتان يجمعهما تاريخ حافل بالنضال والكفاح من أجل التنمية في إطار الاحترام والتفاهم والمنفعة المتبادلة.
ويعد هذا المنتدى أحد ثلاثة منتديات فرعية لمنتدى التواصل بين الحضارات والتنمية العالمية المنعقد خلال الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر الجاري. أما المنتديان الآخران فهما منتدى التواصل والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والأوروبية ومنتدى مسارات التحديث وبناء القيادات بين الصين وآسيا الوسطى.