عشرة أعوام ... التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق" يواصل نتائجه المثمرة
في الصورة الملتقطة يوم 23 مايو 2023، التقني الصيني جيانغ لي بينغ (إلى اليمين) والمتدرب هوراسي أويتي يمران أمام عربة قطار على خط موباسا-نيروبي للسكة الحديدية في نيروبي الكينية. (شينخوا)
بكين 13 أكتوبر 2023 (شينخوا) بعد عقد على إطلاقها، أحرزت مبادرة "الحزام والطريق" فوائد مستدامة وحققت نجاحاً أولياً في دفع التنمية والازدهار المشتركين للدول المشاركة، على الرغم مما يشهده العالم من وضع متغير.
مسترشداً بمبادئ التشاور الشامل، والمساهمة المشتركة، والمنافع المشتركة، غطى التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، معظم دول العالم. وحتى شهر يونيو عام 2023، وقّعت الصين أكثر من 200 اتفاقية تعاون في إطار المبادرة مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية على امتداد القارات الخمس، ما أثمر عدداً من المشاريع البارزة إلى جانب ما بات يُعرف بالبرامج "الصغيرة لكن الجميلة" التي تُركز على تحسين معيشة الشعوب.
يصادف العام الجاري الذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، وخاصة مع اقتراب الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقدها في الفترة ما بين يومي 17 و18 أكتوبر الجاري في بكين، يبدو من الهام والضروري تسليط الضوء على شعبية المبادرة ونتائجها البارزة للرد على المنتقدين الذين يُصدّرون موقفاً سلبياً تجاه المبادرة ويواظبون على تشويه صورتها من خلال افتراء شتى أنواع الأكاذيب والخدع.
في الفترة ما بين عامي 2013 و2022، وصلت قيمة التجارة بين الصين والدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" إلى 19.1 تريليون دولار أمريكي، بمعدل نمو بلغ 6.4 بالمائة سنوياً. كما بلغ حجم الاستثمار التراكمي مزدوج الاتجاه بين الصين والدول المشاركة 380 مليار دولار أمريكي، بما فيها 240 مليار دولار أمريكي استثمرته الصين في الدول المشاركة.
وتم إكمال بناء سلاسل المشاريع البارزة المنجزة ووضعها قيد التشغيل في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، بما فيها خط سكك حديد الصين-لاوس، وخط سكك حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة، وخط سكك حديد مومباسا-نيروبي، ما أسهم في تحسين البنية التحتية للدول المشاركة وتعزيز الترابط بشكل كبير.
في الصورة الملتقطة يوم 9 مارس 2023، قطار شحن على خط الصين-أوروبا يتجه إلى ييوو الصينية من مدريد الإسبانية. (شينخوا)
وفيما يتعلق بمشاريع التعاون المحددة، زاد حجم مناولة البضائع السنوي من ميناء بيرايوس في اليونان إلى أكثر من 5 ملايين حاوية معيارية بحجم 20 قدماً، حيث باتت محطة الحاويات في بيرايوس حالياً بين أكبر 40 ميناء في العالم. وقبل استثمارات الصين في الميناء المذكور، كان يحتل المرتبة الـ 93. أما ميناء هامبانتوتا الدولي في سريلانكا، فإنه يواصل تقدمه بثبات نحو هدفه في أن يصبح مركزاً هاماً في المنطقة، مع زيادة الناتج السنوي من البضائع السائبة إلى 1.21 مليون طن.
ولتوسيع قنوات ومنصات الاستثمار والتمويل، قامت الصين بتمويل إنشاء صندوق طريق الحرير وأسست البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، بالتشارك مع دول أخرى، ليكون ذلك بمثابة تكملة لمؤسسات التمويل متعددة الأطراف الأخرى، ومساعدة لسد الثغرات المالية في تحسين منشآت البنية التحتية في البلدان النامية.
وبذلك؛ خلقت مبادرة "الحزام والطريق" التي تتميز بالتعاون المنفتح والأخضر والنظيف، خلقت نموذجا جديداً للتعاون، وباتت أكبر منصة عالمية للتعاون الدولي والمنفعة العامة الشعبية. كما حققت نتائج ملحوظة في دفع الترابط في مجالات السياسات والبنية الأساسية والتجارة والتمويل والروابط الشعبية، وإعادة تقوية القدرة التنموية للدول ذات الصلة، وتحسين معيشة الشعوب، وتمهيد الطريق نحو التنمية والازدهار المشتركين.
لقد أُدرجت مبادئ التعاون ذات الصلة بمبادرة "الحزام والطريق" في وثائق منظمات من بينها الأمم المتحدة ومجموعة العشرين. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أنه وبحلول عام 2030، يمكن أن تنتشل الاستثمارات ذات الصلة بالمبادرة 7.6 مليون شخص من براثن الفقر المدقع، و32 مليون شخص من براثن الفقر المعتدل.
وفي السياق ذاته؛ قال كيفين بي جالاجر، مدير مركز سياسات التنمية العالمية في جامعة بوسطن، إن التقدم الشامل المحرز في تعاون "الحزام والطريق" حظي بالاعتراف والتقدير عالمياً، حيث عادت المبادرة على مدار عقدها الأول بفوائد كبيرة على جنوب العالم والاقتصاد العالمي، مضيفاً أن ذلك لم يعمل فقط على زيادة القدرة على الترابط من خلال بناء الطاقة والبنية الأساسية وإطلاق إمكانيات النمو، بل يوسع أيضاً القدرة على وصول الفقراء إلى الطاقة في مختلف أنحاء العالم.
وبينما يستعد ممثلون من أكثر من 130 بلداً وأكثر من 30 منظمة دولية لتقديم الحكمة وخلق زخم جديد وبناء توافقات في الآراء خلال دورة المنتدى المقبلة في بكين، تتحضر المبادرة لإظهار الحيوية والإبداع والانفتاح بشكل أكبر أمام الفرص الجديدة للتنمية والرخاء المشتركين بين البلدان المشاركة على مدار السنوات العشر الثانية.