مقالة خاصة : التعاون الصيني العربي يجلب آفاقا جديدة لمكافحة التصحر
ينتشوان 7 أكتوبر 2023 (شينخوا) خلال زيارة عدد من المسؤولين القادمين من جامعة الدول العربية ودول عربية وإفريقية وآسيوية، منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين، شهدوا مزارعين محليين يستخدمون حزمة من القش لتثبيت الرمال على الكثبان الرملية، وفوجئوا بهذه التقنية البسيطة والفعالة.
في أواخر سبتمبر، قام حوالي 20 شخصا من باكستان ونيجريا وسوريا وغيرها من 13 دولة ومنطقة ومنظمة دولية، بزيارة صحراء ماوووسو في محمية بايجيتان الطبيعية الوطنية في مدينة لينغوو بمنطقة نينغشيا. وجاء هذا الفريق لاستكشاف التقنيات الصينية لمكافحة التصحر وتنفيذ الاستعادة الإيكولوجية، وكانت زيارة مثمرة.
في صحراء ماوووسو، ينتشر القش على الأرض على أشكال مربعات، تبدو مثل رقعة الشطرنج الصينية. يساعد القش في تثبيت الرمال والسماح للنباتات بالنمو على السطح.
وبفضل العمل الدؤوب للمزارعين تحولت الصحراء إلى واحة خضراء، وبسبب إصرارهم على هذه المهمة التي تبدو مستحيلة لقبهم الناس بـ" يويقونغ العصر الحديث"، في إشارة إلى أسطورة صينية قديمة تدور حول قصة عجوز اسمه يويقونغ أزال جبلًا من أمام منزله بيديه العاريتين.
وجاءت الرحلة الميدانية التي قام بها الفريق الدولي في إطار منتدى حول التصحر، وكان جزءاً من المعرض الصيني-العربي الذي عقد في ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا، في أواخر سبتمبر الماضي.
قال أحد المسؤولين الزائرين: " لقد وصل التصحر إلى نقطة حرجة في العديد من الدول العربية. وتتطلب قضية مكافحة التصحر تعاونًا دوليًا. نحن ممتنون للمضيفين لتنظيم هذه الرحلة، التي تعطينا فهمًا حقيقيًا لكيفية معالجة الصين لهذه المشكلة".
وتعاون الجانبان الصيني والعربي في هذا المجال لعديد من الأعوام. في أغسطس من هذا العام، أنشأت الصين وجامعة الدول العربية مركزًا دوليًا لبحوث الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي في بكين.
في هذا السياق، قال وانغ هوا، مسؤول من الهيئة الوطنية للغابات والمراعي إن الصين ستوفر الأفراد والدعم التشغيلي اللازم للمركز. وستعمل بشكل مشترك لتوفير الدعم المالي لتشغيل مركز البحوث وإقامة شراكات مع مختلف الأطراف.
وشارك الخبراء الصينيون في المنتدى أيضا آراءهم حول كيفية تحويل الصحارى إلى قواعد توليد الكهرباء بالطاقة الكهروضوئية. خلال أبحاثهم التي أجريت مؤخرا في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بالقرب من دبي، في الإمارات العربية المتحدة، صمم بعض المهندسين الصينيين حاجزا خاصا لمنع الرمال من غزو فرع توليد الكهرباء في المجمع، مع صنع تركيبة لتثبيت التربة في الفرع.
ذكر فنغ تشي، أكاديمي بالأكاديمية الصينية للهندسة، أن الصين والدول العربية تواجه العديد من المشاكل الطبيعية والاجتماعية المتشابهة في مناطقها الصحراوية، مثل التصحر الواسع النطاق والأضرار الناجمة عن الصحارى والتخلف في المجالات الاجتماعية والاقتصادية بسبب الصحارى.
وأضاف فنغ، "يمكن للصين أن تشارك بعمق في مشاريع مثل مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ومبادرة السور الأخضر العظيم في الصحراء الكبرى، حيث تقدم خبرتها بشأن الوقاية من التصحر ومكافحته للدول العربية والإفريقية، وتجري في نفس الوقت أبحاثا علمية مشتركة".