مقابلة خاصة: مسؤول عربي: معرض الصين والدول العربية فرصة لتعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار المشترك
زوار يتعرّفون على معدات طاقة معروضة في منطقة معرض الطاقة النظيفة والمواد الجديدة خلال الدورة الخامسة من معرض الصين والدول العربية في مدينة ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين في 22 أغسطس 2021. (شينخوا)
القاهرة 18 سبتمبر 2023 (شينخوا) أكد السفير علي بن إبراهيم المالكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية، أن معرض الصين والدول العربية، يعد فرصة ثمينة لتعزيز التبادل التجاري، واكتشاف الفرص الاستثمارية المشتركة.
وقال المالكي، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن الدورات الخمس السابقة لمعرض الصين والدول العربية شهدت التوقيع على كثير من الاتفاقيات، معتبرا أن المعرض فرصة ثمينة لفتح وتعزيز آفاق ومجالات واسعة للتعاون. وأشار إلى أنه في كل دورة للمعرض يتم اكتشاف مجالات وفرص جديدة للتعاون والاستثمار بين الجانبين العربي والصيني، "وهو أمر مهم للغاية".
سيُقام معرض الصين والدول العربية في دورته السادسة في مدينة يينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين، خلال الفترة من 21 إلى 24 سبتمبر الجاري، وسيستقطب الحدث مشاركة ممثلين من 14 حكومة و13 منظمة دولية وإقليمية بالإضافة إلى مؤسسات أجنبية في الصين، وأكثر من 60 جمعية ومؤسسة أعمال أجنبية، حسبما كشف مسؤولون في مؤتمر صحفي عقد في نهاية يوليو.
وأضاف المالكي، وهو أيضا رئيس وفد جامعة الدول العربية بالمعرض، أن المعرض يُعتبر أحد نشاطات منتدى التعاون الصيني- العربي الذي تأسس في عام 2004، وسوف يتزامن مع إقامة المعرض انعقاد قمة الأعمال الصينية- العربية.
وشدد على أن المعرض لعب دورا مهما في تعزيز وزيادة التبادل التجاري العربي - الصيني على مدار السنوات العشر الماضية، مشيرا إلى ارتفاع التبادل التجاري خلال هذه السنوات ليقترب من الضعف، بالإضافة إلى إبرام العديد من الاتفاقيات في ظل الاهتمام الصيني - العربي البالغ بتعزيز التعاون بينهما خاصة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري، منوها إلى أن "المعرض يحقق بالتأكيد فائدة كبيرة للجميع".
واعتبر معرض الصين والدول العربية فرصة سانحة أيضا لاكتشاف الفرص الاستثمارية، حيث يعقد على هامشه العديد من الاجتماعات واللقاءات الثنائية والجماعية سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى رجال الأعمال بالإضافة إلى المنتديات وورش العمل، ما يفتح آفاقا جديدة لإقامة مشروعات استثمارية وطرح أفكار جديدة لتطوير الاستثمار الموجود.
وأعرب عن اعتقاده بأن الدورة المرتقبة من معرض الصين والدول العربية ستشهد توقيع الكثير من الاتفاقيات، قائلا "علمت أن نسبة الحضور ستكون كبيرة هذه الدورة على المستويين الرسمي ورجال الأعمال، خاصة وأن الظروف التي تمر بها المنطقة والأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم حاليا تعد دافعا كبيرا للبحث عن فرص جديدة واستكشاف مجالات جديدة للاستثمار والتعاون المشترك".
وذكر أن جامعة الدول العربية بذلت جهودا حثيثة للمساهمة في إنجاح هذا المعرض سواء من خلال التحضيرات أو من خلال المشاركة بالمعرض، منوها إلى أن الجامعة تعمل عليه منذ فترة طويلة من خلال دعوة الجهات والأطراف العربية المختلفة المعنية وخاصة الاتحادات التجارية والمنظمات والاتحادات المعنية للمشاركة بالمعرض.
وأشار إلى أن الجامعة العربية ستشارك بقوة في كل ورش العمل والاجتماعات واللقاءات التي ستعقد خلال فترة المعرض، كما تعمل على تنظيم عدد من اللقاءات الثنائية.
ونبه السفير علي بن إبراهيم المالكي إلى أن هناك حرصا صينيا- عربيا كبيرا على استمرارية هذا المعرض المشترك، معربا عن تفاؤله الشديد بنجاح هذه الدورة من المعرض.
وعبر المالكي عن سعادته بما يوليه الجانب الصيني من اهتمام كبير لتعزيز العلاقات مع الجانب العربي، مؤكدا أن العلاقات العربية - الصينية تجاوزت العلاقات التقليدية وأصبحت علاقة استراتيجية بالغة الأهمية للجانبين.
وأوضح أنه من حسن الطالع أن يتم الاحتفال هذا العام بمرور عشر سنوات على عقد معرض الصين والدول العربية، وأيضا على إطلاق مبادرة الحزام والطريق، وسيتم الاحتفال العام المقبل بمرور 20 عاما على تأسيس منتدى التعاون العربي- الصيني.
وعلى مدى السنوات العشر الماضية، اجتذب معرض الصين والدول العربية أكثر من 400 ألف مشارك و6000 مؤسسة أعمال من 112 دولة ومنطقة، حيث وقعوا أكثر من 1200 مشروع تعاون في مجالات مثل الزراعة الحديثة والتكنولوجيا الفائقة والطب الحيوي.
والصين الآن هي أكبر شريك تجاري للبلدان العربية حيث تضاعف حجم التجارة الصينية-العربية تقريبا من 222.4 مليار دولار أمريكي في عام 2012 إلى 431.4 مليار دولار أمريكي العام الماضي.
وفيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق، أكد المالكي أنها تلعب دورا بالغ الأهمية ليس من الجانب الاقتصادي والتجاري فحسب، وإنما من جميع الجوانب خاصة في ظل ما توفره هذه المبادرة من حزم تمويلية، بالإضافة إلى تركيزها على الجوانب المتعلقة بالتنمية من خلال ما تنفذه من مشاريع تنموية في الدول المشاركة فيها وهي مشاريع تحتاج إليها هذه الدول بشدة.
ولفت إلى أن الكثير من الدول العربية تستفيد بشكل كبير من مبادرة الحزام والطريق خاصة وأنها تقوم على تحقيق المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة والاحترام بين الأطراف جميعا.
وأردف قائلا "لا شك أن هذه المبادرة من شأنها أن تؤثر إيجابيا وبشكل كبير على التجارة والتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، وهو أمر لا يصب في صالح الدول المشاركة فيها فحسب وإنما في صالح المجتمع الدولي ككل".
واختتم المالكي اللقاء بالتأكيد على أن الصين بلد عريق وذو حضارة عظيمة ويشهد تطورا سريعا ولافتا للغاية وبشكل مستمر، وأنه في كل مرة يزور فيها الصين يلحظ تنمية متسارعة وتركيزا كبيرا من جانب الصينيين على البناء التنموي والتكنولوجي والحضاري وتحقيقهم لقفزات اقتصادية كبيرة للغاية.