مقالة خاصة: بانضمام الاتحاد الأفريقي.. مجموعة العشرين توسع التعاون وفرص التنمية في الجنوب العالمي

التاريخ: 2023-09-12 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 9 سبتمبر 2023 مبنى مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا بإثيوبيا. (شينخوا)

نيو دلهي 10 سبتمبر 2023 (شينخوا) بعد قبول الاتحاد الأفريقي كعضو دائم، اتخذت مجموعة العشرين خطوة تاريخية إلى الأمام في تحسين الحوكمة العالمية وتنشيط التعاون الاقتصادي الدولي.

ويمنح التوسع الذي وافق عليه أعضاء مجموعة العشرين يوم السبت، الدول النامية صوتا وتمثيلا أكبر. وستنجذب المزيد من فرص التعاون والتنمية نحو الجنوب العالمي حيث تعهدت الصين والاقتصادات الكبرى الأخرى بتقديم دعم قوي للمنطقة لتسطع على الساحة العالمية.

-- شغل المقعد

وسط هتافات وتصفيق من القادة العالميين الحاضرين، تولى رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس جزر القمر غزالي عثماني، مقعده ممثلا للتكتل القاري الذي يضم 55 عضوا في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة العشرين الـ18 التي عقدت في نيودلهي يوم السبت.

وأشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي بالعضوية، قائلا إنها ستزيد من انخراط القارة ومساهماتها في مواجهة التحديات العالمية.

وتأسست مجموعة العشرين في عام 1999 استجابة للعديد من الأزمات الاقتصادية العالمية، وهي منتدى رئيسي لمناقشة القضايا المالية والاقتصادية. كانت تضم سابقا 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

ومنح العضوية للاتحاد الأفريقي سيمنحه نفس وضع الاتحاد الأوروبي، مقارنة بتسميته السابقة "منظمة دولية مدعوة".

وذكر الخبراء أن العضوية الدائمة في مجموعة العشرين تشير إلى صعود القارة الأفريقية، التي من المتوقع أن يتضاعف عدد سكانها الفتي البالغ أكثر من مليار نسمة بحلول عام 2050، بحيث يشكلون ربع إجمالي سكان العالم.

وقال ويرون فيشايونغفاكدي، مدير مركز أبحاث تايلاند-الصين لمبادرة الحزام والطريق، إن "هذه الخطوة تعزز حقا تأثير مجموعة العشرين على الاقتصاد العالمي وتؤكد مساهمتها في التنمية الاجتماعية البشرية".

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 11 يناير 2023 مبنى المقر الرئيسي للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الذي شيد بدعم من الصين، في أديس أبابا بإثيوبيا. (شينخوا)

-- تمهيد الطريق

وأعرب ماثابيلو مونايسا، عضو وفد جنوب أفريقيا إلى قمة مجموعة العشرين، عن تقديره لدور الصين في دعم انضمام الاتحاد الأفريقي إلى المجموعة ، قائلا "أرى شيئا رائعا حقا يحدث".

وذكرت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي دوري يوم الخميس أن الصين تعتبر هي الدولة الأولى التي أعربت بصراحة عن دعمها لعضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين.

وفي حوار قادة الصين وأفريقيا في جوهانسبرغ الشهر الماضي، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين ستعمل بنشاط لدعم منح العضوية الكاملة للاتحاد الأفريقي في الكتلة.

وأوضحت ماو أن الصين تدعم الاتحاد الأفريقي في أن يلعب دورا أكبر في الحوكمة العالمية.

وقال جوزيف ماثيوز، وهو أستاذ بارز في جامعة بيلتي الدولية في بنوم بنه، إن هذه الخطوة ستضخ قوة دفع جديدة في العلاقات الصينية-الأفريقية.

وأفاد أنه "من خلال هذا الدعم القوي، ستكون العلاقات الودية والتعاون بين الصين وأفريقيا أعمق جذورا"، مشيرا إلى أن الصين هي أكبر مستثمر ومانح للقارة منذ عقود.

وقال الرئيس شي، في اجتماع عُقد على هامش قمة بريكس في أغسطس الماضي، إن "الصين صديقة يمكن لإفريقيا الاعتماد عليها. وعلى مدار العقد الماضي، قدمت الصين قدرا كبيرا من مساعدات التنمية لأفريقيا وساعدت في بناء أكثر من 6000 كيلومتر من السكك الحديدية، وأكثر من 6000 كيلومتر من الطرق السريعة، وأكثر من 80 منشأة كهربائية كبيرة في القارة".

وأشار كافينس أدهير، وهو باحث في العلاقات الدولية مقيم في كينيا، إلى أن "الصين كدولة نامية، دافعت ولا تزال تدافع عن حقوق الدول النامية الأخرى، وخاصة تلك التي تنتمي إلى الجنوب العالمي".

وقال إن المبادرات التي أطلقتها واقترحتها الصين لدعم برامج التنمية بين الاقتصادات الناشئة أثبتت أن الصين "رائدة الدفاع عن حقوق الدول الضعيفة".

وذكر ماثيوز "لطالما قدمت الصين الاحترام والتقدير والدعم لأفريقيا، وقد تقاسم الشعب الصيني السراء والضراء والمساعدة المتبادلة مع الشعوب الأفريقية".

وتأكيدا على دور الصين في دعم انضمام الاتحاد الأفريقي إلى المجموعة، قال ماثيوز إن "هذه الخطوة ستمهد الطريق وتفتح الأبواب أمام استثمارات أجنبية مباشرة جديدة في التنمية الاقتصادية والبنية التحتية في القارة".

قطار أثناء تشغيل تجريبي لنظام النقل بالسكك الحديدية الخفيفة، الذي نفذته شركات صينية ومصرية، في شرق القاهرة بمصر في 3 يوليو 2022. (شينخوا)

-- تلبية النداء

ورحبت العديد من الدول بانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين، مؤكدة تأييدها الطويل الأمد لدعم تعزيز صوت أفريقيا.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان يوم السبت إن القرار "يمثل خطوة قيمة لانتشار التعددية الفعالة في العلاقات الدولية".

وأفاد كيث بينيت، مستشار العلاقات الدولية في لندن، إن دعم إدخال الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين هو "مسألة عدالة وبراغماتية على حد سواء".

وأضاف بينيت أنه "يعكس حقيقة أن الدول النامية لم تعد راضية أو مستعدة لأن تكون مجرد 'متلقية للقواعد' ضمن ما يسمى بـ'النظام الدولي القائم على القواعد'، الذي ابتكرته وفرضته حفنة من القوى الغربية لخدمة مصالحها الضيقة".

وأشار إلى أنه "مع تغيرات في العالم لم يسبق رؤيتها منذ قرن من الزمان، لا يمكن لمجموعة العشرين الحفاظ على أهميتها وتعزيزها إلا إذا كانت تمثيلية بحق. وهذا غير ممكن بدون تمثيل أفريقي مناسب".

وقال فيشايونغفاكدي إن انضمام الاتحاد الأفريقي يقدم أيضا مثالا للدول النامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ للمشاركة بشكل أكثر نشاطا في الاقتصاد العالمي، مضيفا أن "زيادة مشاركة المزيد من البلدان النامية في الحوكمة العالمية ستكون اتجاها إنمائيا عالميا".

وقال عالم الاجتماع السنغالي مامادو ضيوف إنه يتعين على جميع البلدان النامية أن تتحد لخلق نمو اقتصادي وتنمية مستدامة واقتصادات خضراء.

وأفاد ضيوف "لا يمكن لأي بلد نام بمفرده أن يتعامل مع التحول نحو التنمية المستدامة والصعود دون الارتباط مع البلدان الأخرى".

تحرير: تشن لو يي