مقابلة خاصة: خبير مصري: جهود الصين لمكافحة التصحر مصدر إلهام لإفريقيا
في الصورة الملتقطة يوم 7 يونيو 2023، عمال يضعون حواجز من القش لمكافحة اجتياح الرمال في محمية بايجيتان الطبيعية الوطنية بمدينة لينغوو، التي تقع في حدود صحراء مو أوس، في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي في شمال غربي الصين. (شينخوا)
القاهرة 7 سبتمبر 2023 (شينخوا) أكد خبير البيئة المصري الدكتور مجدي علام أن الجهود المتواصلة التي بذلتها الصين للسيطرة على التصحر على مر السنين تعد قوة دافعة للتنمية الخضراء في العالم، خاصة في الدول الإفريقية.
وقال علام، وهو أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "تحويل الصحاري في الصين إلى غابات يعد مصدر إلهام للدول الإفريقية التي تكافح تدهور الأراضي".
وأضاف أن تحقيق الصين خطوات كبيرة في معالجة قضايا الأرض بشكل عام مثل الجفاف والأعاصير وارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري يعد مساهمة حقيقية في الحفاظ على النظام الإيكولوجي العالمي.
وأشار إلى أن الصين تمكنت من تحويل التلال والجبال إلى مناظر طبيعية خلابة من خلال زراعة الأشجار، موضحا أن الصين استخدمت الأشجار كثيفة الأوراق التي تشكل مصنعا للأكسجين وبالوعة صرف لثاني أكسيد الكربون.
وفي الفترة ما بين عامي 2012 و2022، قامت الصين بتشجير مساحة 64 مليون هكتار، بينما حسنت 11 مليون هكتار من المروج، كما شهدت إضافة أو معالجة 800 ألف هكتار من الأراضي الرطبة، بحسب بيانات رسمية.
وخصصت الصين يوم 12 مارس كـ "يوم التشجير الوطني" في عام 1979. ومنذ ذلك الحين زرع المتطوعون من المواطنين الصينيين قرابة 78.1 مليار شجرة بين عامي 1982 و2021 في شتى أنحاء البلاد، وفق البيانات الرسمية.
وقال خبير البيئة المصري إن الصين عمليا لديها تجربة قديمة في الاستعانة بالشباب، خاصة في العطلة الصيفية في زراعة الأشجار للحفاظ على الغطاء الأخضر وتوسيع رقعته.
واستطرد قائلا إنه "عبر التكيف مع مختلف أنواع الطقس والتربة والمناطق والنظم الإيكولوجية، تقدمت الصين نحو التنمية الخضراء من خلال إنشاء أحزمة خضراء حول العديد من المدن وزراعة مساحات واسعة من الأراضي للسيطرة على التصحر أو تآكل التربة".
وأكد أن "الصين نموذج حقيقي للتكيف مع ظاهرة تغير المناخ".
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة، أن الأراضي الجافة تغطي حاليا 46.2 في المائة من مساحة الأراضي في العالم، وهي موطن لثلاثة مليارات نسمة، وهذه الأراضي معرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ، إذ ترتفع درجة حرارتها بواقع الضعف مقارنة بالمناطق الرطبة.
وقال خبير البيئة المصري إن معظم الدول الإفريقية تكافح تدهور حالة الأراضي الزراعية المرتبطة بالأنشطة البشرية والصدمات المناخية، مضيفا أن الصين وضعت الركيزة للسيطرة على التصحر وتقديم الخبرات للدول الإفريقية.
واعتبر علام أن السور الأخضر العظيم، وهو مبادرة لزيادة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة الساحل المتاخمة للصحراء الكبرى في إفريقيا، يعد مثالا على نجاح الصين في نقل خبرتها للعالم.
وأوضح أن البرامج الصينية - الإفريقية المشتركة بشأن البيئة مكنت الصين من تقديم التكنولوجيا والخبرة للدول الإفريقية لوقف انتشار الصحاري وزحف الرمال على المناطق الزراعية.
وأكد أن "هناك طفرة في الاستثمارات الصينية في الدول الإفريقية، حيث تعد السيطرة على الصحراء أولوية إفريقية، ويمكن للجانبين تنسيق التعاون بينهما لحماية الحواف الخاصة بالحقول والمناطق الزراعية من حركة الكثبان الرملية والأعاصير".
ورأى علام أن الأحزمة الخضراء، وهي نموذج صيني ناجح، أرخص وسيلة للحد من الآثار السلبية للكثبان الرملية وحماية المحاصيل التقليدية من الانقراض.