الصين وبنين تقيمان شراكة استراتيجية خلال اجتماع بين رئيسي البلدين في بكين
بكين أول سبتمبر 2023 (شينخوا) أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره البنيني باتريس أثاناسي جيوم تالون، اليوم (الجمعة)، إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وبنين.
جاء هذا الإعلان خلال محادثات جرت في قاعة الشعب الكبرى في بكين بين شي وتالون الموجود حاليا في الصين في زيارة دولة.
وخلال محادثاتهما، أشار شي إلى أن العلاقات بين الصين وبنين تمتعت بقوة دافعة سليمة للتنمية خلال الأعوام القليلة الماضية، مع تحقيق تقدم قوي في التعاون العملي.
وقال شي إن البلدين قدما الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض، وحافظا على اتصال وتنسيق سليمين في الأحداث متعددة الأطراف.
وأضاف أن "الصين تولي أهمية كبيرة لتنمية العلاقات مع بنين، ومستعدة للحفاظ على تبادلات أوثق على جميع المستويات وتعميق التعاون الودي ومتبادل المنفعة في مختلف المجالات والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد".
وشرح شي الدلالات الأساسية للتحديث صيني النمط، قائلا إن الصين شرعت في مسار تحديث مختلف عن مسار التحديث الغربي. وأشار إلى أن الأساس يكمن في الالتزام الدائم بالظروف الوطنية للصين ومسار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وقال شي إن الصين تدعم بنين في استكشاف مسار تنمية يتناسب مع ظروفها الفعلية بشكل مستقل، ومستعدة لتعزيز التبادلات في خبرات الحوكمة مع بنين ومشاركة خبرات الإصلاح والتنمية معها ودعم بعضهما البعض بحزم وتحقيق تنمية مشتركة.
وأضاف شي أن الصين تشجع شركاتها على الاستثمار في بنين والتعاون معها، وترحب ببنين لتعزيز دخول منتجاتها عالية الجودة ذات المزايا الفريدة إلى السوق الصينية، من خلال الاستفادة الكاملة من الأحداث واسعة النطاق، مثل قمة التجارة العالمية في الخدمات والمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الإفريقي.
كما أكد شي أهمية التعاون الثنائي في التعليم والرعاية الصحية وبناء ورشة لوبان، وهو مشروع تم تسميته نسبة للحرفي الصيني القديم لو بان لتوفير التدريب على المهارات المهنية للسكان المحليين.
ودعا شي الجانبين إلى تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وفي الأمن، والعمل بشكل وثيق للتنسيق في الشؤون الدولية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية والنزاهة والعدالة الدوليتين، وحماية السلام والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي.
وقال شي إن عام 2023 يوافق مرور 10 سنوات على اقتراحه سياسة الصين تجاه إفريقيا والتي تتسم بمبادئ الإخلاص والنتائج الحقيقية والتقارب وحسن النية. على مدى العقد الماضي، تعاملت الصين مع أصدقائها الأفارقة بإخلاص وقدمت دعما مخلصا لتنمية إفريقيا. أصبح التعاون بين الصين وإفريقيا نموذجا يُحتذى به للتعاون الجنوبي-الجنوبي والتعاون الدولي مع إفريقيا.
وأوضح أن الصين تدعم إفريقيا في أن تصبح قطبا مهما في التنمية السياسية والاقتصادية والحضارية في العالم، وهي على استعداد لتوفير فرص جديدة لإفريقيا جنبا إلى جنب مع تنمية الصين.
ستعمل الصين مع البلدان الإفريقية، منها بنين، لتنفيذ نتائج منتدى التعاون الصيني-الإفريقي وتيسير زيادة مواءمة المبادرات التي طرحها الجانب الصيني، مثل مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية، مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 واستراتيجيات التنمية للبلدان الإفريقية.
وقال شي "سندعم إفريقيا في تحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة، وسنعمل معا لبناء مجتمع مصير مشترك صيني-إفريقي في العصر الجديد".
وقال تالون إن الصين صديقة عظيمة لبنين وإن الشعبين يشتركان في صداقة عميقة وصادقة. سيعزز التعاون عالي الجودة ومتبادل المنفعة بين بنين والصين عملية التصنيع في بنين بقوة، وسيساعدها على تحقيق التنمية الوطنية بشكل أفضل.
وذكر أنه يجب أن يكون هناك أكثر من نموذج للديمقراطية، ويجب أن تفيد الديمقراطية الحقيقية جميع الشعوب. قدمت الصين في هذا الصدد مثالا جيدا للدول الأخرى.
وأوضح تالون أن بنين استفادت بشكل كبير من خبرات الصين في مجال الحوكمة، وهي مستعدة لبناء شراكة استراتيجية حقيقية مع الصين، وتعميق التعاون متبادل المنفعة في مختلف المجالات، وتحقيق التنمية والازدهار الوطنيين كما فعلت الصين.
وقال إن بنين تتمسك بشدة بسياسة صين واحدة، وهي على استعداد للعمل عن كثب مع الصين لدفع بنشاط مبادرة الحزام والطريق وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وعقب المحادثات، شهد رئيسا البلدين توقيع عدد من وثائق التعاون الثنائي بشأن تعميق تعاون الحزام والطريق، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، والأغذية الزراعية، والصحة، ومجالات أخرى.
وقالت يوي جيا، وهي باحثة بارزة في معهد الاقتصاد الهيكلي الجديد بجامعة بكين، إنه برغم اختلاف حجم الصين وبنين، إلا أنهما عضوان متساويان في المجتمع الدولي ومشاركان فيه، وإن الشيء الأهم هو توسيع تنمية المصالح المشتركة.
وذكرت أن "إقامة هذه الشراكة الاستراتيجية سترفع مستويات التبادلات والتعاون بين الجانبين".
وأكدت أن زيارة تالون تظهر أن الصين والدول الإفريقية لديهما استعداد واسع للتعاون في العديد من المجالات، وأن تعاونهما دائم وشامل.