تقرير إخباري: قطار الشحن الصين – أوروبا، على خطى قوافل التجارة لطريق الحرير القديم
على خطى قوافل التجارة التي كانت تعبر طريق الحرير البري في العصور القديمة، يواصل قطار " إيوو- شينجيانغ - أوروبا"، كتابة صفحات جديدة في تاريخ ربط الشرق بالغرب.
ينطلق الطريق من مدينة إيوو، التي يسميها الكثيرون "متجر العالم"، ويتوقف عند مدينة مدريد الإسبانية في محطته النهائية. وقد بدأ هذا الخط العمل منذ ما يقرب التسع سنوات. وهو الخط الوحيد بين قطارات الصين - أوروبا الذي تديره مؤسسة خاصة. وقد أصبح الآن الخط الأعلى كفاءة والأكثر تحميلا، وجسرا للتبادل السياسي والاقتصادي والثقافي بين الدول الواقعة على طول الحزام والطريق.
يصادف العام الحالي الذكرى السنوية العاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق وكذلك الذكرى العاشرة لتشغيل قطار الشحن "إيوو- شينجيانغ - أوروبا". ومع مغادرة رحلة "أكس 8020" لقطار الصين - أوروبا مدينة إيوو في 29 يوليو المنقضي نحو مدينة مدريد، محمّلة 110 حاوية مكافئة من البضائع، أقفلت قطارات الشحن الصين – أوروبا 10 آلاف رحلة منذ بداية العام الحالي، محققة هذا الرقم قبل 22 يوما من تاريخ الوصول إلى هذه السقف خلال العام الماضي. قامت خلالها بنقل 1.083 مليون حاوية مكافئة من البضائع، بزيادة سنوية قدرها 27 ٪.
في هذا الصدد، قال شوشيان تونغ، رئيس عمليات الشحن بمركز جينهوا، إن قطار رحلة "أكس 8020" ينقل السلع الصغيرة وقطع غيار السيارات والدراجات الكهربائية والإكسسوارات الكهروضوئية والأجهزة المنزلية. وسيغادر الحدود الصينية من ميناء ألاشانكو بشينجيانغ، ومن المتوقع أن يصل إلى مدريد خلال 21 يومًا.
هوانغ وي، هو أول سائق لقطار الشحن الصين - أوروبا السريع. حيث قاد أول رحلة قطار على هذا الخط في 18 نوفمبر 2014 من الصين إلى إسبانيا. ويقول هوانغ وي، أنه قبل إطلاق هذا الخط، كان بالفعل هناك بعض الحاويات التي تصل أوروبا برّا، لكن حجم السلع كان صغيرا. مضيفا بأن قطار شحن الصين-أوروبا، بصدد لعب دور مهمّا في مبادرة الحزام والطريق.
يطلق قطار "إيوو – شينجيانغ – أوروبا " بمعدل 3 إلى 4 رحلات يوميًا، بحمولة 55 حاوية لكل رحلة. ويغادر القطار من إيوو على طول غرب الصين، ويمر عبر "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد"، ويصل بعد أكثر من 13000 كيلومتر إلى مدينة مدريد الإسبانية. ويتبادل على قيادة القطار خلال الرحلة الواحدة أكثر من 60 سائقا، فيما يكون هوانغ وي أول من يقود الرحلة أو آخر من ينهيها.
قام هوانغ وي أيضا بقيادة أول قطار شحن من مدريد إلى الصين، حيث تعود الحاويات معبّأة بالسلع الأوروبية مثل النبيذ الإسباني. وقبل وصول القطار إلى إيوو، تكون جميع السلع المحمّلة قد حجزت.
ويذكر أن الرحلات العائدة من أوروبا لقطارات الشحن قد استعادت قدرتها التشغيلية بالكامل. وبلغ عدد الرحلات العائدة 160 قطارا عائد من أوروبا على كل 124 قطار منطلقا من الصين. في هذا الصدد، قال هوانغ وي: "هذا يعني أن كل الصناديق التي أعيدت من أوروبا مليئة بالبضائع، وأن الوضع التجاري بيننا وبين أوروبا مفيد للطرفين".
من السلع الصغيرة إلى السلع الكبيرة
عندما تأخذ المزيد من السلع الأوروبية طريقها نحو سلّة المستهلك الصيني عبر قطار الشحن، فإن هناك المزيد من البضائع الصينية أيضا التي تتدفق نحو السوق الأوروبية بدون توقف.
في هذا الصدد، يقول تشو هاي هوا، مسؤول الجمارك بإيوو، إنه بالنظر إلى أنواع البضائع المعلنة في الجمارك، كانت معظم البضائع المصدرة في البداية سلعًا صغيرة. أما فقد أخذ هيكل السلع المصدّرة عبر القطار في التغير. كما زادت نسبة التكنولوجيا في المنتجات تدريجيا، إضافة إلى زيادة حصّة المعدات الذكية والألواح الكهروضوئية الشمسية والسيارات وقطع الغيار، والمعدات الطبية الكبيرة، وغيرها من السلع ذات القيمة المضافة العالية بشكل كبير. كما توسع مصدر البضائع تدريجياً من إيوو إلى هانغتشو، وجياشينغ، وهوتشو ، وشاوشينغ وغيرها مدن مقاطعة تشيجيانغ، بالإضافة إلى شنغهاي، وفوجيان، وقوانغدونغ وعدة مقاطعات أخرى.
ويرى خبراء، أن التغيير السريع في فئات السلع المصدّرة عبر قطارات الشحن الصين – أوروبا، هو مثال واضح على المشاركة العميقة لـ "صنع في الصين" في بناء مبادرة "الحزام والطريق".