مقالة خاصة: التكنولوجيات الذكية والخضراء والمبتكرة خلال دورة الألعاب الجامعية العالمية في تشنغدو تُبهر المشاركين الدوليين
أداء أحد العروض خلال حفل افتتاح النسخة الصيفية الـ31 من دورة الألعاب الجامعية العالمية في تشنغدو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين يوم 28 يوليو 2023. (شينخوا)
تشنغدو 6 أغسطس 2023 (شينخوا) ألقت اللاعبة التركية نازلي جان إنجي زجاجة بلاستيكية فارغة في ماكينة تفاعلية في مكان ما بمدينة تشنغدو الصينية، وخرج أمامها إيصال يحمل "قسائم توفير الكربون"، يُشير إلى كمية الكربون التي ساهمت في تقليلها من خلال إعادة تدوير الزجاجة.
ويمكنها بعد ذلك استخدام هذه القسائم لشراء هدايا تذكارية، مثل القمصان أو الحقائب التي تحمل صورا تُمثل الثقافة الصينية مثل الباندا.
كانت هذه الماكينة المبتكرة، المعروفة باسم "المكعب السحري منخفض الكربون"، من بين التكنولوجيات الخضراء المختلفة التي اُعتمدت طوال النسخة الصيفية الـ31 من دورة الألعاب الجامعية العالمية التي يُقيمها الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية.
وقد أعرب المشاركون من جميع أنحاء العالم عن إعجابهم بتطبيق تكنولوجيات خضراء ومتطورة خلال دورة الألعاب، قائلين إن هذه الإجراءات تعكس تفاني الصين في الحد من انبعاثات الكربون والتزامها بتحسين حياة الناس.
-- خضراء ومنخفضة الكربون
في قرية الرياضيين، كانت الحافلات التي تعمل بالطاقة الجديدة تنقل الرياضيين، القادمين من جميع أنحاء العالم، بين أماكن إقامتهم وأماكن المنافسات.
وفي تعليق له، قال رئيس الوفد السنغافوري جيمي يي، الذي قام بجولة في الحرم الجامعي حيث تقع القرية وهو يستقل حافلة تعمل بالطاقة الكهربائية، "لقد أعجبتني كثيرا المناظر الخضراء الجميلة في حرم جامعة تشنغدو".
فمن خلال اعتمادها للطاقة النظيفة، وضعت دورة الألعاب الجامعية العالمية في تشنغدو مفهوم حلول النقل الأخضر موضع التطبيق تماما، حيث استخدمت إجمالي 1340 حافلة تعمل بالطاقة الجديدة وأكثر من ألف سيارة تعمل بالطاقة نظيفة في خدمات النقل.
ومن ثم فإن حوالي 90 في المائة من حركة المرور بين قرية الرياضيين وأماكن المنافسات في منطقة وسط تشنغدو كانت تعمل بالطاقة النظيفة، فيما كانت جميع الحافلات المكوكية داخل القرية تعمل بالطاقة المتجددة.
في هذا السياق، ذكر يي "إنه لأمر مثير للإعجاب للغاية أن تعمل كل حركة المرور في القرية بالكهرباء"، مضيفا أن هذه الاجراءات تعد جهودا كبيرة في الحد من انبعاثات الكربون وحماية البيئة.
صورة ملتقطة في 2 أغسطس 2023 تظهر لاعبتين من طلاب جنوب إفريقيا وهما توقعان على حافلة ذاتية القيادة في القرية المخصصة لاستضافة المشاركين في النسخة الصيفية الـ31 من دورة الألعاب الجامعية العالمية في تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين. (شينخوا)
إلى جانب قطاع النقل، اعتمد مركز خدمات الوفد في القرية نظاما مبتكرا للتبريد يسمح للرياضيين بالاحتماء من طقس الصيف الحار دون استخدام أجهزة تكييف الهواء.
فقد صمم المهندسون المعماريون المبنى بطريقة تحفز على دوران الهواء، بحيث يتدفق الهواء النقي والبارد إلى الداخل ويتدفق الهواء الساخن والرطب إلى الخارج.
وعلاوة على ذلك، تم تركيب زجاج مصنوع من نوع خاص من المعادن في سقف الفندق الذي يقيم فيه الرياضيون في القرية، ليقوم بتحويل الضوء إلى كهرباء تُتاح للاستخدام اليومي للمقيمين.
وقد اُعتمد هذا الزجاج، الذي يتميز بانخفاض تكلفته وكفاءته العالية في توليد الطاقة، على نطاق واسع في الأحداث الرياضية العالمية التي أقيمت في الصين، بما في ذلك دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين العام الماضي.
وحول هذا الأمر، قال منتج زجاج يدعى بان جينغ قونغ إن "هذا الزجاج يقلل بشكل فعال من انبعاثات الكربون من الهياكل المعمارية حيث يعتمد على ضوء الشمس كمصدر للطاقة".
أما في مكان إقامة منافسات الرياضات المائية، فقد تم جمع مياه الأمطار وتخزينها مع تفعيل نظام إعادة تدوير المياه لإعادة استخدامها في صيانة المكان، مثل ري المساحات الخضراء والتنظيف.
إن إعادة تدوير مياه الأمطار أمر مهم بالنسبة لمدينة تشنغدو المعروفة بالهطول المتكرر للأمطار، هكذا قال ألكسندر غرين، مدير الإعلام والاتصالات في الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، مشيرا إلى أن تخزين مياه الأمطار وإعادة استخدامها بطريقة مستدامة يعد ميزة مثيرة للإعجاب.
كما ذكر رايموند تشاو رئيس شركة ((برايس ووترهاوس كوبرز)) لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والصين، الذي تعد شركته من الموردين الرسميين لدورة الألعاب الجامعية العالمية، إن "الصين قامت بعمل هائل فيما يتعلق بالتقدم نحو التحول إلى اقتصاد أخضر، وبيئة خضراء"، مشيرا إلى أن المبادرة العالمية الخضراء تحتاج إلى جهود مشتركة من جميع الدول.
أما علي شاهين، المدير الفني للمنتخب الوطني التركي للتايكوندو، فقال إن "استخدام الطاقات الخضراء أمر يبعث على السرور الشديد، وفوائده متنوعة، فاستخدامها يتزايد بشكل كبير (في الصين)"، لافتا إلى أن مثل هذا الإنجاز مهم في وقت يشهد فيه العالم آثار الاحترار العالمي وتغير المناخ.
أحد العاملين في مركز لتناول الطعام يرتدي زي رونغباو، تميمة الباندا ليونيفرسياد تشنغدو، وهو يحتفل بعيد ميلاد لاعبي كوريا الجنوبية في القرية المخصصة لاستضافة المشاركين في النسخة الصيفية الـ31 من دورة الألعاب الجامعية العالمية في تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين في 30 يوليو 2023. (شينخوا)
-- تكنولوجيات ذكية
فيما يخص أحد الجوانب الأخرى، كان سامت آك، رامي السهام التركي الذي شارك في دورة الألعاب، مفتونا بالتكنولوجيات الذكية والمتطورة التي اُستخدمت طوال الدورة.
خلال إقامته، ثمة مجموعة من الابتكارات الرائعة جعلت روتينه اليومي تجربة ممتعة. ففي المطعم، يقوم روبوت بطهي أطعمة صينية شهية، من بينها المعكرونة والزلابية الحلوة، التي تروق للضيوف الدوليين. وفي الجوار، يقوم روبوت آخر بإعداد المشروبات وفقا لتفضيلات العملاء ويقدمها لهم بكل بدقة.
"يمكنك في الواقع إجراء محادثة معه"، هكذا ذكر آك، مضيفا بقوله "إنه حقا أمر رائع بالنسبة لي".
وفي قرية الرياضيين، تعد الحافلة ذاتية القيادة من الأشياء الأخرى التي حظيت بإعجاب الرياضيين الدوليين.
فقد أعرب الرياضيون الطلاب من بولندا وكرواتيا والهند وجنوب أفريقيا عن حماسهم لتجربة ركوب حافلة بدون سائق، وأخذوا يلتقطون صورا مع الحافلات.
وعبر لاعب الجمباز الأمريكي إيان سكيركي قائلا إن "التجربة بأكملها رائعة جدا، وهذه فرصة عظيمة لنلمس بأنفسنا التكنولوجيات المتقدمة للصين".
كما تم تطبيق تكنولوجيات متطورة أخرى بما في ذلك تكنولوجيا الجيل الخامس، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لجعل الألعاب ذكية.
وفي مركز الرياضات المائية، استخدام نظام ذكي لمراقبة جودة المياه والتحكم في درجة الحرارة آليا، فيما يمكن أن تصل دقة نظام التسجيل إلى جزء من عشرة آلاف من الثانية.
وشدد تشاو على أهمية إدماج حلول التكنولوجيا الفائقة في الأنشطة الرياضية، حيث يمكن لتكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي تحسين تنظيم الأحداث وتعظيم إمكانات اللاعبين من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات لتوفير رؤى إستراتيجية.
وذكر تشاو أن "إدماج الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد اللاعبين على تهيئة أنفسهم بشكل صحيح وتعزيز أنظمة التدريب الخاصة بهم وإطلاق العنان لإمكاناتهم الكاملة خلال المسابقات".
وفي نفس الإطار، قال يلمظ جوك تكين، المدير الفني للمنتخب التركي للجمباز الفني، إن الابتكارات ذات التكنولوجيا الفائقة التي برزت خلال دورة الألعاب لفتت الأنظار.
وأضاف أن "الصين، كما تعلمون، هي دائما في طليعة التكنولوجيا"، لافتا إلى أن التجربة التفاعلية مع التكنولوجيات كانت مذهلة.
وقد أكد غرين أن إدماج التكنولوجيات في دورة الألعاب الجامعية العالمية أمر بارز للغاية و"ليس مفاجئا"، مضيفا أن الصين دولة متقدمة تكنولوجيا.