تحقيق إخباري: من فني إلى تنفيذي... طريق النجاح لشاب مصري في إطار مبادرة الحزام والطريق

التاريخ: 2023-07-02 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

القاهرة 30 يونيو 2023 (شينخوا) يتذكر أحمد سليمان نائب المدير العام لشركة ((جوشي مصر)) رحلته إلى النجاح الوظيفي في الشركة الصينية العملاقة التي تصنع الألياف الزجاجية في مصر، حيث تحقق حلم شبابه بعد 11 عامًا من العمل الشاق.

قبل نحو 11 عامًا، كان سليمان يبلغ من العمر 23 عامًا، وجد وظيفة فور تخرجه من الجامعة من خلال التوظيف عبر الإنترنت في مصنع شركة ((جوشي مصر)) في محافظة السويس شمال مصر، ليصبح فنيًا في الورشة المتنقلة للشركة.

يقول سليمان إنه بالنسبة لي ومعظم المصريين وحتى الأشخاص في دول الشرق الأوسط الأخرى، فإن صناعة الألياف الزجاجية مصطلح غير مألوف تمامًا، حيث كانت هذه الصناعة شيء جديد تماما عام 2012.

بعد إجراء بحث سريع على الإنترنت، أدرك سليمان أن العمل في ((جوشي مصر)) فرصة عظيمة ليس من السهل تحقيقها مرة أخرى، لذلك بذل قصارى جهده للحصول على الوظيفة.

ويضيف سليمان، وهو أحد أكبر اثنين من كبار الموظفين المصريين في ((جوشي مصر))، بابتسامة كبيرة أن اليوم يستطيع أن يقول إنه فخور بالانضمام إلى هذه الشركة الصينية.

خلال الأربعة آلاف يوم الماضية، لم يكن سليمان الشخص الوحيد الذي حقق التنمية وتقدير الذات، فمنذ دخول منطقة تيدا السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر في يناير 2012، قامت شركة ((جوشي مصر)) بتأسيس صناعة الألياف الزجاجية المصرية من الصفر.

في الوقت الحالي، تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لقاعدة تصنيع الألياف الزجاجية في ((جوشي مصر)) 340 ألف طن، مما يجعل مصر أكبر منتج للألياف الزجاجية في إفريقيا ورابع أكبر منتج في العالم.

كنتيجة متبادلة المنفعة للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق بين الصين ومصر، خلقت شركة ((جوشي مصر)) مباشرة أكثر من 2000 فرصة عمل وأكثر من 40 مليون دولار من الإيرادات الضريبية، وأكثر من مليار دولار من دخل النقد الأجنبي لمصر، داعمة الاقتصاد المصري بشكل كبير على الارتقاء في سلسلة القيمة.

مع المساهمة في التنمية الاقتصادية في مصر، أصبحت ((جوشي مصر)) واحدة من الشركات الرائدة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وأكبر مشروع استثماري صيني في قطاع التصنيع المصري.

كما استفادت منطقة تيدا السويس، التي يقع بها مقر ((جوشي مصر))، من تعميق التعاون بين البلدين.

وتعد منطقة تيدا السويس أحد المجمعات الصناعية الرائدة في مصر، حيث تتمتع بأفضل بيئة شاملة وأكبر استثمار وأعلى وحدة إنتاجية وتستقطب أكثر من 130 شركة صينية وتوفر أكثر من 50000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وكما يقول المثل الصيني القديم: أعط رجلاً سمكة تطعمه ليوم واحد؛ علم الرجل أن يصطاد السمك تطعمه مدى الحياة، فتقوم شركة ((جوشي مصر)) بتعليم المواهب الشابة المصرية.

بالإضافة إلى دعوة الخبراء الصينيين إلى مصر بشكل متكرر للمساعدة في تدريب الفرق الفنية والإدارية المحلية، ذهب عدد من الموظفين المصريين إلى مقر جوشي في الصين لتعلم نماذج الإنتاج والإدارة المتقدمة، كما ذهب سليمان إلى مقر جوشي للتدريب ثلاث مرات في 2012 و 2016 و2023.

وبحسب كريم ربيع رئيس قسم الموارد البشرية في شركة ((جوشي مصر))، فإن الشركة تعامل الموظفين الصينيين والمصريين على قدم المساواة من حيث التوظيف والترقية، مضيفا أن أكثر من 98 في المائة من الموظفين و 78 في المائة من الإدارة الوسطى في ((جوشي مصر)) هم من المصريين.

دينا محمود، والتي تعمل كنائبة مدير قسم التخطيط واللوجستيات، تعتبر موظفة من ذوي الخبرة مع 10 سنوات من الخدمة في ((جوشي مصر)) وهي السيدة الوحيدة في الإدارة الوسطى.

وتتذكر دينا العمل الجاد في العقد الماضي، والذي أثر فيها بعمق بفضل الإنجازات التي حققتها هي والشركة.

وقالت دينا إنه على مر السنين زاد الإنتاج، فمنذ بدء خط الإنتاج الأول في 2013 تضاعف الإنتاج الشهري أكثر من أربعة أضعاف، وهو ما كان يمثل تحديًا كبيرًا لنا جميعًا.

وأوضحت دينا في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن جوشي تستحوذ الآن على أكثر من 25 في المائة من سوق الألياف الزجاجية العالمية، مضيفة أن واحد من كل ثلاث شفرات لتوربينات الرياح في العالم تستخدم منتجات جوشي.

ووجدت دينا أيضًا حبها الحقيقي في ((جوشي مصر)) حيث التقت للمرة الأولى بزوجها عبد الله في مقر الشركة بالسويس.

وأوضحت وهي ترسم ابتسامة على وجهها أن زوجها كان يعمل نائب مدير ورشة التلبيد، ساعدني كثيرًا أثناء العمل وجعلني أفهم الكثير من التفاصيل الفنية لعملية الإنتاج.

في ساحة تخزين الأحجار في ((جوشي مصر))، انطلقت رحلة تلال من أحجار مختلفة من هنا، من خلال عملية التصنيع المتقدمة، وتحولت إلى ألياف زجاجية بيضاء وصلبة وورقية، مما يكسب الأجانب الذين هم بأمس الحاجة إليها تبادل الدخل مع مصر والاستفادة من موارد مصر المعدنية والبشرية الغنية بكفاءة.

وفي الوقت نفسه، تحقق ((جوشي مصر)) أيضًا أرباحًا جيدة من العملية وتساهم في المجتمعات المحلية من خلال المشاركة في الأنشطة الخيرية.

مثل مبادرة الحزام والطريق التي تربط بين الصين ومصر، فإن الألياف الزجاجية التي تنتجها ((جوشي مصر)) لم تساعد فقط في تحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة بين البلدين، ولكنها أدت أيضًا إلى توثيق الصداقة بين الشعبين الصيني والمصري.

على الرغم من وجود المدير العام فقط فوقه في ((جوشي مصر)) إلا أن سليمان لا يعتقد أن مسيرته المهنية في الشركة ستتوقف هنا.

ويقول سليمان إنه مع تحول شركته إلى العالمية والتكامل واستخدام التكنولوجيا الخضراء، سيضاعف من جهوده لتلبية المتطلبات الأعلى للشركة، معربا عن اعتقاده بأنه سيكون أفضل في المستقبل مما هو عليه الآن.

تحرير: تشن لو يي