مقالة خاصة: الشركات الألمانية والفرنسية ما زالت واثقة في الاقتصاد الصيني مع توسيع استثماراتها

التاريخ: 2023-06-28 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

تُظهر الصورة الملتقطة في 4 يوليو 2022 ورشة عمل بمصنع فولكس فاجن أنهوي إم إي بي (المحرك الكهربائي المعياري) قيد الإنشاء في مقاطعة آنهوي بشرق الصين. (شينخوا)

برلين/باريس 26 يونيو 2023 (شينخوا) شجعت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى ألمانيا وفرنسا، ممثلي الأعمال التجارية في البلدين، حيث أشاروا إلى أن هذه الزيارة عززت ثقتهم في الاقتصاد الصيني، ومخططاتهم في مواصلة الاستثمار في الصين.

وتتميز أول رحلة قام بها لي إلى الخارج منذ توليه المنصب، بتبادلات مكثفة مع المجتمعين الألماني والفرنسي، بالإضافة إلى اجتماعات مع القادة الأوروبيين.

فرص صينية

قال لي خلال لقائه برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في باريس يوم الخميس، على هامش قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد، إن التنمية الصينية تجلب الفرص للعالم ولا تعرضه للمخاطر، وتحقق الاستقرار لسلسلة الصناعة وسلسلة الإمداد العالميتين وتحول دون تعرضهما للصدمات.

ومن جهته، قال بيورن غولدن، الرئيس التنفيذي ومدير العلامات التجارية العالمية لشركة ((أديداس)) "ما زالت الصين واحدة من أهم الأسواق لأديداس. لذلك، فإنها في الطريق لزيادة استثمارها في الصين بشكل كبير."

قامت الشركة الألمانية المُصنّعة للملابس الرياضية باستثمار 100 مليون يورو (109.1 مليون دولار أمريكي) في مركز توزيع مستدام عالي الجودة يتمتع بتكنولوجيا فائقة في مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، لتُضيف المصنع الجديد إلى شبكة التوزيع الخاصة بها في الصين.

كما وقعت الشركة الألمانية المُصنّعة للسيارات ((فولكس فاجن)) في أواخر مايو عقدا مع منطقة التنمية الاقتصادية في خفي بمقاطعة آنهوي شرقي الصين، معلنة عن استثمار تقدر قيمته بحوالي مليار يورو (1.1 مليار دولار أمريكي) لإطلاق مركز جديد في أوائل عام 2024، ومن المتوقع أن يجمع ألفي متخصص في البحث والتطوير والمشتريات.

وفي سوتشو، قامت مجموعة ((بوش)) الألمانية بوضع حجر الأساس في موقعها الخاص ببحث وتطوير وتصنيع المكونات الأساسية لمركبات الطاقة الجديدة والقيادة الآلية في أواخر مارس. ومع استثمار تُقدر قيمته بأكثر من مليار دولار أمريكي، من المتوقع أن يعزز المشروع الابتكار في صناعة السيارات بجيانغسو.

ومن جانبه، قال غيلوم فوري، الرئيس التنفيذي لشركة ((إيرباص))، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الشركة الأوروبية لتصنيع الطائرات قررت مواصلة الاستثمار في منشأتها الإنتاجية بالصين، حيث ستُساهم في تحقيق الطموح العالمي للشركة المتمثل في إنتاج 75 طائرة من طراز A320 شهريا بحلول 2026.

وأردف أن الصين شريك استراتيجي حيوي لإيرباص، مؤكدا على أن سلاسل توريدها جزء لا يتجزأ من صناعة الطيران العالمية، حيث أظهرت قدرة تنافسية ومرونة صناعية ملحوظة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

إنتاج طائرة إيرباص ايه321 في منشأة خط التجميع النهائي لآسيا في تيانجين شمال الصين في 9 نوفمبر 2022. (شينخوا)

فك الارتباط لن ينجح

قال المستشار الألماني أولاف شولتز في اجتماعه مع لي إن بلاده ترحب بتنمية الصين وازدهارها، مشيرا إلى أن ألمانيا ترفض جميع أشكال "فك الارتباط"، وأردف أن "إزالة المخاطر" لا تعني "إزالة الطابع الصيني".

وحول الحفاظ بشكل مشترك على أمن واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، أعرب لي عن إعجابه بمعارضة الحكومة الفرنسية للمواجهة بين التكتلات، وفك الارتباط، فضلا عن معارضتها لقطع سلاسل الصناعة والإمداد.

وأضاف لي أنه من المؤمّل أن يدعم رواد الأعمال الصينيون والفرنسيون بقوة العولمة الاقتصادية، ويتخذوا الإجراءات اللازمة لتحقيق تعاون منفتح مربح للطرفين، ويحافظوا بشكل مشترك على استقرار ومرونة سلاسل الصناعة والإمداد بين الصين وفرنسا، وكذلك بين الصين وأوروبا.

ومن جهتها، قالت الشركات الألمانية والفرنسية إنها مستعدة لمواصلة الاستثمار في الصين والاستفادة بشكل أكبر من السوق الصينية، معتقدة أن الصين ستلتزم بالانفتاح.

تدعم شركة ((إيرباص)) بقوة التعددية والتجارة الحرة. وكونها شركة عالمية متجذرة في أوروبا، قالت شركة ((إيرباص)) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها تُؤيد التعاون المربح للطرفين عندما يكون منطقيا.

وفي الوقت نفسه، قال رواد أعمال ألمان إن ألمانيا والصين شريكان وثيقان، مؤكدين على أنه تم تحقيق نجاح كبير من خلال تعميق التعاون التجاري والاقتصادي بين الجانبين.

وأضافوا أن الحد من المخاطر يعني تعزيز التعاون الدولي وعدم فك الارتباط.

وبدوره، قال سيغفريد روسفورم، رئيس اتحاد الصناعات الألمانية، إن الانفصال عن الصين أمر خاطئ. إن ما يُسمى بفك الارتباط أمر مضر وغير واقعي. وأضاف "نحن بحاجة إلى إجراء حوار مع الصين حول حماية المناخ، والعلاقات التجارية والاستثمارية".

ونصح اتحاد الصناعة الكهربائية والرقمية في ألمانيا حكومة البلاد بعدم الانفصال عن الصين، مشددا على أن لسوق الدولة الآسيوية "أهمية كبيرة" في أكبر اقتصاد بأوروبا.

إذا انفصلت ألمانيا عن الصين اقتصاديا، سينخفض ناتجها الإجمالي المحلي بنسبة 2 بالمائة، وفقا لدراسة أعدها المعهد النمساوي للأبحاث الاقتصادية نيابة عن مؤسسة الشركات العائلية. وستبلغ الخسارة السنوية ما يقرب من 57 مليار يورو (حوالي 62.2 مليار دولار).

تُظهر الصورة الملتقطة جوا في 23 يونيو 2022 مصنع ليديا التابع لشركة بي أم دبليو بريليانس للسيارات في منطقة تيهشي في مدينة شنيانغ بمقاطعة لياونينغ بشمال شرق الصين. (شينخوا)

التعاون عالي الجودة

بالنسبة للمستقبل، أعرب لي عن أمله في أن يتمكن رواد الأعمال في الصين وألمانيا من اتباع هذا الاتجاه ومواصلة السعي وراء الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجانبين، والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد من خلال التعاون العملي عالي الجودة والمستوى.

وأشار رواد الأعمال الألمان إلى أنهم مستعدون لتحسين التعاون مع الصين فيما يتعلق بالتعامل مع تغير المناخ وتعزيز قدرات البحث والتطوير ودفع التحول الرقمي.

ومن جانبه، قال أوليفر زيبسي، رئيس مجلس إدارة شركة ((بي أم دبليو أيه جي))، إن مجموعة ((بي إن دبليو)) تتمتع بعلاقات عميقة وطويلة الأمد مع الصين. وستُمكّن الشراكة القوية المجموعة وشركاءها الصينيين من الاستمرار في خلق وضع مربح للطرفين، حيث تشهد صناعة السيارات تحولا هائلا.

ووفقا لما ذكره وليام لي، مؤسس شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية ((نيو))، فإن التعاون الصيني الألماني مهم للغاية لمرحلة التطوير القادمة لشركات الطاقة الجديدة الصينية.

وأضاف "يمكن أن تبدأ الشركات الصينية والألمانية تعاونا متعمقا في تكنولوجيا صناعة السيارات، وكذلك يمكنها استخدام مزايا الجانبين لتعزيز تطوير صناعة السيارات الكهربائية الذكية بشكل مشترك".

تُظهر الصورة الملتقطة في 13 أبريل 2023 جناح فرنسا الوطني في معرض الصين الدولي الثالث للمنتجات الاستهلاكية في هايكو، مقاطعة هاينان جنوب الصين. (شينخوا)

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ((لوريال تشاينا)) فابريس ميجاربان "إن وتيرة الإصلاح أصبحت أسرع، وكفاءة التنفيذ أصبحت أعلى، وباب انفتاح الصين أصبح أوسع، وبيئة الأعمال أصبحت أفضل، مما جعل ثقتنا في السوق الصينية أقوى".

وأظهرت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية أن الاستثمارات الجديدة للشركات الأوروبية في الصين ارتفعت بنسبة 70 بالمائة لتصل إلى 12.1 مليار دولار في 2022، عندما سجلت التجارة الثنائية بين الصين والاتحاد الأوروبي رقما قياسيا جديدا بلغ 847.3 مليار دولار.

وفي عالم تسوده الاضطرابات والتحولات، كلما كان الوضع أكثر خطورة وتعقيدا، كان من الضروري التفكير بهدوء وإدراك اليقين وسط الشكوك، حسبما أفاد لي خلال زيارته الأوروبية التي أُختتمت يوم الجمعة.

تحرير: تشن لو يي