تقرير إخباري: خبراء أجانب يشيدون بمفهوم شي بشأن بناء حضارة صينية حديثة
بكين 3 يونيو 2023 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تولي مهام ثقافية جديدة وبناء حضارة صينية حديثة، وذلك خلال اجتماع عقد الجمعة بشأن الإرث الثقافي والتنمية الثقافية.
وقال شي إن المهام الثقافية في العصر الجديد تهدف إلى مواصلة تعزيز الازدهار الثقافي، وبناء دولة رائدة في الثقافة، وبناء الحضارة الصينية الحديثة.
وقال خبراء أجانب إن الثقافة الصينية عملت ليس فقط على تعزيز تنمية الصين فحسب، ولكن أيضا على الإسهام بالحكمة الصينية في تنمية حضارات العالم.
تعزيز الثقة الثقافية
وأكد شي أن الحضارة الصينية لها تاريخ طويل ومستمر يعود إلى العصور القديمة، وقال إن الفهم الشامل والعميق لذلك التاريخ ضروري لتعزيز التحول والتطوير الإبداعي للثقافة الصينية التقليدية الممتازة بشكل أكثر فعالية، ولتنمية الحضارة الصينية الحديثة.
وأشار عبد الغفور شودري، رئيس قسم الأنثروبولوجيا في جامعة "بي إم إيه أس" للزراعة القاحلة في روالبندي في باكستان، إلى أن التاريخ يخبر الشعوب أن الأمم التي تحتفظ بثقافاتها بقوة قد أحرزت تقدما وتطورا، قائلا إن اقتصاد الصين القوي والقدرة على انتشال مئات الملايين من السكان من براثن الفقر ترتبط ارتباطا وثيقا "بعمق الحضارة الصينية والثقافة الصينية".
ويقول محسن فرجاني، أستاذ اللغة الصينية في جامعة عين شمس في القاهرة، "وجدنا أن جميع المبادرات التي اقترحها الرئيس شي، منها مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وغيرها، ترسم المسار الصحيح للبشرية والمجتمع الدولي على مختلف المستويات".
وأضاف أن "السياسة الصينية تنشأ من ثقافتها عميقة الجذور القائمة على روح التعاون والمشاركة والمثابرة والعمل المتواضع والمستمر".
الشمول والتبادلات
وأشار شي في تصريحاته إلى أن الحضارة الصينية تتسم بالاستمرارية والابتكارية والوحدة والشمول والطبيعة السلمية.
كما أشاد الخبراء بانفتاح الثقافة الصينية على حضارات العالم وبشمولها.
ويقول تشوي تشانغ-وون، مدير معهد الثقافة والفنون الصينية بجامعة تشونغوون في كوريا الجنوبية، إن التعلم المتبادل للحضارات البشرية يجب ألا يكون من أجل السيطرة أو أخذ زمام القيادة، ولكن يجب أن يكون من أجل فهم الإنجازات الثقافية لكل حضارة من منظور الآخر، حتى يكون شاملا.
وبالنظر إلى تاريخ التبادلات الثقافية بين كوريا الجنوبية والصين كمثال، قال تشوي إن البلدين قريبان من حيث الجغرافيا والثقافة والتبادلات الشعبية، مستشهدا بقول مأثور لكونفوشيوس "من دواعي سروري دائما أن ألقي التحية على صديق من بعيد" وهو قول يتم تطبيقه على نطاق واسع في كوريا الجنوبية ويردده الشعب هناك.
وتابع قائلا إن التبادلات الثقافية طويلة الأمد بين البلدين قدمت إسهامات في التنمية المبتكرة لحضاراتهما.
ويقول مازن شامية، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني سابقا، إن التبادلات الثقافية هي "الجسر والرابط" بين الشعوب من مختلف البلدان.
ويضيف شامية أن عددا كبيرا من أعمال ترجمة الكتب والأفلام الصينية والعربية المميزة في السنوات الأخيرة ساهم بشكل كبير في تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعوب، بينما ازدادت التبادلات الثقافية على نحو أوثق، مضيفا أن هذا يشكل جزءً مهما من التنمية الإيجابية للعلاقات العربية-الصينية.
ويرى فرجاني أن التبادلات الثقافية بين مصر والصين حققت "قفزة كبيرة" في السنوات الأخيرة.
وقال إن عدد متعلمي اللغة الصينية في مصر والدول العربية في تزايد مستمر، إذ يميل عدد كبير من الطلاب للعمل في ترجمة الأدب الصيني والفن الصيني.
وأوضح أن التبادلات الثقافية قد قربت الشعبين المصري والصيني من بعضهما البعض، وساعدت الشعوب العربية على التعلم والاستفادة من تجربة التنمية في الصين.
مواجهة التحديات العالمية
وفي مواجهة التحديات العالمية الملحة، وانطلاقا من الخصائص البارزة للحضارة الصينية، فضلاً عن نقاط القوة التي بنتها الثقافة الصينية لتقدم الصين وازدهارها، يرى الخبراء أن هناك حلولا مبشرة لتلك التحديات.
وعلى الرغم من الاختلافات بين الثقافات، فإن الحضارات البشرية تشترك في قيم معينة تحمل مفتاح التفاعل الناجح بين الحضارات، كما يرى كافينس أدير، الباحث الكيني المتخصص في العلاقات الدولية.
وقال أدير "انطلاقاً من هذه القيم، فإنه يمكن تحقيق التعاون بين مختلف البلدان، وإيجاد حلول للتحديات العالمية الرئيسية".
وأضاف أن "جهود الصين لتعزيز كل من الحضارة المادية والروحية هي أحد العناصر الدائمة في ابتكارها الثقافي. إن مساعدة الشعوب على التركيز على الأشياء المادية مع تعزيز رفاهيتهم من الناحية الأخلاقية والروحية فن مهم في خلق مجتمع صحي ومتوازن ومستدام".
وقال شامية إنه لمعرفة الصين، يجب على المرء أن يعرف حضارتها الرائعة، وهي أساس الصين المتين الذي تقف عليه أمام العالم.
ومستشهدا بالقول الصيني المأثور "زهرة واحدة لا تصنع الربيع"، دعا شامية المجتمع الدولي إلى دعم احترام تنوع الحضارات والقيم المشتركة للبشرية وأهمية إرث وابتكار الحضارات، وتعزيز أنشطة التبادلات والتعاون الدولية بين الشعوب، وهي نقاط تم التأكيد عليها أيضا في مبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس شي.
وقال تشيا مونيريث، رئيس جمعية الباحثين الكمبوديين الصينيين بشأن التطور، إن مبادرة الحضارة العالمية تأخذ في الاعتبار خصائص الحضارات المختلفة على أساس بناء التوافق، مضيفا أن الوضع الجديد للتكامل الثقافي والتبادلات بين الشعوب سيقدم إسهامات جديدة ومهمة لتعزيز السلام والتنمية في العالم وكذلك بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.