مقالة خاصة: "الشاي من أجل الوئام": احتفالية بالقاهرة لتعزيز التقارب الصيني العربي

التاريخ: 2023-05-27 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

أناس يشاهدون عرضا للرقص الصيني التقليدي في احتفالية بعنوان "الشاي من أجل الوئام، صالون ياجي الثقافي" في القاهرة، مصر يوم 25 مايو 2023. (شينخوا)

القاهرة 26 مايو 2023 (شينخوا) على ضفاف نهر النيل، وبمشاركة صينية ومصرية وعربية واسعة، أقيمت احتفالية بعنوان "الشاي من أجل الوئام، صالون ياجي الثقافي"، بهدف تعزيز التقارب الصيني العربي خاصة على المستوى الشعبي، من خلال ثقافة الشاي الصيني.

وأقيمت الاحتفالية ليل الخميس- الجمعة بالتعاون بين وزارة الثقافة والسياحة الصينية والسفارة الصينية بالقاهرة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشكل مشترك.

وتضمنت الاحتفالية العديد من العروض الفنية والرقصات الشعبية، خاصة تلك التي تعبر عن ثقافة الشاي في الصين، حيث قُدم عرض فني حول براد الشاي من الفخار الأرجواني باعتباره عنصرا من عناصر التراث غير المادي للصين.

كما شهدت الاحتفالية تقديم عرض آخر بعنوان "لمسة من عطر الشاي الأسود"، ورقصة بعنوان "ألوان زاهية"، وعرض مميز لرياضة الكونغ فو بالإضافة إلى عروض فنية أخرى.

وخلال الاحتفالية، قُدمت أصناف مختلفة من الشاي إلى جمهور الحضور لتذوق نكهة الشاي الصيني والتمتع بفنه ورائحته على تعدد أنواعه، والتعرف على طقوس احتساء الشاي في مختلف مناطق الصين.

كما قُدمت عروض للخط الصيني، والعديد من الهدايا الرمزية والتقليدية للمشاركين بالاحتفالية من الحضور.

وشهدت الاحتفالية حضورا واسعا على المستويين الرسمي والشعبي، حيث شارك كل من سفير الصين بالقاهرة لياو لي تشيانغ، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة هيفاء أبو غزالة، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي السفير خليل الذوادي، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسين الهنداوي.

كما حضر الاحتفالية عدد كبير من الدبلوماسيين والمسؤولين المصريين والخبراء والمهتمين بالشأن الصيني وأعداد من الصينيين المتواجدين بمصر.

وقال السفير لياو لي تشيانغ إن "الصين مسقط رأس الشاي على مدى آلاف السنين، وان الشاي لا يمثل إحدى الضرورات اليومية للصينيين فحسب، بل يجسد بصورة مركزة عادات وأساليب حياتهم أيضا".

وأشار إلى أنه في عام 2022 أُدرجت تقنيات معالجة الشاي التقليدي بالصين في قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بما يجعلها كنزا مشتركا للبشرية جمعاء.

وأضاف لياو، في كلمته التي ألقاها بالاحتفالية، أن "الشاي يعد رمزا روحيا للأمة الصينية يحتوي مفاهيم التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، ويعكس أخلاق الصينيين المتسمة بالشمول والتسامح واللطف والاعتدال وثراء عالمهم المعنوي".

وأوضح أن الشاي يعتبر "رابطة وجسرا يربط الصين بالعالم، إذ أنه وصل إلى كل أنحاء العالم قبل أكثر من 2000 سنة عبر طريقي الحرير والبحار، ليندمج في حياة الشعوب المختلفة بقيمته المادية والمعنوية، ويساهم في بلورة ثقافة الشاي العالمية المتنوعة مع المحافظة على مزايا ثقافات الشاي المختلفة، ويعزز التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات".

وأشار إلى أن الرئيس شي جين بينغ طرح مؤخرا مبادرة الحضارة العالمية للدعوة إلى الاهتمام بتوارث الحضارات وابتكارها، وإلى احترام تنوع الحضارات العالمية، وإلى التمسك بالمساواة بين الحضارات والاستفادة المتبادلة والحوار والتسامح.

وتابع قائلا "لعل جهودنا الحثيثة اليوم في سبيل تدعيم التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات الصينية والعربية والمصرية خطوة مهمة لتطبيق مبادرة الحضارة العالمية".

وجاءت احتفالية "الشاي من أجل الوئام، صالون ياجي الثقافي"، التي أقيمت بالقاهرة في إطار اليوم العالمي للشاي، والذي تحتفل به الأمم المتحدة في 21 مايو من كل عام.

وقال وكيل كلية الألسن مدير معهد كونفوشيوس بجامعة عين شمس الدكتور ناصر عبد العال إن الأنشطة الثقافية تعتبر من أدوات القوة الناعمة لأي دولة، معربا عن اعتقاده بأن الصين نجحت بقوة في تقديم نفسها للعالم وخاصة للعالم العربي والمصريين، بتقديم ثقافتها المتنوعة من خلال ثقافة الأطعمة والمشروبات وفي الفنون والخط وغيرها.

وأوضح أن ذلك من شأنه أن يبرز التنوع الثقافي للصين في العادات والتقاليد بحكم التنوع البيئي والجغرافي والذي فرضته مساحتها الشاسعة والمترامية على ما يقرب من 10 ملايين كيلومتر مربع، وما تتضمنه من قوميات وعرقيات مختلفة.

ورأى عبد العال لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الثقافة هي الباب النموذجي الذي تستطيع الصين أن تدخل عبره إلى قلوب الآخرين، وهي إحدى أدوات عناصر القوة الناعمة التي تقدم الصين نفسها من خلالها إلى الشعب المصري.

وأضاف أن التواضع الجم الذي يتمتع به الصينيون والأناقة التي يقدمون بها المنتج والثقافة الصينية، مكنا الصينيين من خلال مثل هذه الفعاليات من التعريف بالشاي الصيني باعتباره من التراث الثقافي غير المادي، مشيرا إلى أن الثقافة الصينية استطاعت أن تحدث نوعا من التناغم بينها وبين شعوب العالم المختلفة.

ولفت إلى أنه أصبح هناك ذواقة للشاي الصيني، وأصبح للشاي الصيني مريدون ومحبون في كل مكان بالعالم، كما هو الحال بالصين.

من جهتها، أشادت منار عبد العزيز، والتي تعمل بوزارة التعاون الدولي المصرية، بالاحتفالية، مؤكدة أنها تساعد كثيرا على التعريف بالثقافات المختلفة وتزيد من التقارب بين الشعوب.

وأعربت منار عن سعادتها البالغة باكتساب معرفة جديدة بالثقافة الصينية خاصة وأن الثقافة الصينية ثقافة مختلفة، وقالت إن لديها شعورا قويا بتقارب الثقافتين المصرية والصينية رغم اختلاف الأساليب غير أن الروح الشرقية واحدة.

وأكدت منار عبد العزيز لـ((شينخوا)) أهمية أن يتم تكرار إقامة مثل هذه الاحتفالات والتوسع فيها لتعريف المواطنين المصريين أكثر بالصين وثقافتها وحضارتها خاصة وأن الصين بعيدة جدا جغرافيا عن مصر وليس من السهل على أي شخص أن يذهب إليها كما هو الحال بدول منطقة الشرق الأوسط أو أوروبا مثلا.

وعلى هامش الاحتفالية، أقيم معرض يتضمن تاريخ الشاي في الصين وتطوره، وكيفية انتقال الشاي من الصين إلى كل أنحاء العالم، وأهم أنواع الشاي الصيني، وطقوس تقديم الشاي المختلفة وأبعادها الثقافية والحضارية.

تحرير: تشن لو يي