مقالة خاصة: الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة تعزز رواج الدوريان في السوق الصينية
نانينغ 23 مايو (شينخوا) في الصباح الباكر، ازدهرت سوق هايجيشينغ النابضة بالحياة، والتي تحظى بإقبال ملحوظ باعتبارها أكبر سوق للفواكه بالجملة في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ في جنوبي الصين، ازدهرت بأجواء نشطة مع تدفق الناس بأعداد كبيرة.
وتوقفت شاحنات حاويات سلسلة التبريد المحملة بالدوريان الطازج بشكل منتظم عند أكشاك الدوريان الصاخبة، مع وصول المشترين المتحمسين مبكرا للحصول على أفضل الفاكهة المتاحة.
وتتدفق فاكهة الدوريان التايلاندية، التي عادة ما يتم استيرادها بكميات كبيرة، إلى السوق الصينية بدءا من شهر أبريل، لتدخل بعد ذلك موسم الذروة الذي يمتد من مايو إلى أغسطس.
وفي ناننينغ، حاضرة قوانغشي، أقامت شركة تابعة لمجموعة شارون بوكفاند سلسلة من المعارض التي جذبت الزوار من خلال مجموعة من الأنشطة المغرية، والتي كان من أبرزها الكشف عن فاكهة دوريان الوسائد الذهبية التايلاندية الطازجة وبيعها في الموقع، حيث يشتهر هذا النوع من الدوريان بحلاوته الفريدة وملمسه الناعم، مما جذب العديد من المشترين.
وفي هذا السياق؛ قالت ليانغ شو تينغ، التي تعمل مع الشركة: "خلال ذلك النشاط، قمنا ببيع أكثر من 100 ثمرة دوريان في المتوسط يوميا. وتخطط الشركة لإقامة مهرجان للدوريان وأنشطة أخرى لتعزيز المبيعات بشكل أكبر".
وأضافت أن الشركة عملت على تحسين إدارة سلسلة توريد الدوريان بعناية، وطبقت معايير صارمة للمنتجات لضمان مذاق الدوريان.
ومنذ عام 2019، أصبحت فاكهة الدوريان الفاكهة الأكثر استيرادا في الصين. وفي عام 2022، استوردت الصين 825 ألف طن من الدوريان، منها 780 ألف طن من تايلاند، وفقا لبيانات الجمارك.
وتعد قوان تساي شيا، التي تتاجر بفاكهة الدوريان التايلاندية منذ 20 عاما، شاهدا على نمو تجارة الدوريان في الصين.
وتستذكر تساي أن عددا قليلا من الناس كانوا يشترون أو يبيعون الدوريان في السوق في عام 2003، مضيفة أنه في السنوات الأخيرة، ارتفع عدد تجار فاكهة الدوريان وكذلك مبيعاتها.
وتظهر البيانات من سوق هايجيشينغ أن هناك حاليا 32 تاجر جملة لفاكهة الدوريان في السوق. وفي العام الماضي، تم بيع 24 ألف طن من الدوريان عبر تجارة الجملة. وحتى 5 مايو من هذا العام، تم بيع 17 ألف طن من الدوريان، وهو ما يمثل زيادة بأربعة أضعاف عن نفس الفترة من العام الماضي.
ومن جانبه؛ قال مو جيا مينع، المدير العام لشركة يوشيانيوان للتكنولوجيا الزراعية في قوانغشي: "برزت فاكهة الدوريان من شرقي تايلاند على أنها الفاكهة الأكثر مبيعا وتتميز بنكهة استثنائية. وتصل مشترياتنا اليومية من الدوريان عادة إلى ما يقرب من خمس إلى ست حاويات، وتدفعنا ذروة الطلب إلى الحصول على ما يصل إلى 10 حاويات خلال تلك الفترات المزدحمة".
وتعد شركة مو مستوردا صينيا رئيسيا لفواكه جنوب شرقي آسيا وقد شكلت على مدار سنوات سلسلة لتوريد فواكه الدوريان وجوز الهند واللونجان من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). وتورد شركته الدوريان إلى "وول مارت" و"باجودا" في مدينة نانينغ وكذلك إلى "خما فريش"، سلسلة الأطعمة الطازجة التابعة لشركة "علي بابا"، في جنوبي الصين.
وزادت واردات الشركة من الدوريان بما يقارب عشرة أضعاف في السنوات الخمس الماضية. وقال مو: "نخطط لاستيراد ما بين حوالي 15 ألف طن إلى 20 ألف طن من فاكهة الدوريان الطازجة هذا العام، وحتى 25 ألف طن إذا كانت جودة الفواكه مستقرة".
وبحسب خه يان، نائب المدير العام لنادي سام في نانينغ، فإن فاكهة الدوريان تحظى بإقبال كبير هنا وغالبا ما يتم بيعها في غضون نصف يوم.
ومنذ دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حيز التنفيذ، تم تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الإقليمي بشكل كبير، حيث تدخل المزيد والمزيد من المنتجات الزراعية من دول الآسيان إلى السوق الصينية.
وفي يوليو 2022، تمت منح الموافقة الرسمية لفاكهة الدوريان الفيتنامية الطازجة للدخول إلى السوق الصينية. وفي يناير 2023، بدأت الهيئة العامة للجمارك في الصين في السماح باستيراد فاكهة الدوريان الطازجة من الفلبين. وحاليا، تعد تايلاند وماليزيا وفيتنام والفلبين من الموردين الرئيسيين للدوريان في الصين.
وفي السنوات الأخيرة، ومع بناء الممر التجاري البري- البحري الدولي الجديد، وافتتاح خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس وتنفيذ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، تم تطوير النظام اللوجستي عبر الحدود وتعزيز تسهيل التجارة البينية.
وفي مدينة تشونغتسوه، الواقعة على الحدود الصينية الفيتنامية في قوانغشي، تتدفق الشاحنات عبر الحدود محملة بفواكه الآسيان إلى السوق الصينية كل يوم. وفي الوقت نفسه، في ميناء تشينتشو المزدحم، وهو مركز محوري على طول الممر التجاري البري- البحري الدولي الجديد، تصل السفن التجارية الأجنبية محملة بمجموعة متنوعة من الفاكهة، بما في ذلك الدوريان وجوز الجندم (المانجوستين)، بشكل متكرر، وتنقل البضائع من دول الآسيان إلى المناطق الداخلية عبر النقل السككي-البحري المتعدد الوسائط.
وبدورها؛ قالت قوان تساي شيا: "مع انحسار الوباء تدريجيا واستمرار تحسن التخليص الجمركي، تسارعت وتيرة تسليم الدوريان إلى السوق الصينية".
وأضافت قوان قائلة: "خلال فترة تفشى الوباء، كان الأمر يستغرق ما يصل إلى أسبوعين لنقل فاكهة الدوريان من تايلاند إلى السوق الصينية عن طريق البر. أما الآن، فيمكن تسليمها في غضون خمسة إلى ستة أيام".