تقرير إخباري: معرض هاينان يُظهر التزام الصين تجاه توسيع الانفتاح وإسهامها في التنمية العالمية

زائر يستعرض سيارة "بورشه" في معرض الصين الدولي الثالث للمنتجات الاستهلاكية المُقام في هايكو بمقاطعة هاينان جنوبي الصين. (شينخوا)

بكين 15 أبريل 2023 (شينخوا) يُظهر معرض الصين الدولي الثالث للمنتجات الاستهلاكية، الذي يحظى بتأثير عالمي واسع النطاق ومتزايد مقارنة بالنسختين السابقتين، التزام الصين تجاه توسيع الانفتاح عالي المستوى، وذلك في الوقت الذي يكافح الاقتصاد العالمي للخروج من ظل جائحة كوفيد-19 وصعوبات أخرى.

ويقام المعرض، الذي ينعقد تحت شعار "مشاركة الفرص المفتوحة والمشاركة في خلق حياة أفضل"، على مساحة تمتد إلى 120 ألف متر مربع، ما يمثل زيادة بنسبة 20 بالمئة مقارنة بمساحة العام الماضي. ويشارك في نسخة هذا العام أكثر من 3300 علامة تجارية من 65 دولة ومنطقة، ما يساعد العلامات التجارية الخارجية على الاستفادة من السوق الصينية الضخمة، فضلا عن إتاحة المزيد من الفرص للترويج للمنتجات المحلية.

وتكشف نسخة هذا العام من المعرض مسعى الصين لتعزيز الانفتاح عالي المستوى، حيث تعهدت الدولة بالاستفادة من نقاط القوة في سوقها الهائلة وجذب الموارد العالمية وعوامل الإنتاج وتعزيز التفاعل بين الأسواق والموارد المحلية والدولية.

وبفضل جهود الصين لتطوير ميناء هاينان للتجارة الحرة بمجموعة من السياسات التفضيلية، من بينها الإعفاء من الرسوم الجمركية وتسهيل الوصول إلى السوق والاستثمارات الأجنبية، أصبحت العشرات من الشركات متعددة الجنسيات المشاركة في معرضين هاينان السابقين، مستثمرة في الجزيرة.

وفي وقت سابق من هذا العام، افتتحت شركة مستحضرات التجميل الأمريكية العملاقة ((إستي لودر)) مقرها للبيع بالتجزئة في الصين في مقاطعة هاينان.

ويقول الرئيس التنفيذي للشركة فابريزيو فريدا، إن الشركة تتطلع، في ظل ثقتها العالية في السوق الصينية وإدراكها الشديد بأهمية سوق هاينان المعفاة من الرسوم الجمركية، إلى إقامة تعاون عالي الجودة بشأن التسوق المعفى من الرسوم الجمركية والرعاية الطبية وتدريب المواهب، وتقديم منتجات جديدة وعالية الجودة لمزيد من المستهلكين.

ويساعد المعرض كذلك في تعزيز العقلية المنفتحة والتفاهم المتبادل من خلال الحوار والتبادل بين العلامات التجارية العالمية، إذ يشكل هذا الأمر أهمية خاصة في وقت تتجه فيه بعض الدول إلى الداخل وتلجئ إلى الحمائية في ظل الرياح الاقتصادية المعاكسة.

وتقول ستيفانيا لازاروني، المديرة العامة لمؤسسة ((ألتاجاما)) الإيطالية إن المعرض يقدم "فرصة رائعة" "لتوضيح ورواية قصة الجمال المذهل لعلاماتنا التجارية" داخل هاينان.

وأضافت في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المعرض مناسبة ممتازة لمؤسستنا وعلاماتها التجارية لتعزيز العلاقات مع المستثمرين الصينيين، وإبراز صورة علاماتهم التجارية وثقافتهم.

وتظهر أجنحة المعرض، التي تعج بالعارضين والمشترين التواقين، علامات التعافي والنمو الاقتصاديين المتسارعين، فضلا عن كونها بمثابة شهادة على جذب السوق الصينية الواسعة، التي تضم أكثر من 1.4 مليار نسمة ومجموعة متوسطة الدخل تزيد على 400 مليون. ويعد هذا الطلب المستقر من أكبر قاعدة مستهلكين في العالم بمثابة ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي.

وخلال الفترة بين يناير وفبراير من هذا العام، ارتفعت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.5 بالمئة على أساس سنوي، حسبما أظهرت بيانات رسمية.

كما كشفت مؤشرات رئيسية أخرى حدوث انتعاش واسع النطاق للاقتصاد الصيني، ويتضمن ذلك الناتج الصناعي ذي القيمة المضافة في الشهرين الأولين، الذي شهد توسعا بنسبة 2.4 بالمئة على أساس سنوي.

كما قفز مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 52.6 في يناير، وهو أعلى مستوى منذ عام 2012.

ويبدو أن التعافي القوي للاقتصاد الصيني سيعمل على إعادة تنشيط النمو الاقتصادي العالمي، حيث توقع كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد الصيني أكثر من 5 بالمئة في عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، أشار تقرير حديث لمؤسسة ((جولدمان ساكس)) أن التعافي الكامل للطلب المحلي الصيني يمكن أن يرفع إجمالي الناتج المحلي العالمي نحو واحد بالمئة حتى نهاية 2023.

يقدم المعرض رسالة واضحة إلى بقية العالم مفادها أن الصين ملتزمة بتحقيق مزيد من الانفتاح وبالتنمية السليمة للعولمة، حيث يشكل هذا الحدث منارة أمل للذين يؤمنون بقوة التجارة الحرة والتعاون المربح للجميع والتعددية، ما يضخ زخما وثقة جديدين في انتعاش وازدهار الاقتصاد العالمي.