مقالة خاصة: كيف تفي الصين بالتزاماتها تجاه التعاون مع أفريقيا في العصر الجديد
نيروبي 29 مارس 2023 (شينخوا) طرحت الصين مبادئ الإخلاص والنتائج الحقيقية والتفاهم وحسن النية والسعي لتحقيق الصالح العام والمصالح المشتركة في عام 2013 لتوجيه تعاونها مع أفريقيا.
وعلى مدى العقد الماضي، حسنت جهود الصين بشكل كبير نوعية حياة الشعوب الأفريقية ورفاهها وعززت القدرة الإنمائية للبلدان الأفريقية. كما تعاون الجانبان لبناء مجتمع صيني-أفريقي قوي ذي مستقبل مشترك في مجالات متعددة.
-- تحسين الزراعة
أدى عدم القدرة على الحصول على بذور عالية الجودة مقاومة للأمراض بوسعها تحمل المناخات القاسية إلى إعاقة البلدان الأفريقية من أن تصبح آمنة غذائيا. ويعاني ملايين الأشخاص من المجاعة منذ سنوات فيما يعتبر سوء التغذية شائعا في القارة.
وساعدت الصين الدول الأفريقية على تعزيز الأمن الغذائي وتخفيف حدة الفقر من خلال إدخال الأرز الهجين إليها.
ويعد تشارلز نغينداكومانا، وهو مزارع في مقاطعة بوبانزا بشمال غرب بوروندي، أحد المستفيدين من المبادرة. قبل خمس سنوات، بتوجيه من خبراء الزراعة الصينيين، بدأ نغينداكومانا في زراعة الأرز الهجين المعروف بتحمله للضغوط المناخية والآفات والأمراض.
بعد ذلك، زادت أرضه الزراعية في نينغا، وهي قرية في بلدية جيهانغا، من نصف هكتار إلى خمسة هكتارات، كما تضاعف العائد لكل هكتار ثلاث مرات.
وقال نغينداكومانا "أريد شراء المزيد من الأراضي والمزيد من الأبقار والعديد من مضخات المياه الجديدة عندما يحل موسم الجفاف". لم يكن هذا واردا قبل وصول الخبراء الصينيين عندما كان العمل شاقا لتأمين ما يكفي من الغذاء.
وقد وفرت الصين الدعم لمعالجة نقص الأغذية في القارة الأفريقية من خلال وسائل مختلفة، مثل إيفاد الخبراء وبناء قرى تجريبية.
-- تجارة مفيدة
قامت الصين بتبسيط إجراءات الاستيراد لتعزيز التجارة في المنتجات الزراعية الأفريقية. وفي شهر مارس من هذا العام، وصلت الدفعة الأولى من الأفوكادو الكيني الطازج إلى ميناء في شانغهاي وشقت طريقها بسرعة إلى المنازل الصينية.
وتعتبر شركة ((كاكوزي)) المحدودة للأعمال الزراعية واحدة من الشركات المحلية التي حصلت على موافقة تنظيمية لتصدير الأفوكادو إلى الصين بعد أن وقعت كينيا بروتوكولات تجارية ثنائية مع الصين في يناير 2022، مما مهد الطريق لشحنات الفاكهة الاستوائية والمنتجات المائية عالية التغذية.
وقال كريستوفر فلاورز، المدير الإداري لشركة ((كاكوزي))، إن الشحنات إلى الصين وفرت قوة نمو تشتد الحاجة إليها للمنتجين الكينيين الذين يسعون إلى تنويع أسواقهم.
وأعلن بنيامين تيتو، رئيس مديرية المحاصيل البستانية في كينيا، في أكتوبر الفائت أن كينيا صدرت 1.7 مليون كيلوغرام من الأفوكادو بعد ثلاثة أشهر من بدء التصدير في أغسطس 2022، مضيفا أن "الصين تقدم فرصة كبيرة لمزارعينا".
فالمنتجات الأفريقية التخصصية، مثل القهوة من إثيوبيا والكاجو من تنزانيا والكاكاو من كوت ديفوار، كلها تضاف إلى عدد من المنتجات "المصنوعة في أفريقيا" التي باتت تظهر على أرفف المتاجر في جميع أنحاء الصين.
وقد ساعد تدفق المنتجات الزراعية الأفريقية إلى الصين على الحد من الفقر وساهم في النمو المستدام لأفريقيا.
-- مشاريع عملية
مع معاناة العديد من الدول الأفريقية من ضعف البنية التحتية في الماضي، رأت الصين إمكانات غير مستغلة. وفي السنوات الأخيرة، شهدت أفريقيا تحولا وتطورا سريعين، من مشاريع البنية التحتية البارزة مثل مقر المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض وسكة حديد مومباسا - نيروبي القياسية إلى مبادرات بناء القدرات مثل ورش عمل لوبان.
ويتضمن مشروع إمدادات المياه الذي أنجزته شركة صينية في عام 2022 في مقاطعة كابيندا بأنغولا 74 نقطة مياه مركزية تغطي 24 ألف أسرة. وأصبحت المياه متوفرة على مدار 24 ساعة في اليوم، مما خفف من نقص الإمدادات في الصناعات المحلية والمدارس وموانئ النقل، مما عاد بالمنفعة على 92 في المائة من سكان المقاطعة.
وبحسب ما ذكر ماريو أوغوستو كايتانو جواو، وزير الاقتصاد والتخطيط في أنغولا، فإن بلاده لم تفتقر أبدا إلى المياه، لكن الموارد لم تستغل بشكل فعال. وقال الوزير إنه "بفضل التكنولوجيا والخبرة التي جلبتها الشركات الصينية، فإن الوضع يتحسن".
وأوضح خبير العلاقات الدولية الكيني كافينس أدهير إن الصين وأفريقيا، اللتان تمثلان معا حوالي ثلث سكان العالم، تعملان بشكل وثيق لبناء مجتمع عالي المستوى ذي مستقبل مشترك حاسم لرفاهية البشرية جمعاء.
وكان التعاون بين الصين وأفريقيا مفيدا للتنمية الخضراء في الدول الأفريقية. في مقاطعة غاريسا الكينية الصحراوية، ساعدت محطة للطاقة الشمسية مولتها الصين، وهي الأكبر من نوعها في شرق ووسط أفريقيا، المنطقة على تحقيق الاكتفاء من الطاقة الخضراء منذ عام 2019.
وذكر أجاي ماثور، المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، أن العديد من ألواح وخلايا الطاقة الشمسية المستخدمة في أفريقيا يتم تصنيعها في الصين. وسلط ماثور الضوء على مشاركة الصين في تحقيق هدف أفريقيا لتطوير الطاقة الشمسية، متناولا العلاقة الوثيقة بين مصنعي تكنولوجيا الطاقة الشمسية الصينيين ومستخدمي التكنولوجيا الأفارقة.