مقابلة خاصة: رئيس وزراء مصر الأسبق: الرؤية الصينية حول مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية ضرورية للتنمية والسلم العالميين
القاهرة 26 مارس 2023 (شينخوا) أكد رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف أن بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يتماشى مع منطق التنمية العالمية وله أهمية كبيرة لتعزيز التنمية والسلم العالميين.
وقال شرف في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن "مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية متجذر بعمق في حضارات جميع البلدان وهو خيار حتمي لبقاء الإنسان".
وأضاف رئيس الوزراء المصري الأسبق، الذي زار الصين أكثر من 30 مرة في العقد الماضي، أن الصين لم تقدم فقط إنجازات استثنائية على مستويات التخفيف من حدة الفقر ومكافحة الفساد وحماية البيئة، ولكنها أحرزت أيضا تقدما على مستوى العلاقات الخارجية.
فقد تابع شرف تطور الصين عن كثب، كما قام أيضا بإجراء أبحاث معمقة وإلقاء محاضرات وخطب في العديد من الدول العربية والأجنبية حول مبادرة "الحزام والطريق" ومفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وأشار شرف إلى أن رؤية انتشار النزعة الأحادية والحمائية والهيمنة، التي أدت إلى تدهور النظام الدولي، جعلت لديه فهما أكبر وأعمق لمفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وأوضح أنه في السنوات الأخيرة، حدثت أزمات مالية بشكل متكرر، وبرزت قضايا المناخ، وأدى "كوفيد-19" والصراع بين روسيا وأوكرانيا على التوالي إلى ظهور تحديات جديدة للبشرية. وأضاف أن "هذه الأزمات تتطلب تعاونا عالميا، وعلى كل دولة أن تتحمل مسؤولية استقرار العالم".
وشدد على أن "مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يلعب دورا مهما في الحفاظ على الترابط العالمي"، ملمحا إلى أنه ليس هناك خط فاصل بين تحقيق التنمية والأمن العالميين، وبناء الحوكمة العالمية القائمة على قواعد مشتركة بين الدول.
وذكر شرف أن مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل للبشرية له آفاق واسعة، مسلطا الضوء على أن الاعتراف واسع النطاق بالمفهوم يسهم في تحسين العلاقات الدولية، وتعزيز الحوكمة العالمية، وتعزيز التنمية والأمن العالميين.
وأوضح قائلا "مع ذلك، هناك بعض سوء الفهم في العالم حول مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية"، مشيرا إلى أن بعض الدول ترسل رسائل مضللة حول المفهوم، في محاولة منها للحفاظ على مزاياها في الأحادية المشهودة حاليا.
ولفت شرف إلى أن مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية متجذر بعمق في حضارات مختلف الدول، بما في ذلك الحضارات الصينية والمصرية.
وقال إن هناك الكثير من أوجه الشبه بين السياسة الخارجية لمصر ومفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية لمصر تقوم على الدبلوماسية السلمية، وتدعو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتدعم دائما التعددية والحوكمة العالمية المبنية على قواعد واضحة ومشتركة بين الدول، لذلك، فإن تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يتماشى مع الأعراف المشتركة للعلاقات الدولية بين الصين ومصر.
وذكر رئيس وزراء مصر الأسبق أنه "في مواجهة التهديدات والتحديات العالمية غير المسبوقة، نجد أن مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يتماشى مع منطق التنمية العالمية".