مقالة خاصة: خبراء: المسار الصيني نحو التحديث والتنمية السلمية يلهم الشركاء الأفارقة
تظهر الصورة الملتقطة من الجو في 29 يونيو 2022 منظرا لجسر نانشا الذي يربط بين مدينتي قوانغتشو ودونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين.(شينخوا)
نيروبي 13 مارس 2023 (شينخوا) قال خبراء إن الوتيرة المتسارعة للتحديث إلى جانب التنمية السلمية والشاملة التي تبنتها الصين بحماس تلهم البلدان الأفريقية وهي تشرع في فصل جديد من التجديد.
فقد ذكر أديري كافينس، الباحث في العلاقات الدولية والمقيم بكينيا، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن الدول الأفريقية استفادت من نموذج الصين للتنمية السلمية والتجديد المستمر، وهو ما يتجلي في تدفقات رأس المال المستدامة، والتجارة المزدهرة، والتكنولوجيا، ونقل المهارات إلى القارة.
وأرجع أديري الانطلاقة الاقتصادية السريعة لأفريقيا إلى استعداد الصين لتقاسم الخبرات، ودعم جهود بناء السلام في أفريقيا، والاستثمار في قطاعات مثل النقل والتصنيع والطاقة.
وفي معرض تسليطه الضوء على نهج التنمية الذي يشمل المجتمع بأكمله واعطته الصين الأولوية، قال إنه الأنسب لأفريقيا حيث يشكل النمو المتمحور حول الشعب السبيل للحفاظ على التماسك.
نيو هونغ تاو (يسار)، مساعد مدير مشروع محطة إيسيمبا للطاقة الكهرومائية، ومحمد إدريس، مهندس مدني باكستاني يعمل في موقع المشروع، يقومان بجولة في ساحة التبديل في محطة إيسيمبا للطاقة الكهرومائية في كايونجا بأوغندا يوم 9 فبراير 2023. (شينخوا)
وذكر "مازلنا نأمل في رؤية انخراط الصين من حيث تعبئة الموارد، ومن حيث التعاون التنموي مع الدول الأفريقية في إطار منتدى التعاون الصيني الافريقي".
وأضاف قائلا إنه في الوقت الذي يكتسب فيه تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية زخما، يتعين على القارة الاستفادة من البراعة التكنولوجية للصين لتنشيط مجالات الاقتصاد الرقمي والتصنيع والقيمة المضافة لديها.
وأشار أديري إلى أن التحديث السريع في الصين الذي شجع على الشمول والتضامن والإجماع الصحي ينبغي وأن يُقتدى به في أفريقيا حيث هدد الفقر والتخلف الاستقرار.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن احتضان بكين للتنمية الخضراء كما جاء في شعارها الخاص بالحضارة الإيكولوجية ساعد في الجهود المبذولة لترويض أزمة المناخ التي أثرت بشكل أكبر على سبل العيش في جميع أنحاء منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، وفقا لما قاله الباحث.
تظهر الصورة الملتقطة من الجو في 15 فبراير 2019 محطة غاريسا للطاقة الشمسية التي مولت بناءها الصين في مقاطعة غاريسا في كينيا.(شينخوا)
وذكر أديري أنه من خلال تمسكها بالنظام متعدد الأطراف، دعمت الصين أيضا بشكل استباقي إيجاد حل سلمي للصراعات في أفريقيا، وبذلك وضعت القارة على طريق النمو العادل والاستقرار طويل الأجل.
وأشار إلى أن مبادرة الأمن العالمي الرائدة التي طرحتها الصين، ستكون، بمجرد أن يتسارع تنفيذها، أساسية لإيجاد حل دائم للصراعات الأهلية في أفريقيا.
كما أشاد أديري باستعداد الصين تقاسم مواردها وتكنولوجياتها وخبراتها للمساعدة في تحويل اقتصادات أفريقيا من خلال تعزيز الربط البيني والتجارة وإيجاد فرص العمل.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تفتح فيه الصين أسواقها للمنتجات الزراعية من إفريقيا مثل الأفوكادو، ستقفز اقتصاديات القارة سريعا وسيتم إيجاد حل للفقر والبطالة المتوطنين.
وفيما يتعلق بالربط البيني عبر الإنترنت عالي السرعة في إفريقيا، قال الباحث الكيني إنه بمساعدة الصين، ستصبح القارة أكثر تكاملا ويمكن لسكانها الشباب الاستفادة من نمو الاقتصاد الرقمي.
تظهر الصورة الملتقطة في 15 أغسطس 2021 مشهدا لميناء نينغبو-تشوشان في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين.(شينخوا)
وأشادت نادية مونتيرو، عضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم في أنغولا، الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، بجهود التحديث في الصين واصفة إياها بأنها "معلم فريد وغير مسبوق" للنمو الاقتصادي المتسارع في أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم ومساهمة في الاقتصاد العالمي.
وقالت إنه "وفقا لبيانات البنك الدولي، فإن مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي تتجاوز مساهمات جميع دول مجموعة السبع خلال الفترة من 2013 إلى 2021".
وأثنت مونتيرو على التقدم النظري والعملي الذي حققه الحزب الشيوعي الصيني، وخاصة في القضاء على الفقر المدقع وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي.
وذكرت "لقد أعجبت كثيرا بفيديو يعرض قرية شيبادونغ (في مقاطعة هونان الصينية)، والذي أظهر كيف تغيرت حياة أهلها بشكل إيجابي، وكيف تم القضاء على الفقر".
وأعربت مونتيرو عن ثقتها بأن نظرية التحديث في الصين يمكن أن تجلب أفكارا جديدة للحوكمة في أنغولا بما في ذلك خطط أكثر اخضرارا، وفرص تنموية، وخيارات للابتكار.